سلاح السندات الأمريكية انتحار الصين وسقوط الدولار والإقتصاد العالمي

ليس في مصلحة الصين سقوط الدولار ولن تستخدم سلاح السندات الأمريكية

تعد الصين واحدة من أكبر الدول التي لديها السندات الأمريكية والتي تستثمر فيها، وإن كانت مؤخرا تجاوزتها اليابان في علامة واضحة على أن بكين تقلص من حيازتها لهذا السلاح المهم.

لطالما أشارت التقارير الاقتصادية إلى أن السندات الأمريكية هي نقطة ضعف مهمة للولايات المتحدة الأمريكية وأن الدول التي تستثمر بها تملك ورقة ضغط على واشنطن.

ومع اشتعال الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، تبحث بكين بالفعل عن طرق لبيع هذه السندات واستخدام هذه الورقة بشكل قاسي ضد واشنطن.

أظهرت بيانات صادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية أن الصين باعت معظم سندات الخزانة الأمريكية منذ ما يقرب من عامين ونصف العام في مارس وسط حالة من عدم اليقين بشأن صفقة تجارية بين بكين وواشنطن.

باعت الصين 20.45 مليار دولار من سندات الخزانة في مارس، وهي أكبر نسبة منذ أكتوبر 2016، بعد 1.08 مليار دولار من المشتريات في الشهر السابق.

خفضت حصة الصين في سندات الخزانة لأول مرة منذ أربعة أشهر إلى 1.121 تريليون دولار في مارس الماضي، وهو أدنى مستوى منذ ماي 2017 عندما كان 1.102 تريليون دولار، وأظهرت البيانات أنه كان 1.131 تريليون دولار في فبراير.

  • ما الذي سيحدث في حالة تخلصت الصين من السندات الأمريكية مرة واحدة؟

لن تفعل الصين ذلك، إذا حدث ذلك فإن الطلب على الدولار سينخفض، سيؤدي انهيار الدولار هذا إلى تعطيل الأسواق الدولية أكثر من الأزمة المالية لعام 2008، وبالطبع سيعاني الاقتصاد الصيني خصوصا وأن أكبر شريك تجاري له هي الولايات المتحدة.

من المرجح أن تبدأ الصين ببطء في بيع ممتلكاتها من السندات الأمريكية، حتى عندما تكون هناك اخبار وتحذيرات من أنها تخطط للقيام بذلك، يبدأ الطلب على الدولار في الإنخفاض، وهذا يؤلم القدرة التنافسية للصين.

نظرًا لارتفاع أسعار التصدير سيشتري المستهلكون الأمريكيون المنتجات الأمريكية بدلاً من ذلك، لا يمكن للصين أن تبدأ هذه العملية إلا إذا وسعت صادراتها إلى دول آسيوية أخرى وزاد الطلب المحلي.

  • ليس في مصلحة الصين سقوط الدولار الأمريكي

بيع تلك الكمية من السندات الأمريكية سيؤدي إلى هبوط غير مسبوق للدولار الأمريكي، وسيجد اليوان الصيني نفسه مرتفعا لمستويات غير مسبوقة اتجاه العملة الأكبر في العالم.

الصادرات الصينية نحو الولايات المتحدة والدول التي تتعامل معها بالدولار ستتضرر، فيما قد تستفيد الصناعة الأمريكية من هذا السقوط.

  • ستظل الصين واحدة من أكبر حاملي الديون الأمريكية في العالم

نجحت استراتيجية الصين منخفضة التكلفة التنافسية في جعل الصناعة الصينية الأكبر والأكثر نفوذا في العالم.

نما اقتصادها 10٪ سنويا لمدة ثلاثة عقود قبل الركود، اعتبارًا من عام 2018 ينمو بمعدل 7٪ تقريبًا، وهو معدل أكثر استدامة.

أصبحت الصين أكبر دولة مصدرة في العالم في عام 2010، واستطاعت منذ 2008 أن تصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتحتاج الصين إلى هذا النمو لرفع مستوى معيشتها المنخفض، وعلى الرغم من تهديداتها ستظل واحدة من أكبر حاملي الديون الأمريكية في العالم.

ليس في مصلحتها للأسف التخلص من السندات الأمريكية، والتي تملكها دول كثيرة أخرى مثل روسيا والسعودية والإتحاد الأوروبي.

  • في مصلحة دونالد ترامب أن تستخدم الصين سلاحها بهذا المعنى

على العكس، فدونالد ترامب يرغب في أن يرى الدولار من أرخص العملات في العالم وهو الذي يحاول أن يستعيد مجد الصناعة الأمريكية، تارة بإقناع الشركات باستعادة المصانع نحو بلده، وتارة نحو الضغط على البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة من أجل تراجع الدولار وطباعة كميات أكبر منه.

لكن استخدام الصين لهذا السلاح سيؤدي إلى تهاوي وول ستريت الأمريكية والبورصات الأخرى وهو ما لا يريده الرئيس الأمريكي، وبناء على ذلك سيخسر الانتخابات الرئاسية القادمة.

 

نهاية المقال:

ليس من مصلحة الصين أن تتخلص من السندات الأمريكية لأنها ستجعل الدولار ضعيفا وهو ما يريده دونالد ترامب، لكن ذلك سيفتح الباب للأزمة المالية المرتقبة والتي ستدمر حسابات الطرفين وتضرب من حولهما العالم الفوضوي … لا أحد يفوز.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز