4 أسباب تدفعك إلى تجاهل الفقاعة أوبر Uber في البورصة

بدأت أوبر Uber التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية يوم الجمعة بسعر 42 دولارًا للسهم، أي أقل من سعر الاكتتاب العام الأولي البالغ 45 دولارًا، بعد بدء التداول تراجعت أسهم الشركة بحوالي 2 في المئة.

قامت أوبر بتسعير أسهمها ليلة الخميس باتجاه الحد الأدنى من النطاق المستهدف وهو 44 دولارًا إلى 50 دولارًا للسهم.

وقد أعطى ذلك أوبر تقييمًا بقيمة 75.46 مليار دولار في الاكتتاب العام الأولي الخاص بها، ولا يزال أقل بكثير من 120 مليار دولار التي كانت الشركة تسعى لتحقيقها، بلغت القيمة السوقية لأوبر حوالي 74 مليار دولار.

بدأ السهم التداول في مواجهة ظروف السوق الصعبة يوم الجمعة، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 300 نقطة بعد أن قال الرئيس دونالد ترامب على موقع تويتر “ليست هناك حاجة مطلقة إلى التعجيل” بإجراء محادثات تجارية مع الصين.

عادة ما يكون شهر ماي ايجابيا لأسواق المال العالمية لكن هذا العام اكتسب اللون الأحمر وعاد الخوف فيه إلى البورصات العالمية، وكل هذا على اثر تصعيد دونالد ترامب ضد الصين وتعثر المفاوضات التجارية بين الجانبين.

ورغم أن هناك من هو متفائل بهذه الشركة على المدى القصير والمتوسط، فإن التفاؤل لا يزال مبكرا على شركة أمامها مسيرة طويلة على ما يبدو لي قبل أن تصل إلى الربحية وقد تفشل في ظل تصاعد المنافسة في هذا القطاع ووجود مشاكل عديدة تعاني منها الشركة.

  • سعر السهم مبالغ فيه

بينما ينتظر أن يكون سعر السهم أعلى من 45 دولار الحالية، وأن تصل القيمة السوقية للشركة إلى 120 مليار دولار عوض 74 مليار دولار حاليا، فإن الحقيقة هي أن القيمة السوقية لهذه الشركة أكبر من القيمة العادلة وبالتالي فإن أسعار الأسهم في هذه الحالة مبالغ فيها أيضا.

المستثمر التقني الشهير Gene Munster وافقني الرأي وهو رفض شراء أسهم هذه الشركة، مؤكدا أنها فقاعة حقيقية.

ونصح جين مونستر المهتمين بالإبتعاد في شراء أسهم هذه الشركة بسعر 45 دولار أمريكي لأنه سعر مرتفع  للغاية.

  • أوبر تحرق المال أكثر من أي شركة أخرى

شركة أوبر Uber غير مربحة بشكل خطير للغاية حيث تحرق الشركة الأموال التي تحصل عليها من الإستثمارات والتمويلات.

تُظهر وثائق الاكتتاب العام الأولي أنها خسرت مليار دولار من مبيعاتها البالغة 3 مليارات دولار في الأشهر الثلاثة الماضية فقط.

الآن قد يقول البعض: “أمناي ليس خبرا سيئا أن أوبر Uber لا تجني أي أموال، فقد حققت أمازون ربحًا ضئيلًا في أول عامين لها وكان استثمارًا لا يصدق، لقد ارتفع سهمها بنسبة 100000٪ منذ طرحها الأولي العام، لذا من الأفضل لي أن أشتري أسهم هذه الشركة الآن وأكون من المستثمرين الأوائل”.

صحيح أيضًا أن شركة أمازون خسرت أموالًا في سنواتها السبع الأولى من العمل، لكنها من عام 1996 إلى عام 2002 خسرت 3 مليارات دولارات التي تخسرها أوبر في عام واحد.

نعم الحقيقة أن أوبر خسرت أموالًا في الأشهر التسعة الماضية أكثر مما خسرته أمازون في أول سبع سنوات!

والأسوأ من ذلك أن هذه الشركة قد وصل  عمرها إلى 10 سنوات ولا تزال شركة خاسرة وهو ما يؤكد لنا أنها فقاعة خطيرة.

  • أوبر ليست هي شركة فيس بوك

واحدة من الإعلانات الشائعة الفترة الماضية نجد: “ستكون Uber من بين أكبر الاكتتابات العامة منذ فيس بوك، وارتفع سهم فيس بوك بنسبة 450٪ منذ عام 2012!”

لكن الحقيقة هي أن فيس بوك هي شركة تصنع المال حيث تتمتع بنمو قوي والكثير من المستخدمين ونموذج الإعلانات ناجح على الإنترنت، لهذا طبيعي أن تحقق الشركة الكثير من الأرباح وتنمو بقوة في البورصة طيلة السنوات الماضية.

في ذروته، كان فيس بوك يحقق 0.5 دولار ربح لكل دولار من المبيعات، بينما أوبر المنتشرة عالميا والتي تستحوذ على منافسيها لا تحقق أي أرباح بل تخسر 0.25 دولار لكل دولار من المبيعات، تظهر الأبحاث التي أجرتها Recode أن Uber تخسر 1.20 دولار في المتوسط في كل رحلة.

وبعبارة أخرى، فإن كل إيراداتها تقريبًا هي مصاريف تتعلق بالموظفين والسائفين لديها والتكاليف الأخرى ذات الصلة.

  • أوبر قد لا تحقق أي ارباح

غالبًا ما تهدف الشركات الخاسرة إلى تحقيق الربحية في نهاية المطاف، هذا يعني أن الشركة تواصل نموها وتزيد من مبيعاتها حتى تتجاوز إيراداتها النفقات في نهاية المطاف.

هذا ما قامت به شركة فيس بوك سابقا وهي السياسة التي اتبعتها أيضا أمازون وشركات مثل تويتر، كلها كانت تخسر المال قبل أن تصبح ربحية في النهاية.

من المعلوم أن فيس بوك كان يخسر المال طيلة السنوات الأولى له، لكن منذ أن تم إدراج الإعلانات في الموقع بداية من عام 2009 وهو يحقق عائدات متنامية وهامش ربح ممتاز، بقيت التكاليف شبه ثابتة  لهذه الشركة وارتفع الدخل.

الواقع مختلف تماما لشركة أوبر، فهي لا تعتمد على الإعلانات وتحصل على مقابل مادي لكل رحلة، ولا تحقق أي أرباح فيما التكاليف التشغيلية تتزايد وترتفع.

الأسوأ من ذلك أن تكلفة الرحلة شبه ثابتة ولا تتزايد ويمكن لزيادتها أن يؤثر سلبا على عدد العملاء وحجم المعاملات ويطيح بها في المنافسة.

لن تحل المزيد من الرحلات هذا لأن التكاليف ترتفع بنفس سرعة الإيرادات، وهو ما يجعلنا أمام شركة من الصعب أن تصل إلى الربحية وقد لا تصل إلى ذلك.

 

نهاية المقال:

يعتبر الاكتتاب العام الأولي لشركة أوبر الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، والحقائق المدرجة بهذا المقال تجعلنا نشير إلى نتيجة مرعبة: ربما لن تحقق هذه الشركة أي ربح يذكر وهذه هي الكارثة التي لا يعرفها أغلب الناس.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز