عندما يصبح العري مشكلة أكبر من الجوع وأكل الربا

عندما يصبح العري مشكلة أكبر من الجوع وأكل الربا

بينما يحتفل عشاق كمال الأجسام بلقب مستر أولمبيا الذي حصل عليه المصري ممدوح السبيعي الملقب بالبيج رامي، يدين ما يسمى بعلماء الدين، العري الموجود في اللعبة وبناء على ذلك فهي محرمة.

تلك مشكلة كبيرة بالنسبة لهؤلاء هذه الأيام، التعري بالنسبة لهم أبو الكبائر وأعظم المحرمات، وكلامهم دائما ما يوحي للقارئ والمتابع أن المتعري كافر.

بينما واقعنا مليء بالمصائب والكبائر السبع وهي الكفر والقتل وأكل الربا وقذف المحصنات والسحر وأكل مال اليتيم، وهناك المجاعة التي تهدد عالمنا في المستقبل المنظور والتي تنتشر وتقتل المسلمين وغيرهم في اليمن وأفريقيا وأفغانستان، يختزل البعض مصائبنا في العري.

وبينما يفكر قادة العالم والمفكرين في التحديات التي تواجه الأمم المختلفة اليوم على الأرض والإستعداد لما هو أسوأ من الوباء، يضيع هؤلاء الوقت في قضايا جانبية وفي مناقشة الحياة الخاصة للمشاهير والفنانين.

هناك مشاكل كبيرة نحتاج فيها إلى كتابات هؤلاء ومواقفهم وغيرتهم على الدين، وأعظمها هي أكل الربا الذي أصبح أمرا عاديا، إذ ليس لديهم أي مواقف اتجاه الحكومات والسلطات المالية التي تستخدم سعر الفائدة المتحكمة في حياتنا.

بل يذهب هؤلاء في مصر وتركيا إلى تأييد سعر الفائدة والقول أنها ليست بربا وليست من المحرمات، ولا حرج في أن تخزن المال في البنك وتقوم بتجميد المبلغ لتحصل على عائدات من سعر الفائدة، هل هناك مصيبة أكبر من ذلك؟

والربا هي المعصية الوحيدة التي توعد الله فيها مرتكبها بحرب، والحرب اليوم تتجلى في الغلاء المستمر وفقدان العملات النقدية للقوة الشرائية وغياب البركة في الأرزاق والوقت والصحة وحتى غياب المحبة بين أفراد الأسرة والمجتمع، وتغير العلاقات إلى علاقات تحكمها المادة.

وأين هؤلاء من كثرة الإنجاب بدون فائدة؟ أصبح المسلمين كغثاء السيل لا فائدة من أبنائهم، فقط القلة هي التي تشرفنا وأما معظم الشباب والجيل الجديد غارقون في الجهل وعقوق الوالدين والإدمان.

وبينما العقوبة الإلهية بسبب قيام عالمنا على الربا تتجلى في هذه المظاهر، فإن القادم أسوأ، ربما تكون المجاعة العالمية هي الدمار المرتقب لعالمنا المعاصر.

لا تتحرك قلوب الناس أمام صور أطفال اليمن ودول أفريقيا وهم يقاتلون الجوع وقد تمكن منهم، لكن قلوبهم وضمائرهم تتحرك في مواضيع العري.

العري حرام ولكن الجوع وأكل الربا وانهيار المجتمع وتفشي الطلاق أمور عادية وقضاء وقدر، يا له من منطق لا يقبل به العقل السليم.

لكن ليس هذا غريبا على من يختصر الدين في الحجاب واطلاق اللحية والسواك، بينما لا تهم الأخلاق بقدر ما يهم مظهر التدين والورع.

لقد شهت القرون السابقة انحدارا للفلسفة والفكر العلمي والفلسفي في العالم الإسلامي تحريما لكل جديد، واتفاقا بأن أي اختراع جديد يجب الحذر منه، لذا ليس غريبا أن نجد فتاوى تحريم التلفزيون والإنترنت وأخيرا عملة بيتكوين والعملات الرقمية المشفرة التي تخضع في قيمتها للعرض والطلب ولا دخل للفائدة فيها، كما هو الحال مع العملات النقدية.

ولهذا السبب فقد تأخر المسلمون كثيرا في مجالات كثيرة، بعد أن كانوا منفتحين على علوم مختلفة مثل الجراحة والرياضيات والفن وحتى التنجيم الذي يحرمه كثيرون ويرفضون بفكرة تأثير الشمس والقمر على حياتهم وبقية الكواكب وأننا في كون تتفاعل فيه الطاقة.

ورغم هذه الحرب الشرسة على العري، إلا أن النتيجة واضحة، تنتشر الظاهرة ويجد المتعري متعة كبيرة في الإنتقادات وتلك طريقته للوصول إلى الشهرة.

المصري ممدوح السبيعي الملقب بالبيج رامي شرف مصر والعرب في بطولة كمال الأجسام، وهذا يدفع المجتمع لتقدير الرياضة والتشجيع عليها والتنافس في مجالات كثيرة، والرياضة وان كانت طريقا للشهرة والثراء بالنسبة للبعض، فهي تضمن تحقق القاعدة الشهيرة: العقل السليم في الجسم السليم للجميع.

إقرأ أيضا:

إنجاب الأطفال وكذبة السعادة في زمن الربا

الربا أصبح حلال في تركيا ومصر والقادم أسوأ

دار الإفتاء المصرية تبيح الربا وتدفع الأبرياء إلى الهلاك

ما أشبه طرد آدم وحواء من الجنة بما يحدث مع آكل الربا

تنبؤ رسول الإسلام بانتشار الربا وعصر عبيد سعر الفائدة

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز