حقيقة اتفاق التجارة الأمريكي الصيني ومصير الحرب التجارية

حقيقة اتفاق التجارة الأمريكي الصيني ومصير الحرب التجارية

خلال الأيام الماضية احتفلت وول ستريت وأسواق المال العالمية بتوقيع اتفاق التجارة الأمريكي الصيني بين البلدين وفتح الباب للمزيد من المفاوضات والتفاهمات خلال الأشهر القادمة.

استفادت أسواق الأسهم من توجه بكين وواشنطن إلى الإتفاق الأول بينهما منذ اندلاع الحرب التجارية الطاحنة بينهما أكثر من 15 شهرا على الأقل.

ويأتي هذا الإتفاق ليضع حدا لنزيف أكبر اقتصادين في العالم، فقد تضرر كلاهما وكانت البيانات الإقتصادية التي أشعلت المخاوف خلال أغسطس الماضي كافية ليقتنع الطرفين بضرورة التوصل إلى حل.

  • نظرة على اتفاق التجارة الأمريكي الصيني

تم توقيع الإتفاق بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية والذي يتضمن الأمور التالية:

أولا: إقدام الولايات المتحدة على رفع الصين من قائمتها السوداء للدول التي تتلاعب بقيمة عملتها وهو ما نفذته واشنطن سريعا.

ثانيا: تشتري الصين 200 مليار دولار من المنتجات الفلاحية والزراعية الأمريكية خلال عامين من الآن.

ثالثا: أوقفت الولايات المتحدة الرسوم التي فرضتها الشهر الماضي على ما قيمته 160 مليار دولار من الواردات الصينية خصوصا الواردات من الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسب والأجهزة اللوحية.

رابعا: تخفيض واشنطن للرسوم بنسبة 7.5% على ما قيمته 112 مليار دولار من 155 مليارا من واردات صينية أخرى.

خامسا: أبقت واشنطن الرسوم بنسبة 25% على بقية الواردات الصينية مثل قطع الغيار وبعض المواد التي تستخدم في منتجات أميركية ميكانيكية.

  • أهمية اتفاق التجارة الأمريكي الصيني

من شأن تنفيذ الإتفاق أن يساعد الإقتصاد الأمريكي على التوسع أكثر وتجنب الركود الإقتصادي المرتقب، ونفس الأمر بالنسبة للصين واقتصادها المتباطئ.

بالنسبة للإقتصاد العالمي فهذا خبر جيد حيث تضرر العالم من تلك الحرب التجارية التي زادت المخاوف من أزمة مالية عالمية جديدة.

يواصل الإقتصاد العالمي التباطؤ ولهذا يحتاج إلى دفعة ايجابية، ويعد الإتحاد الأوروبي من أبرز الأطراف المتضررة من هذه الحرب لهذا ستستفيد القارة العجوز من الصفقة.

  • المرحلة الثانية من اتفاق التجارة الأمريكي الصيني

هذه ليست إلا المرحلة الأولى من اتفاق التجارة الأمريكي الصيني والتفاهمات التي يجب التوصل إليها كثيرة والتحديات للوصول إلى اتفاق شامل وفعال ليست قليلة ولا سهلة.

من المطلوب أن ترفع الولايات المتحدة الحظر على هواوي وتنصف الشركات الصينية وتتركها في حالها، في المقابل يجب أن تفتح الصين أسواقها للشركات الأمريكية على نطاق أوسع.

إضافة لما سبق يجب تنظيم براءات الاختراع ومنع سرقة الإبتكارات والأفكار التجارية، مع إمكانية تبادلها والعمل معا بشكل طبيعي.

ولا ننسى بالطبع انه يجب على البلدين تقليل الرسوم الجمركية المتبادلة والعودة إلى رسوم جمركية طبيعية لمختلف المنتجات.

  • عام الإنتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 ومسألة الحرب التجارية

اختارت ادارة دونالد ترامب الوصول إلى هذا الإتفاق الجيد والذي يتضمن مسائل ايجابية لكل من واشنطن والصين في هذا الوقت للتفرغ إلى المشاكل الداخلية وقضايا أخرى مثل محاكمة الرئيس الأمريكي إضافة إلى الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ومواصلة التفاوض مع الصينيين بهدوء.

بالحديث عن الإنتخابات فإن الإتفاق يزيد من ارتفاع البورصة وسيساعد على تعافي المزارعين الأمريكيين ويساعد في ارسال رسالة طمأنة وتأكيد للشعب الأمريكي على أن الرئيس حريص على مصالحهم وهو ناجح ويعمل على تعزيز توسع الإقتصاد الأمريكي الذي يعيش 11 عاما من الرخاء، وهذا يصب في صالح اعادة انتخابه.

  • تأجيل الحرب التجارية إلى ما بعد انتخابات نوفمبر 2020

إذن الإتفاق يأتي ليشكل هدنة في العلاقات التجارية الصينية الأمريكية، ويمنع أي تدهور لها أو انهيار للنظام المالي العالمي الحساس اتجاه مسائل التجارة العالمية.

ربما قد نرى اتفاق المرحلة الثانية، لكن يبدو أن أيا من الطرفين غير مستعجل في الوقت الحالي للتوصل إليه.

لقد أكد الرئيس الأمريكي سابقا أنه لا توجد لديه أية مشكلة في اتمام الإتفاق إلى ما بعد الإنتخابات التي ستجرى خلال نوفمبر القادم.

إذا فاز دونالد ترامب بالإنتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة ستعود واشنطن بقوة في المرحلة القادمة للصراع ضد الصين.

 

نهاية المقال:

اتفاق التجارة الأمريكي الصيني مفرح لأسواق المال العالمية ومطمئن لكل من واشنطن وبكين والإقتصاد العالمي لكنه لا ينهي الحرب التجارية بل يؤجل فصولها القادمة إلى ما بعد نوفمبر 2020.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز