هكذا تقودنا أزمة فيروس كورونا نحو نهاية عصر النفط

هكذا تقودنا أزمة فيروس كورونا نحو نهاية عصر النفط

واهم من يعتقد أن أسعار النفط ستنتعش مستقبلا وستعود إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، فمن الواضح أن أهمية الذهب الأسود تراجعت خلال السنوات الأخيرة وستتراجع أكثر.

انهيار أسعار النفط هذا العام بسبب أزمة فيروس كورونا، وضح لنا إلى أي مدى هذه السلعة حساسة للأزمات ووفيرة وقيمتها متدنية.

وحسب العقود الآجلة لشهر مايو، فإن برميل النفط أرخص من بضعة لترات من المياه، وأقل ثمنا من أرخص شطيرة في العالم.

علمتنا أزمة فيروس كورونا ضرورة الإهتمام بالبيئة الفترة القادمة والقضاء على كل ما يفسدها، وأنه من الضروري أن تصبح الطاقات الملوثة جزءا من ماضي الحضارة الإنسانية.

والحقيقة أن التوجه إلى الطاقات البديلة والنظيفة ليس وليد اليوم او الأمس القريب، إنه توجه دولي منذ أكثر من عقدين على الأقل بدافع من العلامات التي تكشف فداحة تلويث البيئة والأرض من قبل الإنسان.

ومن المنتظر أن تنتعش صناعة السيارات الكهربائية لتبدأ سيارات البنزين والوقود في التراجع ونفس الأمر أيضا للحافلات وبقية وسائل النقل.

يندفع المستثمرين الفترة القادمة إلى الإستثمار في المشاريع الصديقة للبيئة والمبادرات التي من شأنها أن تطور وسائل النقل بما فيها الطائرات التي يجب أن تتخلص من الإعتماد على الوقود وتستفيد من الطاقة الشمسية والشحن بالكهرباء.

وحتى المصانع التي تعتمد على الطاقات النفطية هي الأخرى سيكون عليها التبديل على الطاقات النظيفة، وهذا تحث ضغط حكومي الفترة القادمة.

في الصين التي تعد أكبر بلد صناعي في العالم، ليس على الحكومة الصينية سوى التقليل من التلوث الهوائي والذي يؤلم الملايين من سكان مدنها ويؤرق الحكومات المحلية هناك.

وبالطبع ضمن خطط صنع في الصين 2025، هناك توجه حكومي نحو صناعات صديقة للبيئة والتخلص من الصناعات الملوثة.

بعض المستثمرين ما زالوا يعتمدون على انتعاش الطلب على شكل حرف V، وهنا أعتقد أن المستثمرين في أسهم النفط والطاقة يجب أن يأخذوا في الاعتبار التحديات الهيكلية طويلة الأجل للنفط.

التقنيات المتنافسة مثل السيارات الكهربائية لن تتوقف ووسائل النقل النظيفة والطاقات البديلة في نمو متسارع وواضح.

على الصعيد العالمي، شكلت السيارات الكهربائية للركاب 2.5٪ فقط من مبيعات السيارات في عام 2019، لكن مجموعة بوسطن الاستشارية تقدر أن ثلث جميع مبيعات السيارات ستكون كهربائية بحلول عام 2025 حيث يقدم كل مصنع تقريبًا المركبات الكهربائية.

تسلا تقود بالتأكيد هذه المهمة، لكن فولكس فاجن، وفورد، وجنرال موتورز، وغيرها ستقدم موديلات جديدة، ثم هناك شركات تصنيع جديدة مثل Fisker و Rivian تزيد من هذه المنافسة.

قد يتباطأ اعتماد السيارات الكهربائية مقابل التوقعات قبل بضعة أشهر، ولكن جميع مبيعات السيارات تتباطأ وأعتقد أن السيارات الكهربائية ستستمر في الحصول على حصة في السوق حتى في هذا الوقت الإقتصادي الصعب.

في سوق النقل بالشاحنات، والذي يتضمن كل شيء من الشاحنات الصغيرة إلى الكبرى، تتوفر خيارات تعمل بالطاقة الكهربائية والهيدروجينية أيضًا.

الشركات المصنعة مثل Tesla و Daimler و Volvo و Navistar ليست سوى عدد قليل من الشركات التي تقدم خيارات الشاحنات الكهربائية بأحجام مختلفة.

من المتوقع بحلول عام 2030 أن نرى نسبة مهمة من الشاحنات التي تنقل البضائع في أوروبا وأمريكا والصين تعمل بالكهرباء.

طلبت أمازون  100000 شاحنة توصيل كهربائية بالكامل من Rivian العام الماضي وبدأت شركات مثل UPS و FedEx في طلب الشاحنات الكهربائية أيضًا.

أعتقد أن هناك انخفاضًا هيكليًا في الطلب على النفط قادمًا على مدى 2 إلى 10 سنوات قادمة، وهذا يمكن أن يقلل من إمكانية التعافي طويل المدى لشركات النفط.

قد تبدو النظرة قصيرة المدى سيئة للنفط، لكن على المدى الطويل لا أعتقد أن هناك قفزة إلى أسعار قياسية سابقة فالأرقام التي تطرقت إليها توضح لك ببساطة تراجعا مهولا في استهلاكه لصالح الطاقات النظيفة.

لهذا السبب أطلقت السعودية مبادرة رؤية 2030، وهي المبادرة التي تتسابق فيها المملكة مع الزمن للتخلص من اعتمادها على النفط وتنويع اقتصادها.

 

أزمة النفط 2020:

افلاس 533 شركة: السعودية أكبر فائز من انهيار النفط الأمريكي

ماذا يعني انهيار أسعار النفط إلى تحث الصفر للأسواق؟

انهيار النفط الأميركي بأكثر من 100٪

أزمة انهيار سعر النفط 2020 قد تستمر حتى بداية 2021

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز