تباطؤ وتراجع الإعلانات على جوجل وفيس بوك لأول مرة منذ 2009

نسب النمو التي ينتظر أن تحققها المنصتين تراجعتا خلال الفترة الاخيرة

تستمر تداعيات أزمة إعلانات جوجل التي اندلعت خلال الشهر الماضي لتضع الشركة الأمريكية أمام تحدي كبير بالرغم من أن مسؤولي الشركة حاولوا مرارا وتكرارا التخفيف من المخاوف واصفين المشكلة بأنها صغيرة جدا وأن أحدهم يصب الزيت على النار لإثارة البلبلة.

تبريرات جوجل لا تبدو بالنسبة لنا مقنعة فالمشكلة كبيرة وهي بحاجة إلى إصلاح سريع وكامل، واستعادة الثقة بينها وبين المعلنين.

الأزمة الآن يمكن القول أنها وجهت ضربة قوية لقطاع الإعلانات الرقمية بشكل عام والتسويق الإلكتروني، وهو ما تطرقت إليه سابقا في مقال أزمة إعلانات جوجل فرصة كبيرة لشبكات التلفزيون ونكسة للتسويق الإلكتروني، خصوصا وأن التقارير الصادرة اليوم عن انفاق المعلنين ونمو الإعلانات تؤكد أن الضربة عمت الجميع خصوصا جوجل وفيس بوك في الوقت الحالي، أكبر منصتين لعرض الإعلانات في العالم.

لأول مرة منذ أبريل 2009 تراجع الإنفاق الإعلاني بنسبة 1.7% على أساس سنوي، ليصبح ما أنفقه المعلنين خلال فبراير الماضي حوالي 135.3 مليون دولار فقط.

والحقيقة أن أزمة إعلانات جوجل قد اندلعت في النصف الثاني من شهر مارس، لكن بوادرها ظهرت منذ الإنتخابات الأمريكية، حيث تعرضت هي وفيس بوك لانتقادات كبيرة من وسائل الإعلام والمراقبين لدورهما في الترويج للأخبار المزيفة.

ومنذ فوز دونالد ترامب يظن المعارضون له أن فيس بوك وجوجل هما من يقفان وراء وصوله إلى السلطة، فقد سمحا لآراء التعصب والكراهية أن تنتشر بقوة كما أنهما ساحتين لنشر الأخبار المزيفة، خصوصا فيس بوك الذي يعرض في نتائج البحث وأيضا الأكثر تداولا المنشورات التي تروج للمعلومات الخاطئة والأنباء الكاذبة، ناهيك عن قبول الإعلان عنها في برنامج الإعلاني.

هذه الإتهامات أعطت صورة سوداوية عن فيس بوك ويوتيوب للمعلنين فقد دفعتهم، لتقليل وثيرة الإنفاق على الإعلانات والبحث عن منصات افضل وأمنة لعرض إعلاناتهم، بعيدا عن عرضها في صفحات الأخبار المزيفة ومقاطع الفيديو التي تروج للكراهية ولا ننسى أحداث بث مقاطع فيديو الإغتصاب الجماعي والقتل في البث المباشر على فيس بوك.

وتراجع الإنفاق على إعلانات الفيديو في المنصات التي تعرض المحتوى المرئي ومنها يوتيوب بنسبة 10.3% ليكون أكبر ضحية في موجة تراجع الإنفاق الإعلاني.

وفيما تستمر ضغوطات المعلنين على هذه المنصات لإيجاد حلول فعالة لمنع انتشار الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية عليها وبقية المحتويات المتطرفة والغير المقبولة، تبحث الشركتين عن الحلول وتجرب بعضا منها في دول محددة.

وتعد حاليا الإنتخابات الفرنسية وكذلك الأزمة السورية من أكثر المواضيع التي تشهد صراعا إعلاميا ونشرا للأخبار المزيفة على المنصتين، سواء من طرف مواقع إخبارية معروفة أو ناشرين غير معروفين، وهذا بالطبع يؤكد أن إجراءات مكافحة الأخبار المزيفة لا تعطي النتائج المرتقبة إلى الآن.

 

نهاية المقال:

الآن لم تعد هذه أزمة خاصة فقط بشركة جوجل لقد تمددت أيضا إلى فيس بوك، وبشكل عام تهدد الإنفاق على التسويق الإلكتروني وأنشطة الإعلانات على الإنترنت، ولحلها سيكون على هذه المنصات والناشرين التعاون معا لحل المشاكل الكثيرة التي يعاني منها هذا القطاع.

بالنسبة لجوجل نتوقع أن تعلن عن تراجع عائداتها الإعلانية خلال الفترة المقبلة، فيما فيس بوك يمكن أن يحقق نموا لكنه سيكون أقل من التوقعات الكبيرة، إلا إذا قرر المعلنين ايقاف حملاتهم الإعلانية عليه وهو لا نستبعد حدوثه خلال الأسابيع المقبلة.

تابعنا وإقرأ كل مقالات أزمة إعلانات جوجل بالضغط هنا

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز