هل الماسونية وراء بيتكوين والعملات الرقمية؟

هل الماسونية وراء بيتكوين والعملات الرقمية؟

تحاول نظرية المؤامرة ربط كل ما يحدث في حياتنا بجهات أجنبية وخارجية لا نلاحظها ولا نشعر بها لكنها توجهنا لتحقيق أهدافها.

ولعل الماسونية وسعيها للتحكم في العالم وانضمام الفنانين والمشاهير والرؤساء إليها سرا، يجعلها في عناوين المقالات ومقاطع الفيديو التي تربطها بما يخطط له قلة من الناس الأشرار ضد بقية سكان هذا الكوكب.

بيتكوين والعملات الرقمية التي تعد تطورا كبيرا ولافتا والتي ظهرت بعد الأزمة المالية العالمية لسنة 2008 هي في اعتقاد هؤلاء أداة اخترعتها الماسونية لتوحيد النقود التي نتعامل بها والتحكم بنا بصورة أكبر.

عند بحثي عن هذا الموضوع وجدت الكثير من المقالات والصفحات ومقاطع الفيديو أيضا وأغلبها على الويب العربي بينما هناك القليل من الصفحات حول هذا الموضوع في الويب الأجنبي.

يدعي أنصار هذه النظرية بأن بيتكوين التي لا نعرف من اخترعها والتي تم إطلاقها وارتفعت قيمتها من 0.03 دولار إلى 9500 دولار حاليا مع العلم أنها وصلت من قبل إلى 20 ألف دولار هي من اختراع الماسونية، ونحن سنرد في هذا المقال على هؤلاء.

يحتاج الأشرار إلى عملة مركزية وليس عملات لامركزية مثل بيتكوين

المثير في بيتكوين ومنافساتها أنه لا يمكن لأحد التحكم بها ولا ايقافها، ما دام هناك مؤمنين بها ومتعاملين بها والأشخاص الذين يعملون على تعدينها لا يمكن للسلطات حول العالم فعل أي شيء حيالها.

على عكس العملات النقدية مثل الدولار، يمكن أن تنهار عملة محددة وتصبح بلا قيمة بسبب العقوبات أو المقاطعة السياسية الموجهة، وتتحكم فيها البنوك المركزية التي تطبعها ولديها صلاحيات لمنع دول أو جهات من التعامل بها.

المجموعات التي يقال أنها تسعى للتحكم في العالم وأنها شريرة مثل الماسونية تحتاج في الواقع إلى عملة مركزية توفر لها التحكم في توزيع الثروات بصورة أدق، بل وأيضا معرفة هوية المتعاملين بها وإمكانية حظر أي جهة أو شخص يعارضهم.

بيتكوين والعملات الرقمية لا توفر هذه المميزات قط، وهذا ما يزعج الحكومات والبنوك المركزية التي تسعى إلى تنظيم هذه العملات مع احترام اختلافها.

العملات الرقمية هي المستقبل سواء دعمتها الماسونية أم لا

تقاوم الحكومات والبنوك المركزية هذا التطور لكنها في النهاية مرغمة على القبول به، ربما قد نرى الدولار الرقمي وعملات تصدرها البنوك المركزية ونتعامل بها من خلال حواسيبنا والهواتف الذكية ولا يكون لها أي وجود مادي حقيقي.

على مدار التاريخ تطورت النقود وتغيرت وبما أننا نتجه إلى مراحل متقدمة من العصر الرقمي فلا يوجد أي مبرر لبقاء النقود المعدنية والورقية.

إنه إذن اتجاه وسنة الحياة، لذا إذا أرادت الماسونية وبقية المنظمات والجهات والدول أن لا تخسر مكانتها في المستقبل فعليها أن تتبنى هذا التطور.

الصين قامت بحظر هذه الأصول لكنها تعمل على عملة رقمية خاصة بها فيما لم تنجح في منع الصينيين من الإستثمار في بيتكوين ومنافساتها ليصرح الرئيس الصيني بضرورة تبني بلوك تشين وتطبيقاتها والعمل على الإستفادة منها.

أما في الولايات المتحدة فقد تنجح السلطات في كسر عملة ليبرا التي تعمل عليها فيس بوك لأنها مشروع عملة رقمية من شركة مشبوهة بسبب انتهاكات الخصوصية والتدخل في الانتخابات، لكنهم لا يستطيعون كسر بيتكوين ومنافساتها الموثوقة.

بيتكوين والعملات الرقمية هي لنقل المال من أيدي السلطات إلى أيدي الشعوب

استفادت الماسونية كثيرا من النظام المالي العالمي بشكله الحالي، وفي حالة كان لديهم طموح ليتحكموا بالناس كما يقال فسيسعون لجعل هذا النظام أقوى واستمرار تحكم الأغنياء بالثورات ووجود المال في أيدي القليل من الناس “السلطة” على حساب الأغلبية “الشعوب”.

بيتكوين والعملات الرقمية جاءت بفكرة أنه لا يوجد بنك مركزي يطبع النقود، كلنا بإمكاننا انتاجها وفق ضوابط وقواعد صارمة ضمن “عملية التعدين” ويشبه الأمر التنقيب عن الذهب الذي يعد الشكل الأصلي للمال.

إذن هذه العملات تمنع الأفراد أو جماعة صغيرة من التحكم في الأغلبية واعتبارهم قطيعا، وهذا للأسف المعمول به في النظام المالي العالمي الحالي.

لا نعرف مؤسس بيتكوين لكن هناك مبررات

ليس معروفا من هي الجهة التي طورت بيتكوين أول مرة وطرحتها للتداول، وقد يكون الحكمة من وراء ذلك هو أنهم يخشون على أنفسهم من الملاحقة القانونية والتغطية الصحفية التي يمكن أن تكشف بعض أسرارها ليسهل كسرها فيما بعد وفشل العملة التي تبنت مجهولية المصدر واللامركزية في أساسها.

لو كانت المخابرات الأمريكية وراء هذه العملة الرقمية لضغطت على السلطات المالية لقبولها ولقاموا بمنع انهيارها عندما وصلت إلى 20 ألف دولار وتراجعت إلى 3000 دولار خلال أشهر قليلة.

لم نكن لنرى قادة البنوك الأمريكية مثل جيمي ديمون يهاجمونها ويشككون في مصداقيتها، مع التذكير بأن هؤلاء قد يكونوا أفرادا من الماسونية حسب أنصار تلك النظرية.

محاولات الربط بين الماسونية وعملة بيتكوين والعملات الرقمية هي أسلوب آخر تم استخدامه لتشويه هذه الأصول من قبل الفاشلين والنادمين على عدم شراءها عندما كان سعرها لا يتعدى دولار، إنها نظرية خاطئة تماما!

إقرأ أيضا:

مشكلة الكنيسة المسيحية مع الماسونية ولماذا يحظرها الكاثوليك؟

ما هي الماسونية وما موقفها من الدين والله؟

هل أخنوش ماسوني وما هي حقيقة علاقته بالماسونية؟

آراء جيدة عن الماسونية مختلفة عن قصص نظرية المؤامرة

أمونج اس والدجال والماسونية ونظرية المؤامرة

هل الماسونية وراء بيتكوين والعملات الرقمية؟

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز