ما وراء خطة فيس بوك لتوظيف الصحفيين والمدونين

لا تزال مشكلة فيس بوك مع المحتوى الإخباري مستمرة، وهي لا تريد على كل حال أن يذهب الملايين من المستخدمين إلى منصات إخبارية متخصصة في جمع الأخبار مثل خدمة آبل أو جوجل أو منافسين آخرين.

ابتعدت فيس بوك عن الأخبار وركزت على تطوير المجموعات وتشجيه المستخدمين على التواصل مجددا والنقاش حول المواضيع التي تهمهم.

لكن قطاع الأخبار لا يزال مغريا للشركة وفقدانه أو قمعه يعني خسارة تواجد وسائل الإعلام في نهاية المطاف، وخسارة المليارات من الدولارات التي تنفق على الإعلانات الترويجية للمحتوى الإخباري.

  • فشل الخوارزميات في محاربة الأخبار المزيفة

رغم التدريبات والتطويرات للكثير من الآليات والخوارزميات المصممة لمنع الأخبار المزيفة على المنصة إلا أن المهمة باءت بالفشل.

لا تزال الاخبار المزيفة تظهر في خلاصة الأخبار للملايين من المستخدمين بمختلف اللغات وفي مقدمتها الإنجليزية.

التعاون مع المؤسسات المتخصصة في تدقيق القصص الإخبارية والتحقق من صحتها قلص إلى حد ما هذه المشكلة لكن أغلب القصص التي يتم تداولها لا تخضع للتدقيق.

  • تطوير قسم الأخبار على المنصة

سيكون هناك على الأرجح قسم خاص بالمحتوى الإخباري في المنصة يمكن للمستخدمين تصفحه ومشاركة الروابط من خلاله على الصفحات الشخصية والعامة والمجموعات.

سيعمل هذا القسم على عرض المحتوى بلغة المستخدم كما أنه سيعرض الأخبار حسب الموقع الجغرافي والرائج في المنطقة.

ويمكن للخوارزميات أن تقوم بالكثير من العمل على مستوى تخصيص هذا القسم حيث ستظهر الأخبار حسب اهتمامات المستخدمين والصفحات التي يتابعونها والموقع الجغرافي واللغة وتفاصيل أخرى.

غالبا هذه الأخبار ستكون عبارة عن روابط تؤدي إلى المواقع الإخبارية في النهاية، وهو ما يعد خبرا جيدا للمؤسسات الإخبارية الموثوقة.

قد يختار المستخدم التصنيفات الإخبارية التي هو مهتم بها ويمكنه أن يغير تفاصيل أخرى بشكل يدوي لاستكشاف المزيد من المحتوى الإخباري.

وقد يعرض القسم أيضا منشورات إخبارية من الصفحات العامة ذات الصلة، إضافة إلى مقاطع الفيديو واستطلاعات الرأي.

لكن المؤكد أن المحتوى الذي يتم عرضه لا تختاره الخوارزمية أو تجلبه من المصادر لأن الشركة تنوي ان تستخدم البشر في هذا الجانب.

  • توظيف الصحفيين والمدونين

تقول تقارير إخبارية جديدة أن الشركة تخطط بالفعل لتوظيف فريق من الصحفيين والمدونين على المنصة ستكون مهمتهم بالأساس اختيار القصص والتدقيق والنشر في القسم.

هذا يعني أنهم لن يعملوا على انتاج المحتوى بل سيتابعون الأحداث ويوافقون على مجموعة من المصادر والروابط التي تعرض الخبر وتفاصيله دون أي معلومات مزيفة.

لنفترض أن الحدث يدور حول حريق غابات امازون، فسيعمل المحررين على الموافقة لعرض العشرات من القصص الصحيحة من المصادر الموثوقة واستبعاد القصص والأخبار المزيفة.

في البداية فإن الفريق سيركز على السوق الأمريكي والمحتوى المتوفر بالإنجليزية، وإذا نجحت الخطوة فستتوسع الشركة إلى المحتوى الإخباري بمختلف اللغات الأخرى.

  • إطلاق قسم الأخبار على فيس بوك خلال الخريف القادم

أكد فيس بوك أنه يعمل على علامة تبويب أخبار لتوصيل “أخبار جديرة بالثقة” لمستخدمي الشبكة الاجتماعية الذين سيطلقون هذا الخريف.

ستمنح علامة التبويب الأخبار بشكل بارز على فيس بوك إلى جانب الميزات الأساسية مثل موجز الأخبار (الذي يتضمن تحديثات من الأصدقاء) و ماسنجر و Watch (لمقاطع الفيديو).

أكدت الشركة أن هذه الميزة قيد العمل بعد أن ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن فيس بوك قد اتصلت بالعديد من وسائل الإعلام مثل The Washington Post و Bloomberg حول دفع ما يصل إلى 3 ملايين دولار سنويًا لترخيص المقالات الإخبارية.

وقالت متحدثة باسم فيس بوك لـ CNBC: “لا توجد تفاصيل للمشاركة في تقرير وول ستريت جورنال، لكن يمكنني أن أؤكد أننا نعمل على علامة تبويب أخبار لإطلاقها هذا الخريف”.

  • الخوارزميات ستتعلم وتتطور

ورغم أن هذا الخبر جيد للصحفيين والمدونين الذين يرغبون في العمل مع فيس بوك ولديهم المؤهلات لذلك، إلا أن الرحلة لن تستمر طويلا على ما يبدو.

تراهن فيس بوك على توظيف الصحفيين والمدونين لتعليم خوارزمياتها اختيار المصادر الصحيحة والقصص الموثوقة واختيار المواضيع الشائعة بشكل احترافي.

عند الوصول إلى هذا الهدف فهي ستتخلى عن اليد العاملة وتعتمد على الخوارزميات من أجل القيام بالمهمة بشكل يومي متكرر.

 

نهاية المقال:

خلال الخريف القادم سيتم إطلاق قسم الأخبار على فيس بوك وهو خبر جيد لهذه الصناعة، لكن الشركة الأمريكية لديها أهداف وخطط مختلفة على المدى البعيد.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز