كارثة استراتيجية مناعة القطيع في السويد

كارثة استراتيجية مناعة القطيع في السويد

يواصل الكثير من الناشطين على الشبكات الاجتماعية التطبيل لدولة السويد خصوصا وأن تعاملها مختلف مع أزمة فيروس كورونا.

البلد الأوروبي الذي اختار استراتيجية مناعة القطيع، وخاطر بجميع السكان وأبقى الحياة على طبيعتها تقريبا مع بعض القيود الخفيفة، لا يزال تحث الإختبار ولا يمكن القول أن التجربة السويدية نجحت.

وفيما يبدو أن عدد الحالات الجديدة آخذ في التناقص، فقد ثبت أن الإستراتيجية تسترخص من حياة العجزة وكبار السن ويتم المخاطرة أيضا بالأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري والسرطان.

إن السماح للفيروس بشكل ضمني بالانتشار (وإن كان قد اتخذ تدابير لإبطاء انتشاره) يضع المسنين والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية حالية في خطر أكبر وعلى الأغلب مواجهة الهلاك والموت.

واعترف مراقبين بأن الوضع في دور الرعاية في السويد، التي شهدت غالبية حالات الوفاة بسبب الفيروس التاجي تبعث على القلق.

وتقول تقارير أن عدد القتلى وثيق الصلة بمنازل رعاية المسنين، وأن أكثر من نصف الأشخاص الذين ماتوا عاشوا في دور رعاية المسنين.

تشعر وكالة الصحة العامة في البلد الأوروبي بالقلق من أن استراتيجية الحكومة هي التضحية بالمسنين والعجزة وهذا لأجل الشباب.

وتعمل الوكالة حاليا على البحث عن خيارات مختلفة لحماية تلك الفئة، التي تشكل الجزء الأكبر من 1937 قتيلا منهم 172 وفاة اليوم.

وقال كبير علماء الأوبئة في البلاد إن الاستراتيجية تعمل على ما يبدو وأنه يمكن الوصول إلى مناعة القطيع في العاصمة ستوكهولم في غضون أسابيع.

وللعلم فإن هذه الإستراتيجية تفترض أن 60 في المئة من سكان البلد سيصابون بالفيروس وسيتجاوزنه وبالتالي لن يكون من الصعب عليهم مواجهة الفيروس في حالة أصيبوا به مجددا.

لكن منظمة الصحة العالمية والأبحاث الدولية توصلت إلى أن المناعة التي تتشكل لدى المرء لا تستطيع فعل أي شيء مع عودة الفيروس مرة أخرى، وقد يموت المصاب عند اصابته مرة أخرى.

ويدافع الكثير من الشباب العرب والعمال في مختلف دول العالم عن فكرة عودة النشاط الإقتصادي، وهذا لأن الفقر والأزمة المالية في نظرهم أسوأ من خسارة الأرواح.

في النهاية لن يموت إلا من كان مقدرا له ذلك، لكن هذا التبرير لا يبقى قويا، خصوصا إذا انتقلنا إلى استراتيجية السويد وقتل بسببها أعداد كبيرة من الناس، والأسوأ إذا واجه أحدهم وفاة أكثر من فرد في أسرته بسبب الفيروس نفسه.

في هذه الحالة لن يتفهم الناس عودة النشاط الاقتصادي، وقد يتهمون الحكومة بأنها المسؤولة عن ازهاق الأرواح، وما بالك أيضا بأصحاب نظريات المؤامرة الذين طرحوا نظرية أن الفيروس ما هو إلا مؤامرة للتخلص من المسنين والعجزة والكثير من الناس.

هؤلاء أنفسهم الذين صدعوا رؤوسنا بهذه النظرية قبل أسابيع، يهيئون الرأي العام من خلال منشوراتهم ومقالاتهم ومقاطع الفيديو التي ينتجونها لفتح الإقتصاد والسقوط في الفخ الذي طالما حذروا منه.

حري أيضا أن يخاف من الفيروس الأشخاص المرضى بالسكري والأمراض المزمنة وهم يشكلون نسبة مهمة من مجتمعاتنا الإنسانية، وخسارتهم لهي الكارثة العظمى لأن بعضهم لا يزال في شبابه وآخرين يعيلون أسرا بأكملها.

يتصاعد القلق والغضب في السويد ضد هذه الإستراتيجية، ووصول الفيروس إلى دور الرعاية وقتله مئات المسنين يؤكد مرة أخرى ان التساهل مع الوضع الصحي الحالي ومحاولة عيش حياة عادية دون احتياطات ولا إجراءات سلامة هي بمثابة رمي النفس في التهلكة.

لن يكون أحد سعيدا بالمال والأرباح والنجاحات المادية وارتفاع الأسهم إذا تسببنا في مقتل هؤلاء الضعفاء وجلبنا الفيروس إلى عائلتنا ليقضي على المسنين والضعفاء فيها.

إقرأ أيضا:

حقيقة صناعة بيل غيتس لوباء فيروس كورونا

الأزمة المالية 2020 مختلفة وأزمة فيروس كورونا ستغير العالم

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز