الأزمة الإقتصادية في تركيا تقتل المزيد من الشركات العملاقة

الأزمة الإقتصادية في تركيا تقتل المزيد من الشركات العملاقة
الأزمة الإقتصادية في تركيا تقتل المزيد من الشركات العملاقة

انخفض مؤشر معنويات الإقتصاد التركي بنسبة 4.8 في المائة في أكتوبر، وفقا لبيان أصدره معهد الإحصاء التركي (TÜİK) في 31 أكتوبر.

وانخفض مؤشر الثقة الاقتصادية، الذى كان 71 في سبتمبر إلى 67.5 ما يؤكد على أن الثقة بالإقتصاد التركي متسمرة في التدهور.

ويشير المؤشر إلى نظرة متفائلة بشأن الوضع الاقتصادي العام عندما يكون فوق 100 نقطة، أو نظرة تشاؤمية عندما يكون أقل من 100 نقطة.

وتأتي هذه النتائج لتؤكد لنا أن الأزمة الإقتصادية في تركيا مستمرة، وأن التقارير التي ربطتها بأزمة العلاقات الأمريكية التركية وبالمؤامرات السياسية غير صحيحة.

ومن المعلوم للمتابعين للشأن السياسي التركي، ان أزمة القس الأمريكي انتهت وأنه تم تسوية الأمر سياسيا بين البلدين، وقد أكدت كل من أنقرة وواشنطن في أكثر من مناسبة على قوة علاقتهما الثنائية وقدرتها على تجاوز الخلافات السياسية.

وتبقى الأزمة الإقتصادية في تركيا قائمة، إذ أنها ليست بيد واشنطن أو غيرها من عواصم صناعة القرار في العالم، بل إن العواصم الغربية متخوفة من تلك الأزمة التي يمكنها أن تؤثر سلبا على برلين ومدريد وباريس وحتى واشنطن.

  • افلاس شركة “DSG” للإنشاءات

تعد هذه العلامة التجارية من أكبر الشركات التركية، وهي التي تكلفت بمشروع بناء وإنشاء مطار إسطنبول الجديد، وهي مثل أي شركة تركية أخرى غارقة بالديون ولا تستطيع تسديد فواتيرها.

ويبدو أن الشركة مثل الاخريات المنافسة اعتمدت على القروض لتمويل عملياتها والرهان على تحقيق الأرباح من خلال الحصول على المشاريع الكبيرة.

ومع ارتفاع أسعار الفائدة ازدادت قيمة الديون، وأصبحت هذه الشركات غير قادرة على الوفاء بإلتزاماتها تجاه البنوك ومؤسسات الإقتراض.

  • افلاس شركة Anatolian Pars

تعد هذه الشركة واحدة من أكبر الشركات التركية في مجال التدوير، وهي التي قامت بإنشاء أول محطة لمعالجة الصرف الصحي في تركيا.

وتقدم الشركة خدماتها منذ عام 2003 والمتخصصة في تنقية مياه الصرف ومعالجتها لإعادة استخدامها، وقد حصلت على مشاريع كبرى في البلاد بفضل تفوقها على المنافسين في العروض والخدمات المقدمة.

فقد شيدت محطة لاستقبال نفايات الموانئ، وأنشأت أيضا أول محطة لمعالجة الصرف الصحي في تركيا، ولديها شركة تابعة لها وهي Zeus Enerji التي أنشأت أول محطة للتخلص من النفايات السائلة في تركيا.

لدى هذه الشركة أيضا مشاريع لإنتاج الطاقة من النفايات وهي التي تركز على النفايات بمختلف أشكالها لإنتاج الطاقة منها واعادة تدويرها.

وقد تقدمت في النهاية إلى المحكمة الاقتصادية بطلب تسوية إفلاس لإعادة جدولة ديونها خلال مدة أقصاها 3 أشهر.

  • سلسلة افلاس الشركات التركية

قبل ثلاثة أشهر تطرقت إلى هذه القضية في مقال سابق بعنوان الأزمة المالية في تركيا تكشف إفلاس آلاف الشركات التركية.

تطرقت في المقال إلى أرقام رسمية لإفلاس الآلاف من الشركات التركية في مختلف القطاعات، وهي التي تكشف لنا عن الورطة التي تعيشها الكثير من الشركات التركية سواء الناشئة أو الصغيرة أو المتوسطة أو حتى العملاقة ذات النفود الكبير في البلاد.

كل هذا بسبب الإقتراض لسنوات طويلة مستغلة سعر الفائدة المنخفضة في الأسواق العالمية، ومع قيام البنك المركزي الأمريكي برفع سعر الفائدة كل الجهات التي تعتمد على الإقتراض في العالم بدأت تعاني، بداية من وول ستريت والبورصات التي تراهن على استمرار الإقتراض لأنه يضمن لها المزيد من السيولة واقبال الناس على الإستهلاك وتنامي الأعمال، إلى الدول والبنوك العالمية والشركات التي تعتمد على الإقتراض.

وتعد فقاعة ديون الشركات مشكلة كبيرة ليس فقط في تركيا بل في كل دول العالم، وهي الفقاعة التي تهدد النظام المالي العالمي، على عكس البنوك حيث أن الكثير منها تتوفر على سيولة جيدة وليس لديها ديون كبيرة كما هو الحال قبل الأزمة المالية لسنة 2008.

 

نهاية المقال:

افلاس الشركات التركية متواصل مع استمرار الأزمة الإقتصادية في البلاد، ورغم عودة الدفئ إلى العلاقات التركية الامريكية تبدو المشاكل الإقتصادية والمالية عميقة وجدورها الحقيقية تنتمي إلى الإقتراض بسعر الفائدة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز