أخيرا أصبح الركود الاقتصادي على الأبواب، وهو ما يعني أننا على أعتاب مرحلة صعبة اقتصاديا يميل فيها الناس إلى تقليل الإنفاق ومشترياتهم بشكل واضح، ليتراجع التضخم وترتفع البطالة.
والمتابع هذه الأيام لأخبار فيسبوك وجوجل وتيك توك يلاحظ أن تلك الشركات تستعد بالفعل لمرحلة جديدة بالنسبة لعائدات الإعلانات التي تعتمد عليها.
تأثير الركود الاقتصادي على أرباح تويتش
على منصة تويتش حيث لا يحصل 25 في المائة من أفضل 10000 من أصحاب البث المباشر على حد أدنى للأجور، تساعد الصفقات الترويجية على إنعاش دخل الكثير من منشئي المحتوى في مجال الألعاب والترفيه على المنصة، لكن هذه الصفقات قد تكون على وشك الجفاف.
مع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى له في 40 عامًا وسلسلة التوريد غير مستقرة بينما يتقلص الاقتصاد، يبدو أن الولايات المتحدة مستعدة للدخول في ركود اقتصادي، وخلال هذه الفترة تميل الشركات إلى خفض ميزانيات التسويق، ويبدو أن سوق الإعلانات يتجه نحو التباطؤ.
بينما لاحظنا انتعاشا في عائدات الإعلانات خلال وباء كورونا وانتقل الكثير من الناس إل العالم الإفتراضي لتحقيق مكاسب من البث المباشرة وانشاء المحتوى الرقمي، فإن العكس هو الذي سيحدث في زمن الركود الإقتصادي.
أكد الكثير من منشئي المحتوى في الولايات المتحدة على هذه المنصة تراجعا في أعداد المشتركين الذين يدفعون مقابل مشاهدة المحتوى الحصري والحصول على مزايا أخرى، وهذا في ظل توجه المستخدمين إلى تقليل نفقاتهم على الترفيه وإلغاء الإشتراك في منصات البث والألعاب.
تأثير الركود الاقتصادي على أرباح يوتيوب واعلانات أدسنس
تتعامل جوجل مع ملايين الناشرين حول العالم سواء من خلال يوتيوب أو الناشرين أصحاب مواقع الويب والمدونات الذين يعتمدون على اعلاناتها.
سيكون الركود الاقتصادي لعام 2023 هو أول اختبار حقيقي لهذه الشبكة الإعلانية الضخمة، حيث في عام 2007 لم يكن يوتيوب أو أدسنس شيئا كبيرا كي يتأثر كثيرا بالركود الحاصل حينها.
هذه المرة سنشاهد هذا التأثير وسيكون ملحوظا في أسعار الألف مشاهدة أو زيارة وأسعار النقرات وما إلى ذلك من العوامل التي تحدد الأرباح النهائية للناشرين من خلال قنواتهم ومواقعهم.
وكي تحافظ جوجل على هامش الربح والعائدات الجيدة لا نستبعد أنها ستخفض من أسعار الإعلانات على القنوات والمواقع الإلكترونية بنسب كبيرة في الأشهر القادمة.
تباطؤ الإنفاق الإعلاني العالمي خلال 2022
عندما تتباطأ الاقتصادات في جميع أنحاء العالم، ينفق الجميع أموالًا أقل بما في ذلك العلامات التجارية الكبرى المسؤولة عن الكثير من عائدات إعلاناتك كناشر.
انخفضت معدلات التكلفة لكل ألف ظهور للناشرين والمذيعين بشكل مطرد منذ الربع الثاني من العام الحالي، ولا يبدو أن هذا الاتجاه يتباطأ في أي وقت قريبًا.
المعلنون أيضا يشعرون بحرارة من هذا التباطؤ، لقد شهدوا انخفاض التكلفة لكل ألف ظهور بنسبة تصل إلى 50 في المائة منذ مارس 2022، وفقًا لأبحاث AdExchanger التي نُشرت في Digiday.
هذا يعني أنه إذا قام المعلنون بإبطاء عروض الأسعار الخاصة بهم لمخزون الإعلانات، فلن يتمكن الناشرون من زيادة عائداتهم الإعلانية كما هو مخطط لها.
إذا كنت ناشرًا أو منشئ محتوى صوتي وليس لديك رأس مال كافٍ تحت تصرفك فستخسر بسرعة كبيرة بالفعل، ولكن ربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق من هذه الأرقام هو ما يحدث عندما ننظر إلى الأمور على أساس كل ساعة: لم يعد بإمكان مندوبي مبيعات الإعلانات تحمل تكاليف العمل بعد الآن!
تواجه الشركات الصغيرة والناشئة مشاكل في استمرار أعمالهم مع تقليل عملائهم لميزانيات الإعلانات في الأسابيع الأخيرة والتخطيط لإنفاق أقل خلال 2023.
قللت تيك توك توقعات عائداتها من 12 إلى 10 مليارات دولار لعام 2022 وهي علامة أخرى على أن الوضع الاقتصادي العالمي سيؤثر سلبا على الناشرين.
الوضع لن يكون سوداويا للناشرين الصاعدين
من أجل مواجهة تراجع العائد لألف مشاهدة سيكون على الناشرين في الفترة القادمة زيادة عدد الزيارات والمشاهدات التي يحققونها من خلال التركيز على الرائج وتناول المواضيع التي يبحث الناس أكثر عنها، وهكذا من خلال رفع هذه الأرقام يمكن رفع العائدات والأرباح.
بالنسبة للمنصات الأكبر التي ليس لديها هامش نمو أعلى للوصول إلى جماهير أكبر سيكون من الصعب عليها أن تواجه هذا الإنخفاض الذي سيستمر لعدة أشهر.
بطبيعة الحال يتطلب إنشاء المحتوى استثمارات مادية وزمنية ولا يمكن الرفع من الزيارات والمشاهدات بنسب عالية بين ليلة وضحاها.
إقرأ أيضا:
أداة فعالة لحماية حساب ادسنس من النقرات الغير شرعية
عوامل ترفع أو تخفض سعر النقرة في ادسنس
ربح المال من شراء وبيع خصوصية وبيانات المستخدمين
زيادة أرباح الناشرين من جوجل أدسنس 2022 لهذا السبب