ضحكة تقنية : هوس و مرض تحميل و تخزين الكورسات و مشاركتها

coursera-header1
الكل الآن يعرف كيفية الدخول إلى Coursera و منافسيه حتى من العرب و البدء في التعلم

الكورسات الإلكترونية و المتعلقة بتعلم البرمجة و التصميم مع الربح من الإنترنت و العمل الحر تعيش هذه الأيام حقبة ذهبية إستثنائية على المستوى الدولي و المحلي على وجه الخصوص و توحي للمتفرجين و المراقبين بأننا سنرى دفعات كبيرة من المتخصصين في هذه المجالات و أننا قريبا سنحكم العالم و نغير القوانين لصالحنا !

بداية من المبادرات على الشبكة الإجتماعية التي تهدف إلى نشر ثقافة الكورسات المجانية للتعلم و الإستفادة و تعلم لغات إضافية و مختلف العلوم ذات النفع العام مرورا إلى المنشورات التي تتضمن الكثير من روابط الكورسات مرورا إلى هؤلاء الذين ينشرون كورسات بأسعار منخفضة من Coursera أو حتى مجانية نجد أن مشاركة الكورسات و توجيه المتابعين لتحميلها و الإستفادة منها أصبح موضة أكثر منها قرارا مسؤولا يعطي نتائج إيجابية .

كل واحد يريد أن يحصل على بعض الحسنات و حزمة كبيرة من الدعوات بالخير و بعض الشهرة يسعى لنشرها على حسابه أو إعادة مشاركتها فهل يا ترى حاول الإستفادة منها أولا ؟ أظن أنها هوايته المفضلة و التي تعطي إنطباعا جيدا للمتابعين لا أقل و لا أكثر و أراهن جازما أنه لم يحملها و لم يطلع حتى على محتويات الكورسات و ينصح الناس بأن كورس كذا و كذا مفيد للغاية !

بالموازاة مع هذا النشر المكثف و حملات التعريف بالكورسات نجد بالفعل الكثير من التحميلات و أحيانا تجد أن البضع منهم يحتفظ على حاسوبه الشخصي بحوالي 4 جيجا بايت من الكورسات المرئية و المكتوبة لتزداد المساحة المستهلكة كلما صادف منشورا جديدا يتضمن المزيد من الروابط ، سباق حقيقي نحو التسلح بالمعرفة أقصد نحو جمع كل هذه الكورسات و تكديسها .

المضحك أكثر هؤلاء الذين يطلبون استعارة عضوية لبعض الوقت لتحميل كورس مدفوع أو حتى هؤلاء الذين يشترون الكورسات و يطلعون على بعض محتوياتها تم ينقلونها إلى مجلد الكورسات المخزنة و كأنها مستودع أسلحة .

يشبه هؤلاء تلك الدول التي تشتري الأسلحة و تكدسها في مخازنها و تظن أن ذلك يعطيها بعض التفوق العسكري على الأخرين ، بينما التسلح الحقيقي هو فهم كيفية إستخدام السلاح و تصنيعه و الإبداع على هذا المستوى !

أقصد من الفقرة السابقة أنه يتوجب عليك عند تحميل كورس معين دراسته و فهمه و إعطاءه الوقت اللازم للإطلاع المعمق و الإستفادة منه ثم تطبيقه للحصول على نتائج أما حتى قراءته بدون تطبيق فلن يغنيك من عطش و لا جوع و حينها يمكننا الحديث عن التسلح بالمعرفة بل و بناء معرقة ذاتية و تجربة جديدة في الميدان الذي أنت مهتم به .

إذا كنت تظن أن مقدار معرفتك تساوي الحجم الإجمالي للكورسات المخزنة على جهازك فأنت واهم حقا و تكذب على نفسك بشكل سيئ للغاية ، مستواك المعرفي يعبر عنه ما في ذهنك من معارف و ليس هذا فقط بل أيضا قدرتك على إستثماره في حياتك !

و أكثر مثال يدل على أن الجميع تقريبا يحرص فقط على التحميل و التخزين هو أنه بالرغم من إنتشار كورسات برمجة تطبيقات الأندرويد إلا أنه عند عرض وظائف أو طلبات للتعاقد مع مطور لبرمجة تطبيق ما نجد عروضا هزيلة و لا يزال الفرق بين الطلب و العرض هو الفرق بين السماء و الأرض و المضحك بعد كل هذا هي تلك العبارة البغيضة التي يرددها البعض .. الويب العربي فقير لا توجد فيه طلبات عمل كما هو الأمر في الويب الأجنبي على أساس أن العرب حاضرين بقوة في الويب العالمي على ميادين مختلفة ؟!

لقد تجاوزنا مرحلة التعريف بثقافة الـ MOOC في وطننا العربي و التي قادتها صعيدي جيكس بنجاح و أعتقد أن المبادرات المقدمة بعيدا عن هاشتاغ #ملكش_حجة لا تضيف أي جديد بقدر ما هي تكرار و اجترار و مجرد تقليد .

أن الآوان ليتحرك الجميع و يطمئن على خزينة الكورسات المخزنة لديه لينفض عنها الغبار و يخصص لها وقتا للإستفادة الحقيقية منها و إلا ستظل رهينة القرص الصلب و لا أثر لها في الواقع ، الكل الآن يعرف كيفية الدخول إلى Coursera و منافسيه حتى من المواقع العرب مثل رواق و البدء في التعلم .. لذا شكرا جزيلا لا نحتاج إلى طريقة !

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.