5 دروس في ريادة الأعمال من أزمة ياهو

Yahoo-company
دروس قاسية من ياهو

تعاني ياهو من أزمة قاتلة منذ 8 سنوات لكن مؤخرا لم يعد ممكنا أن تواصل على نفس النهج للمزيد من الأعوام رغم أنها تقدم الكثير من الخدمات في مختلف مجالات الويب.

نحن تطرقنا إلى هذه القضية في مقالات أزمة ياهو و التي نواصل الحديث عنها و هذه المرة نحاول أن نستخلص منها الدروس لرواد الأعمال الذين يملكون مشاريع ويب خصوصا و أن هذه الشركة تنشط في هذا المجال أساسا.

 

  • من لا يتطور سريعا نهايته الفشل

فيس بوك و جوجل و عمالقة الويب اليوم يقدمون مزايا جديدة دائما و بشكل أسبوعي و تحديثات متواصلة لخدماتهم و على مدار السنة يعملون على تطويرها و إضافة المزيد من الخدمات التي تخدم العملاء و المستخدمين و هذا جعلهم في القمة.

وثيرة تطوير خدمات ياهو و الجديد الذي تقدمه بطيء للغاية و تقبع وراء المنافسين في هذا الصدد متأخرة كثيرا عنهم و يشمل التطوير ابتكار مزايا جديدة و مهمة.

صحيح أن الشركة أقدمت خلال الأسبوع القادم على تطوير منصة تمبلر على المحمول و اضافة ميزة مزامنة حسابات بريد جي ميل إلى بريد ياهو و أطلقت تطبيق Yahoo Video Guide على الموبايل، لكن كل هذه الخطوات المتسارعة جاءت في وقت متأخر للأسف.

 

  • تجاهل الموبايل إنتحار حقيقي

الشركات التقنية الناجحة لها وجود قوي على الموبايل، آبل هي صاحبة آيفون و نظام ios الناجحين و المنتشرين و لديها تطبيقات ناجحة مثل سفاري، جوجل هي الأخرى لديها نظام أندرويد على أكثر من 1.4 مليار جهاز و لديها تطبيقات جد مشهورة مثل كروم.

فيس بوك هو الآخر موجود بقوة على الموبايل إذ لديه تطبيق فيس بوك و مسنجر المشهورين و أيضا واتساب الذي يستخدمه 900 مليون شخص و إنستغرام الذي يستخدمه 300 مليون مستخدم، فيما الشركات الأخرى التي لم تنجح في ايجاد مكان لها على الموبايل باتت تعاني بشكل واضح.

بالطبع مشكلة ياهو الحقيقية هي تأخرها في غزو الموبايل و الإهتمام طيلة السنوات الماضية بنسخة المكتب من مواقعها و خدماتها و هذا جعل من الصعب عليها تعويض هذا التأخر.

 

  • الهوية تساعد على إبتكار خدمات جديدة كليا

فيس بوك لديه هوية واضحة للجميع و هدف من خدماته و هو تحقيق التواصل الإجتماعي و تقديم خدمات الدردشة بين الأفراد و تبادل الأفكار و تحقيق الحوار و بالطبع فيس بوك و مسنجر و واتساب و أيضا انستغرام هي كلها منتجات تصب لتحقيق هدف واحد.

لذا فإن الشركة الأمريكية تعرف جيدا ماذا يجب عليها أن تقدمه و تعرف منافسيها الحقيقيين و لديها خطط واضحة لمستقبلها.

أما ياهو فمن الصعب معرفة هوية هذه الشركة، فهي تقدم محرك بحث و لديها سلسلة من المواقع الإخبارية و تقدم خدمة البريد الإلكتروني و تحاول المنافسة في قطاع الشبكات الإجتماعية من خلال استحواذها منذ عدة أشهر على تمبلر و لكن دون نتيجة و دون أن يعدل ذلك من صورة الشركة.

إنها تتخبط عموما و لا تسير ضمن نهج مستقيم و إلى أهداف محددة بالضبط، و هذا أرغمها على إغلاق الكثير من الخدمات بعد أشهر قليلة من إطلاقها و توفيرها.

 

  • الإهتمام بالإعلانات عوض جودة المحتوى أو الخدمات خطأ

على مدار هذا العام لاحظت الكثير من التعديلات على إعلانات ياهو في محرك بحثها، و من وقت لآخر نرصد ميزة جديدة و تحسين لظهور الإعلانات بينما لم تستثمر كل هذه الجهود في تطوير محرك بحثها أو حتى التسويق له و محاولة المنافسة بقوة أكبر.

الشركة بالعكس تخلصت من عمليات الأرشفة لنتائج البحث و أصبحت تهتم في الإعلانات و نتائج البحث المجانية على بينج من مايكروسوفت و تفكر في عقد إتفاق مع جوجل لجلب النتائج منه كما أنها عقدت اتفاقا مع هذا الأخير لتزويد نتائج بحثها بالإعلانات عوض أن تكون مايكروسوفت هي مصدرها.

كل هذه الجهود التي بذلتها ياهو و الوقت المستثمر في الرفع من الأرباح الإعلانية لم يكن كافيا بالنسبة لها و هو سيظل كذلك ما دامت لم تجد طريقة ذكية لتطوير محرك بحثها أكثر و تسويقه بقوة.

 

  • عمليات الإستحواذ يجب أن تكون مدروسة بدقة

إذا كانت لدى شركتك سيولة مالية و تريد تطوير الأرباح بسرعة فإن عملية الإستحواذ على منافس في السوق سواء شركة ناشئة أو كبيرة تواجه مشاكل و عقبات هو أسرع حل.

و بالفعل رأينا ذلك في قطاعات التكنولوجيا بشكل واضح مؤخرا، غير أن عدد منها فاشل و نسبة منها تقف وراءه ياهو مثل الاستحواذ على مدونات و منتديات مكتوب و من ثم القيام بعدها بتدميرها في خطوة أحرقت سمعة الشركة في الويب العربي و قضت تماما على كل فرص ريادتها.

بعض عمليات الإستحواذ تبدو تماما و كأنها تمت بعشوائية فقط من أجل تحسين صورة الشركة و التأكيد على أنها قوية دون التركيز على مغزاها و فوائدها على المدى البعيد.

 

نهاية المقال:

رواد الأعمال و بالخصوص في مجال الويب و الشركات التقنية من اللازم أن يتعلموا جيدا من أخطاء الشركات الكبرى التي تعيش على ما يبدو آخر أيامها، ياهو واحدة منها.

هذا قطاع تنافسي يحتاج إلى قرارات حكيمة و إلى اليقظة الدائمة و العمل بشكل مستمر طيلة السنة من أجل البقاء في الصدارة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز