خطة آبل لإيقاف الخسائر والخروج من نفق الأزمة

آبل
آبل تعمل على أكثر من اتجاه

معاناة آبل بسبب تراجع مبيعات آيفون ومنتجاتها الأخرى بما فيها الماك و أيضا لوحيات آيباد مستمرة، والتقارير التي تتحدث عن إمكانية ايقافها في الصين تزيد الطين بلة، والنتيجة جلسات تداول سلبية وسيئة بالنسبة للشركة التي خسرت لقب أغلى علامة تجارية في العالم.

قبل أشهر، كنا نسمع تحذيرات المراقبين والمحللين لشركة آبل بأنه عليها أن تعيد النظر في الكثير من الأمور، وأن نجاح آيفون 6 في حصد مبيعات ضخمة وصعودها المستمر لا يعني بقاء الوضع على حاله فسيأتي لا محالة الوقت الذي تدفع فيه ثمن الأخطاء.

يبدو فعلا أنه قد حان الوقت وإن كنت على ايمان كبير بأن هذه الشركة قادرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وهي التي لديها الكثير من الأوراق التقليدية والغير العادية أيضا لتقلب بها الطاولة على الأزمة وتحسم الأمور لصالحها من الآن قبل أن تتفاقم المشكلة وتخسر المزيد وتكون العودة صعبة.

ليس في صالح آبل أن تستهين بما يحدث الآن وهي تدرك جيدا أن الأزمات تحدث ضررا كبيرا بالتدريج وكل شيء ينتهي فعلا بالتدريج.

لذا علمنا من مصادرنا أن الشركة قررت التحرك من الآن في أكثر من اتجاه وهذا لطمأنت المستثمرين وأسواق المال كي يتوقف نزيف قيمتها السوقية على الأقل، وإن كنا سنرى مثل هذه الموجة عندما تعلن عن النتائج المالية القادمة والتي لن تكون أفضل من السابقة!

 

  • تأمين حضور آبل في الصين

الحكومة الصينية بإمكانها أن تطرد آبل وتمنعها من بيع آيفون لأي سبب وهي لا تجد أية صعوبة في ايجاد مبررات لذلك، وبالطبع أدركت الشركة الأمريكية خطورة هذا الاحتمال بعد أن ذاقت مرارة حظر متجري الكتب و iTunes Movies التي يقال أنها تحاول حاليا اقناع السلطات المحلية هناك برفع الحظر عنها.

خلال الساعات الماضية أقدمت شركة آبل على استثمار مليار دولار في شركة خدمات النقل الصينية “ديدي تشوتشينغ” منافسة أوبر.

عند الحديث عن أسباب هذه الصفقة فإن آبل أجابت بالقول أنها خطوة استراتيجية وسيساعدها هذا الأمر في فهم السوق الصينية أكثر.

ببساطة سيعود هذا الاستثمار على آبل بعائدات جيدة من الصين إذ أن هذه الشركة تعد الأسرع هناك في مجال النقل، فيما ستضمن من خلال هذه الخطوة مصدرا آخر للدخل ويمكن أيضا أن تكون نافذة للتسويق لهواتف آيفون كما فعلت هواوي في العديد من البلدان بالتعاون مع أوبر ومنها مصر حيث روجت بقوة لهاتف هواوي ميت 8.

 

  • التوجه إلى الهند أكثر من أي وقت مضى

أضحت الهند ثالث أكبر سوق للهواتف المحمولة بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وفيما تتسابق الشركات الصينية لتوفير هواتفها وحصد مبيعات كبيرة هناك خصوصا شياومي و لينوفو ونرى أيضا حضور متميز لسامسونج و موتورولا وشركات أخرى، يلزم على آبل أن لا تتأخر كثيرا لأن هذا لا يصب في صالحها.

لكن مشكلتها في الهند تبدو معقدة فرغم أنها سوق كبيرة بعدد ساكنة تتجاوز 1 مليار نسمة، إلا أن الأغلبية فيها هم الفقراء والطبقة الكادحة.

تبدو هذه الدولة متأخرة في أوضاعها الاقتصادية-الإجتماعية عن الصين لذا لا يمكن لشركة آبل أن توفر هواتف آيفون بأسعارها الأصلية وتحصد مبيعات، في الهند هذا جنون.

من هذا المنطلق ضغطت آبل على شريكتها التايوانية فوكسكون للعمل على بناء أكبر مصنع في الهند لتصنيع هواتف آيفون وأجهزة آبل الأخرى للسوق الهندية.

وحسب الدراسات التي قامت بها الشركتين فإن تكلفة إنتاج آيفون في الهند ستكون أقل من الصين التي تربح فيها العمالة أكثر وتطورت فيها الصناعة بمشاركة الآلات والمعدات المكلفة، وهو ما يعني الخروج بالملايين من وحدات آيفون غير مكلفة وبيعها بسعر أقل في هذا البلد.

وحاولت آبل اعادة بيع آيفون المستعمل في هذه السوق لكن الحكومة الهندية رفضت واعتبرت الأمر يعارض مبادرة “صنع في الهند”.

 

  • الرفع من ميزانية الأبحاث للخروج بابتكارات جديدة

على مدار السنوات الأربعة الماضية أنفقت آبل سنويا 3 مليارات دولار على الأبحاث ومشاريع الإبتكار، لكن خلال الساعات الماضية تأكد لنا أنها خصصت لهذه السنة 10 مليارات دولار يعني أكثر من 3 مرات ما كانت تنفقه الشركة عادة.

الغاية من هذه الميزانية الضخمة هي تطوير منتجات جديدة بمفهوم جديد بعيدا عن آيفون و لوحيات آيباد وأيضا حواسيب الماك.

وبالطبع ظلت آبل خلال السنوات الأخيرة متأخرة عن الشركات الأخرى التي سبقتها إلى الساعات الذكية وأجهزة الواقع الافتراضي وأيضا إنترنت الأشياء ومن المطلوب أن تقدم لنا الشركة خلال الأشهر القادمة منتجات مبتكرة في هذه القطاعات متفوقة على المنتجات التي قدمتها الشركات حاليا.

وبالتأكيد هذا ممكن فهاتف آيفون ليس أول محاولة لترجمة الهواتف الذكية بل جاء بمواصفات وإمكانيات أفضل كانت الشاشة المتعددة اللمس أبرزها والتي مهدت فيما بعد لهواتف أندرويد والهواتف الذكية الحالية، بمعنى آخر ليس مطلوبا من آبل أن تبتكر منتجا من الصفر يمكن أن تعتمد على الموجود حاليا لتقديم ما هو مستقبلي في الوقت الراهن.

 

  • صفقة استحواذ قادمة

هناك العديد من الشركات في السوق والتي يمكن أن يكون الاستحواذ عليها مفيدا جدا لشركة آبل، خلال الأشهر الأخيرة تداولت وسائل الإعلام العديد من التقارير التي تؤكد نية آبل الاستحواذ على تسلا من أجل تسريع مشروع سيارتها الكهربائية الذاتية والدخول إلى هذا المجال قبل جوجل التي تعمل على سيارتها منذ سنوات.

من جهة أخرى يقال انها قد تستحوذ على Netflix لبث المحتوى في خطوة منها لتعزيز قوتها بالمحتوى الرقمي خصوصا الأفلام والبرامج التلفزيونية.

وقد تكون هناك شركات أخرى يمكن ان تستحوذ عليها او على بعض خدماتها وتفادي بناء المنتجات من الصفر للمنافسة بشكل أسرع.

 

  • تطوير الخدمات الصحية والذكاء الصناعي لمنتجات آبل

بداية هذا الشهر أقدمت آبل على تعيين اليابانية Yoky Matsuoka التي كانت تعمل مع Google X وكانت أيضا مديرة لشركة Nest، وهي التي تملك خبرة كبيرة في تطوير الذكاء الصناعي.

وحسب التقارير فهي ستشرف على تطوير المبادرات الصحية ومنها ResearchKit، HealthKit و CareKit ولا نستبعد أن تتشرف أيضا على تطوير وإنتاج روبوتات ذكية مستقبلا وتطويرها أكثر للذكاء الصناعي.

 

نهاية المقال:

أضحت خطة آبل الآن واضحة وقد بدأت أيضا تطبيقها سريعا لأن الوقت لا ينتظر واستمرار الأزمة الحالية سيترتب عنها نتائج غير محمودة، إضافة لما سبق لا يمكننا تجاهل سعي الشركة للخروج خلال سبتمبر القادم بهاتف آيفون 7 متفوق وبمزايا مبتكرة ليكون مقنعا للملايين من عشاقها للترقية إليه، هذا المنتج بالضبط هو الذي سيقرر ما إذا كانت آبل بخير في قطاع الموبايل أم أن ثورة آيفون قد انتهت إلى الأبد.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز