4 غايات وراء استحواذ أمازون على الصيدلية الإلكترونية PillPack

الصيدلية الإلكترونية PillPack

تتمدد أمازون يوما بعد يوم وهي التي تنهج في هذه المرحلة سياسة الاستحواذ على المنافسين أو شركات في مجالات تريد التوسع إليها، ثم تستخدم خبرتها في تطوير الخدمات والمنصات التي اشترتها لتستفيد منها وتنافس بها بقوة.

كان من المتوقع جدا أن تتوسع هذه الشركة إلى مجال الصيدلة وبيع الأدوية والعقاقير، وإن كان مجالا معقدا يحتاج إلى دقة كبيرة في تحديد الأدوية الصحيحة وسرعة كبيرة في توصيلها للعملاء وكل هذا مع غطاء قانوني وشرعي.

بيع الأدوية والعقاقير على الإنترنت من المجالات التي يتم التضييق عليها لأن الكثير من الخدمات تعمل بعشوائية، كما أنه مجال خصب لبيع المخدرات والأدوية الغير الملائمة للمرضى.

لكن الصيدلية الإلكترونية PillPack هي واحدة من الخدمات القانونية التي تعمل في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا تعرض المنتجات للعملاء بشكل مباشر كما هو الحال في المتاجر الإلكترونية التي تعرض البضاعة للزوار والعملاء، بل إنها مبنية على التواصل مع فريق هذه الخدمة وربط الإتصال مع الطبيب الذي يعمل على تزويدهم بكمية الدواء الذي ستحتاج إليه وتحصل عليه مقابل اشتراك مدفوع.

تمكن أمازون من الإستحواذ على هذه المنصة بقيمة وصلت إلى مليار دولار أمريكي، ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من إجراءات الإستحواذ في النصف الثاني من هذا العام.

وفي هذا المقال سنتكلم عن أسباب استحواذ أمازون على PillPack، والتي سنتطرق إليها بشكل مفصل.

 

  • توسع طبيعي نحو سوق الصيدلة والأدوية العملاقة

كأي شركة أخرى تبحث أمازون عن زيادة العائدات والأرباح التي تحققها ولهذا السبب فهي تعمل على التوسع إلى مجالات جديدة.

من المعلوم أن متجر أمازون بدأ في البداية ببيع الكتب تم توسع إلى أشرطة الفيديو ومنه توسع إلى مجالات جديدة حتى أنه أصبح محرك بحث ضخم للمنتجات والبضاعة المختلفة، لهذا فالتوسع إلى الأدوية والصيدلة يبدو طبيعيا وليس غريبا.

لكن بالطبع فإن هذا المجال معقد وبيع الأدوية والعقاقير لن تكون عملية سهلة وشبيهة ببيع بقية المنتجات، حيث تحتاج الشركة إلى تصريحات إضافة إلى أن تضمن بانها لن تبيع الأدوية والعقاقير لغير المصرح باستخدامها.

منصة PillPack لمن لا يعرفها توفر للمرضى أو من يحصلون على أدوية معينة بشكل دوري الإشتراك المدفوع، للحصول على الكمية التي تكفيهم من الأدوية التي يحتاجون إليها.

 

  • امتداد للصراع التنافسي مع Walmart

أرادت Walmart الاستحواذ على هذه الخدمة وسبقت أمازون للتفاوض معها لكن يبدو أنها لم تقدم أفضل عرض ممكن، وهي التي تعاني في السوق الأمريكية من منافستها التي تتفوق عليها.

اكتساب PillPack من فكي Walmart له قيمة استراتيجية إضافية لشركة أمازون، حيث يسخن التنافس بين أكبر تجار التجزئة في أمريكا. يمكن أن يكون حرمان Walmart من PillPack أكثر قيمة لشركة أمازون من PillPack نفسه. فقد انخفضت القيمة السوقية لشركة Walmart بعد الإعلان بأكثر بكثير من المبلغ الذي دفعته أمازون مقابل الاستحواذ على هذه الخدمة.

 

  • مليارات من الدولارات إضافية إلى عائدات وأرباح أمازون

لا تضع أمازون الربح في مقدمة اهتماماتها بل التوسع وحصد حصة سوقية كبرى ومن ثم الحصول على العائدات والأرباح وهي سياسة يفهمها المستثمرين في هذه الشركة جيدا.

سوق الولايات المتحدة للأدوية كبير وبه العديد من المنافسين، وتستطيع أمازون أن تحقق فيه أرباح جيدة للغاية، حيث في عام 2016 لوحده أنفق الأمريكيون نحو 328.6 مليار دولار على العقاقير الطبية بالتجزئة.

في عام 2017 وصلت مبيعات صيدليات CVS للأدوية إلى 59.5 مليار دولار، وحققت سلسلة صيدليات Walgreens لوحدها 57.8 مليار دولار.

نتحدث عن مليارات الدولارات من العائدات يمكن أن تحققها الشركة مع PillPack والتي ستتفوق في العائدات والأرباح على منصات مثل نتفليكس للبث التلفزيوني حسب الطلب وحتى خدمات السحابة يمكن لخدمات الأدوية أن تتجاوزها في العائدات والأرباح.

 

  • الحصول على قاعدة هائلة من البيانات

البيانات تساوي المال، هذه حقيقة تدركها أمازون التي تجمع البيانات من خدماتها بطريق مختلفة، منها مساعدها الصوتي أليكسا.

في مجال الرعاية الطبية الحصول على البيانات، يعني الحصول على فرص أكبر لتحقيق المال، وقد أكد العديد من الخبراء أن هذه الصفقة ستخول للشركة الأمريكية الحصول على قاعدة هائلة من البيانات يمكن أن تستخدمها في تطوير أليكسا، كما يمكنها أن تستخدمها لأغراض تجارية أخرى.

هنا يتبين لنا أيضا أن انفاق مليار دولار أمريكي على شراء PillPack كان حكيما للغاية وهذا المبلغ سيتم استعادته سريعا.

 

نهاية المقال:

دخول أمازون إلى مجال الصيدلة متوقع للغاية، وكما تطرقنا سابقا فإن العائدات التي تتنافس عليها الشركة تقدر بالمليارات من الدولارات وهناك أهداف كبرى من الإستحواذ على PillPack.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز