الركود الاقتصادي هو جزء لا يتجزأ من الدورة الاقتصادية، لا رخاء يدوم ولا أزمات تستمر للأبد، لكن هذا الوضع الإقتصادي الصعب هو فرصة لمن يستعد له ومحنة لمن يجهل التعامل معه.
تترقب الولايات المتحدة وأوروبا الركود ومن الأكيد أنه لن يتوقف هناكن فما أن تصاب الدول المتقدمة والقوى العظمى بالمرض حتى تمرض بقية الدول التي تصدر سلعها وخدماتها إليها ويرتبط اقتصاداتها بها.
إليك كيف تستعد للركود الإقتصادي القادم كي لا تكون مرحلة صعبة عليك وهي التي يمكن أن تستمر لعدة سنوات.
1- معالجة الديون
لا يمثل وجود الديون مشكلة عندما تكون الأوقات جيدة ويمكنك تحمل سداد أقساطك كل شهر.
ولكن عندما نكون في حالة ركود، فإن هذا يزيد من مخاطر التسريح عن العمل، إذا فقدت وظيفتك فهل يمكنك سداد الدين؟
لا نعرف ما يخبئه المستقبل، ولكن إذا كان لديك ديون باهظة على بطاقات الائتمان والقروض، فاحرص على سدادها بسرعة إن أمكن.
قد ترغب في التفكير في دمج جميع ديون بطاقاتك المختلفة في إحدى بطاقات الائتمان هذه، والتي لها نافذة بدون فوائد تصل إلى 34 شهرًا.
إذا كان بإمكانك تجنب ذلك فلا تتحمل أي دين جديد وتأكد من أنك لا تنفق أكثر مما يمكنك تحمله كل شهر، ابدأ من الآن تقليل الإنفاق واعمل على زيادة حصة الديون من مدفوعاتك.
2- تقليل المصاريف الخاصة بك
أزمة غلاء المعيشة تجبر العديد من العائلات على شد الأحزمة، لذا ينبغي أن تراجع الإنفاق الحالي هل هو على الكماليات وأمور استهلاكية أم استثمارات ستضاعف دخلك مستقبلا.
حتى المصروفات الصغيرة مثل تلك التي تنفقها على القهوة يمكن أن تضيف الكثير إذا كنت تنفق هذا بشكل منتظم، قد يكون من المفيد إضافة جميع التكاليف ومعرفة مقدار ما يمكنك توفيره كل شهر أو حتى أكثر من عام.
يمكنك خفض فاتورة طعامك من خلال تقليل أو إزالة أكل المطاعم وخدمات الطعام الجاهز والذهاب للأسواق التي توفر خصومات جيدة.
كتابة دخلك وكل مصروفاتك يمكن أن يضع الأمور في نصابها أيضًا، وتفهم وضعك المالي الحقيقي بعيدا عن التقديرات الخاطئة.
نحن لا نقول إنه يجب أن تحرم نفسك من كل رفاهية ولا تستمتع بالحياة أبدًا، لكن هذا هو الوقت المناسب للتفكير في أين تذهب أموالك.
3- انشاء صندوق للطوارئ
إذا كنت ستفقد وظيفتك وتكافح من أجل تغطية نفقاتك، فهل سيكون لديك أي مدخرات يمكنك الاعتماد عليها مرة أخرى؟
عوض انفاق مئات الدولارات هذا الصيف في السفريات والعطل من الأفضل توجيه تلك الأموال إلى صندوق للطوارئ هذا أفضل خلال هذا الوقت العصيب.
من الجيد دائمًا أن يكون لديك صندوق طوارئ يساوي أرباحًا تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، والتي يجب الاحتفاظ بها في أفضل حساب توفير يسهل الوصول إليه حتى تتمكن من الانخراط فيه متى احتجت إلى ذلك.
إذا كانت الأوقات صعبة فقد يمنحك صندوق الطوارئ هذا دعمًا ماليًا، حتى تجد وظيفة جديدة أو يبدأ عملك في التعافي مجددا.
4- كسب دخل إضافي
إذا كنت قلقًا بشأن مدى أمان وظيفتك أثناء الركود، فربما حان الوقت للتفكير في الطرق التي يمكنك بها محاولة كسب أموال إضافية.
يمكن أن يحميك وجود مصادر متعددة للأرباح إذا توقف أحدهم، لذلك قد ترغب في التنويع.
عند حدوث ركود من المهم ألا تعتبر وظيفتك أمرًا مضمونا، إذا قررت التوجه إلى الباب عندما لا تقوم الشركات الأخرى بالتوظيف فقد تواجه صعوبة في العثور على وظيفة جديدة.
ومع ذلك في الوقت الحالي، فإن الوظائف الشاغرة في مستوى قياسي بالدول المتقدمة، لذلك إذا كنت حريصًا على تغيير الوظائف فقد ترغب في القيام بذلك عاجلاً وليس آجلاً.
5- استثمر على المدى الطويل
إذا كنت قد اتبعت نصائح الادخار أعلاه ولا يزال لديك بعض الدخل المتاح فيمكنك التفكير في الاستثمار.
على عكس ما قد تعتقده، قد يكون استثمار الأموال في الأصول مثل الأسهم أثناء الركود فكرة جيدة، قد يعني ذلك أنه يمكنك شراء بعض الصفقات بين الشركات التي انخفضت أسعار أسهمها وسط اضطراب سوق الأسهم.
ولكن من المهم إجراء بعض الأبحاث حول الشركات التي تبدو سليمة بشكل أساسي ومن المرجح أن ترتد أسهمها مرة أخرى عندما نتجاوز الركود.
يجب أيضًا أن تظل مستثمرًا لمدة خمس سنوات على الأقل، حتى عندما تصاب الأسواق بالفزع من الاضطرابات، لإعطاء نفسك الوقت لتجاوز فترات الانكماش والاستمتاع بالانتعاش.
كما أنه ليس من المعقول أبدًا وضع كل بيضك في سلة واحدة بالالتزام بحفنة صغيرة من الشركات أو قطاعات السوق، هذا صحيح بشكل خاص خلال فترة الركود، إذا استثمرت في شركتين وانهارت كلتاهما فقد تتكبد خسائر فادحة.
في الركود أيضا تنهار أسعار العديد من السلع، لذا فإن هذا هو الوقت المناسب للحصول عليها والمتاجرة بها بعد تعافي السوق.
6- تجنب اتخاذ قرارات مالية متهورة
لا يُنصح باتخاذ قرارات متهورة بشأن أموالك في أي وقت ولكن الركود هو أسوأ وقت على الإطلاق للقيام بمغامرات حمقاء على المستوى المالي.
قد يبدو الإسراف في شراء سلع باهظة الثمن أمرًا ممتعًا في الوقت الحالي، ولكن قد تندم عليه لاحقًا إذا انتهى بك الأمر إلى تجاوز دخلك إلى أقصى حد.
حان الوقت الآن للتفكير المنطقي في أموالك وتجنب المخاطرة الكبيرة، ولا تستثمر كأنك في مقامرة حيث تريد الربح السريع لأنه غير موجود.
قد ترغب في تأخير القرارات المالية الكبيرة في الوقت الحالي، ركز على وضع نفسك في وضع جيد بدلاً من ذلك، لإعطائك مساحة للمناورة عندما تصبح الأوقات صعبة.
إذا كنت ممن حصلوا على قروض لعيد الأضحى والعطلة وتنوي الحصول على المزيد منها للدخول المدرسي، على أن تسددها لاحقا فأنت شخص متهور وقد تدفع ثمنا باهضا قريبا.
إقرأ أيضا:
3 قواعد زيادة المبيعات في زمن الركود الإقتصادي والتجاري
كيف تستعد للإنهيار المالي والركود الإقتصادي القادم؟
3 مزايا عند إنشاء شركة ناشئة في الأزمات والركود
ما هو الركود التضخمي Stagflation وما هي تداعياته؟
رسميا الركود الإقتصادي: كيف أتعامل مع هذا الوضع؟
عن شراء هاتف ذكي جديد قبل الركود الإقتصادي