الحالة الوحيدة التي ستموت فيها بيتكوين وتختفي كليا

الحالة الوحيدة التي ستموت فيها بيتكوين وتختفي كليا

كل مرة تتكبد عملة بيتكوين خسائر مهمة نسمع في وسائل الإعلام وعلى التعليقات من يتنبأ ويترقب سقوطها إلى 0 دولار، واختفائها من الوجود، ويبدو هذا أقرب إلى الخيال ما لم يحدث حدث عظيم مرتقب في المستقبل.

ظهرت بيتكوين عام 2009 بعد الأزمة المالية لسنة 2008، والآن بعد الأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها وباء كورونا 2020 تتسابق الحكومات والقطاع الخاص نحو التخلص عن الكاش وتبني النقود الرقمية.

في غضون سنوات قليلة سيصبح هذا واقعا حتى في عالمنا العربي، حيث نجد الإمارات تخطوا خطوات جيدة، وتبني مصر والمغرب البنية التحتية لعالم النقود الرقمية.

إذن لا مفر من الإنتقال إلى عصر النقود الرقمية، ومن يقاوم ذلك أو يحاربه كمن يحاول أن يوقف قطارا سريعا في طريقه إلى المحطة الختامية.

في هذا العصر تمثل بيتكوين الذهب الرقمي، بينما ستستخدم العملات الرقمية المشفرة الأخرى في المدفوعات والإستثمار ونقل النقود عالميا أيضا.

ولا نستبعد أن تستخدم بعض العملات الرقمية شديدة التشفير والأمان، في الأنشطة غير المشروعة وللقيام بمعاملات بعيدا عن أعين الحكومات والسلطات.

هناك من يراهن على أن العالم سيعتمد عملة رقمية واحدة موحدة، لكن من غير المستبعد أن تحتفظ الدول بسيادتها المالية، ويصبح لدينا نقود رقمية بناء على النقود الورقية الحالية.

وهذا يعني أن كل نقودنا ستنتقل إلى العالم الرقمي، وستزدهر البنوك والمؤسسات المالية والخدمات المالية التي توفر الدفع الإلكتروني.

من جهة أخرى من المنتظر أن يصل سعر بيتكوين إلى 1 مليون دولار أمريكي خلال السنوات القادمة بعد رحلة من الصعود والهبوط كما عادتها.

في هذا الواقع الجديد، لا مفر حقيقة من استخدام هذه العملة الرقمية المشفرة، حيث سيكون تحويل النقود الرقمية إليها أسهل كثيرا من تحويل النقود الورقية حاليا.

لكن هناك حالة واحدة ستختفي فيها بيتكوين كليا عن الوجود، هذه الحالة لا تتعلق بالعملة الرقمية المشفرة الأكبر في العالم لوحدها بل بكل نقودنا.

يتوقع العديد من الخبراء بمن فيهم أنا، أنه سيأتي وقت وقد تختفي التكنولوجيا لسبب معين وتختفي الإنترنت وحينها يخسر الناس كل أموالهم وأفكارهم وذكرياتهم وكتاباتهم وتجارتهم التي تجري في العالم الإفتراضي.

ونعم حينها ستختفي بيتكوين والعملات الرقمية المشفرة إضافة إلى العملات الرقمية الحكومية والدولية، ولن ينجوا من ذلك أحد على وجه الأرض.

وما يجعلني متأكدا من ذلك هي أن بيتكوين ومنافساتها تعتمد على شبكة واسعة من الحواسيب والهواتف الذكية والمستخدمين والمحافظ التي تخزنها وهي غير موجودة في مكان وحدة وليست شبكة مركزية كي يكون من السهل القضاء عليها.

لذا من المستحيل القضاء على العملة الرقمية الأكبر في العالم دون اقناع كافة الناس بالتوقف عن استخدامها وهي عملية مستحيلة أيضا لأن المؤمنين بها كثر ومجتمع العملات المشفرة يكبر يوما بعد يوم.

لو كانت هذه العملات الرقمية المشفرة تعتمد على شبكات مركزية لكان من السهل على الحكومات التي تحاربها لسنوات القضاء عليها.

لقد درس هؤلاء هذه الأصول المشفرة ولما تيقنوا من أنها لن تختفي لجأوا إلى الترويج لفكرة تنظيمها من خلال وضع قوانين وقبولها على نطاق واسع.

وقد بدأت الشركات الأمريكية في تبني هذه العملات الرقمية والبداية من تويتر وتيسلا وباي بال ورغبة فيس بوك في طرح عملة رقمية خاصة به والقائمة تطول.

من جهة أخرى من الصعب حاليا أن تقنع المستثمرين في هذه العملة الرقمية بالتخلي عنها، فمع تزايد الديون الامريكية وديون الدول حول العالم وترقب تصاعد التضخم الفترة القادمة، ينظر هؤلاء إلى بيتكوين على أنها أداة تحوط ضد المخاطر المحتملة ولحماية نقودهم.

إقرأ أيضا:

مستقبل السوق السوداء في زمن النقود الرقمية

حقائق وأرقام عن بداية عصر النقود الرقمية

سعر بيتكوين إلى 250000 دولار بفضل الشركات الأمريكية

مشروع جاك دورسي وجاي زي لنشر بيتكوين في أفريقيا

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز