20 دولار تكلفة صناعة مقطع فيديو اباحي مزيف لمضايقة النساء وإذلالهن

لم تعد صناعة الإباحية مقتصرة على تمثيل تلك المشاهد برضا الممثلات اللواتي يتقاضين مبالغ مالية مقابل تصوير مشاهد لهن مع ممثلين آخرين في قصص جنسية مختلفة.

فقد نشرت واشنطن بوست تقريرا مطولا عن ظاهرة صناعة مقاطع فيديو اباحية وأفلام مزيفة، يمكن دمج فيها شخصيات من خارج عالم الإباحية.

الهدف المثالي بالنسبة لهؤلاء الذين يستخدمون تقنيات التعلم الآلي والذكاء الإصطناعي في صناعة هذه الأفلام ونشرها على منصات الفيديو الإباحية، هن الممثلات والفنانات الإستعراضية والنساء من عالم الأزياء والفن والتلفزيون وحتى الشخصيات السياسية والمشاهير من مختلف القطاعات.

  • لا يمكن ايقاف عملية إنتاج مقاطع الفيديو الإباحية الجنسية المزيفة!

تعد النجمة الأمريكية سكارليت جوهانسون، الأكثر تضررا من هذه التقنيات إذ تم نشر مقاطع فيديو مزيفة لها في أوضاع مخلة وصور مزيفة لها.

خلال العام الماضي تم رصد مقطع فيديو لها على موقع إباحي رئيسي حقق أكثر من 1.5 مليون مشاهدة، وقالت سكارليت أنها تشعر بالقلق من أنه قد يكون قد فات الأوان بالفعل على النساء والأطفال لحماية أنفسهم من “الهاوية” الخارجة عن القانون.

وأضافت: “لا شيء يمكن أن يمنع أي شخص من قطع ولصق صورتي أو أي شخص آخر على هيئة مختلفة وجعلها تبدو واقعية بشكل غريب كما هو مطلوب”.

قالت: “الحقيقة هي أن محاولة حماية نفسك من الإنترنت وفساده هو في الأساس قضية خاسرة، الإنترنت هو ثقب طائفي واسع من الظلام الذي يأكل نفسه”.

في سبتمبر، أضافت جوجل الإبلاغ عن “صور إباحية لا إرادية اصطناعية” إلى قائمة الحظر الخاصة بها، مما يسمح لأي شخص أن يطلب نتائج حظر محرك البحث الذي يصورها زورا بأنها “عارية أو في حالة صريحة جنسيا” في محاولة منها لمنع عرض هذه الصور على نتائج البحث الخاصة بها.

يستهدف عدد متزايد من الذكور النساء بعيدًا عن أعين الناس، مع مستخدمين مجهولين على المنتديات والدردشة الخاصة التي تطلق عليهم زملاء العمل وزملاء الدراسة والأصدقاء، قال العديد من المستخدمين الذين يجرون مقاطع فيديو حسب الطلب إن هناك معدلًا مستمرًا: حوالي 20 دولارًا لكل فيديو مزيف.

  • الفضل في ذلك للذكاء الإصطناعي وتقنيات تعلم الآلة

تتوفر أدوات تتيح لصانعي مقاطع الفيديو المزيفة الحصول على مقطع فيديو يبدو حقيقيا، يعمل المجرم في هذه الحالة على تنزيل مقطع فيديو اباحي لفيلم يتضمن ممثلة اباحية تشبه في جسدها إلى حد ما جسد الضحية المستهدفة.

يتم جلب الصور من حساباتها على الشبكات الإجتماعية، وتقوم التقنيات المتقدمة بالعمل على تركيب الصور بطريقة تبدو وكأنها طبيعية، وكل هذا بفضل التعرف على أبعاد الوجوه والأجسام بطريقة أدق.

منذ عدة أشهر تحدثنا عن أداة صناعة الأفلام الإباحية المزيفة المتوفرة على GitHub وهي منصة تتوفر فيها عادة الأدوات والاكواد والبرمجيات المفتوحة المصدر.

  • التحول إلى تجارة مربحة

الإبتزاز غير قانوني ويعطي للسلطة القضائية الحق في الحكم على المجرم بالسجن وغرامة مالية كبيرة، لكن للأسف يعتقد البعض أن صناعة مقاطع فيديو مزيفة أو محادثات مزيفة هو أمر قانوني ويمكن أن يتم به ابتزاز الآخرين.

تتحول هذه الصناعة إلى تجارة مربحة فسعر 20 دولار لمقطع فيديو يتم صناعتها في دقائق من خلال اعتماد فيديو اباحي أصلي بواسطة برنامج يقوم بذلك بشكل تلقائي تقريبا هو أمر سهل.

أما عملاء هذه الصناعة فهم غالبا من الرجال، منهم أشخاص يريدون الإضرار بسمعة زميلاتهم في العمل، أو الإنتقام من صديقة أو شريكة أو زوجة سابقة، أو من فتاة رفضت الدخول في علاقة حب مع شخص انتقامي، أو ضد امرأة دخلت في علاقة غير مشروعة مع المجرم وتريد التوقف عن ذلك لكن يبتزها بذلك، والأمثلة كثيرة في الواقع.

غالبا ما تتم الصفقات في الويب المظلم الذي ينضمن المنتديات والمواقع التي يتواجد بها العشرات ممن يقدمون خدمات صناعة مقاطع الفيديو الإباحية المزيفة.

من جهة أخرى فإن شركات الإباحية توصلت إلى هذه التقنيات وترغب في استخدامها، وتقول بأنها تنوي فعل ذلك بشكل قانوني، ويبدو أنها ستستخدم صور الممثلين لديها ولن تدرج أشخاص غير متعاقد معهم.

هناك مواقع إباحية أيضا تنتشر عليها هذه المقاطع ويربح أصحابها من الإعلانات التي يتم بثها عليها مثل يوتيوب تماما.

 

نهاية المقال:

محاولة حماية نفسك من الإنترنت وفساده هو في الأساس قضية خاسرة، هذا ما قالته سكارليت جوهانسون التي وجدت نفسها في مقاطع فيديو اباحية، وهذه من مساوئ الذكاء الإصطناعي وتعلم الآلة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز