الأخبار المزيفة على واتساب و فيس بوك قاتلة للأبرياء

صناعة الأخبار المزيفة مستمرة

تبحث فيس بوك عن حل لأكبر أزمة تعيشها في الوقت الحالي، ألا وهي الأخبار المزيفة التي أضرت بسمعة الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم وتهدد فعلا استمرار توهجها.

منذ إعلان نتائج الإنتخابات الأمريكية ووسائل الإعلام تتحدث عن هذه المشكلة التي ترى بأنها غيرت مسار الديمقراطية الأمريكية.

ولا تنتشر الأخبار المزيفة فقط على فيس بوك والصفحات العامة والشخصية بل إنها تتكاثر على الرسائل الخاصة وتعد مادة دسمة في أروقة فيس بوك ماسنجر.

الأسوأ من كل هذا أن واتساب الذي يستخدمه حاليا 1.3 مليار مستخدم حول العالم غارق في هذا الوباء بشكل مرعب للغاية.

ما يعني أن هذه الأزمة أكبر بكثير مما هو معلن، حيث المشكلة تغزو مختلف خدمات الشركة الأمريكية وتهدد مصداقيتها بشكل كبير.

تطرقت سابقا إلى مقال بعنوان “فيس بوك في أزمة كبيرة وعليها أن تتعلم من شركة جونسون آند جونسون” وهو الذي تكلمت فيه عن معضلة كبيرة بكيفية عمل فيس بوك ولماذا الخلل في المنتج كله وليس فقط في المستخدمين.

الخلل هنا في الخوارزمية التي لا تستطيع تمييز المنشورات ذات المصداقية عن المنشورات التي تتضمن محتويات مزيفة، وأيضا تلاعب أصحاب الصفحات والمستخدمين بالخوارزمية من خلال تحفيز ظهور منشورات ليس لها قيمة لأكبر عدد من الناس وحصدها تفاعل قوي مقارنة مع منشورات ذات قيمة افضل.

لكن على واتساب المسألة معقدة للغاية، فالأخبار المزيفة تنتشر في المجموعات وكذلك الدردشات السرية، وتقول الشركة أنها لا تطلع على المحادثات لكن بعض اجراءاتها السابقة توحي بأنها قادرة على مراقبة الجانب المخفي من خدمتها.

وبغض النظر عن الجدل المستمر حاليا حول أحقية الشركة في مكافحة الروابط المشبوهة والأخبار المزيفة على منصتها أو وجوب تجنب القيام بذلك لتجنب خرق الخصوصية، فإن خطورة هذه المحتويات التي تنتشر على هذه المنصة تستوجب على الشركة التحرك للسيطرة على الوضع عاجلا وليس آجلا.

 

  • الأخبار المزيفة على واتساب قاتلة وخطيرة

يتمتع واتساب بشهرة كبيرة في الدول النامية، نظرا لأنه لا يحتاج إلى اتصال إنترنت جيد وهو سريع وخفيف ويعمل على الأجهزة الرخيصة المنتشرة في هذه الأسواق.

في الهند على سبيل المثال لا الحصر، نجد أن هناك أزيد من 100 مليون مستخدم لهذا التطبيق في هذا البلد المترامي الأطراف.

هؤلاء يستخدمونه في التواصل مع الأصدقاء والعائلة وحتى متابعة الأخبار المحلية التي يتم تداولها على التطبيق من خلال روابط ومنشورات نصية.

الأخبار المحلية في الهند يتم تداولها على مجموعات واتساب وكذلك الدردشات والرسائل الخاصة، ويستقبلها المستخدمين من الأصدقاء والعائلة وحتى أشخاص مجهولين.

ومن وقت لآخر تظهر أخبارا مزيفة يتداولها المستخدمين، كان بعضها قاتلا ومميتا ومسببا لمشاكل عرقية وفتن دينية حقيقية في هذا البلد.

أشهر قصة على أن الأخبار المزيفة يمكن أن تؤدي إلى مقتل الأبرياء هي قصة انتشار خبر مزيف ادعى وقوع اختطاف بل وووجه اتهامات لسبعة أشخاص ليس لديهم صلة بالحدث الوهمي.

انتشر هذا في احدى القرى الهندية وما كان من سكانها سوى القبض على هؤلاء واعدامهم دون أية محاكمة، وهو ما اثار غضب السلطات التي سارعت إلى فتح تحقيق في الخبر المزيف ومن يقف وراءه.

السلطات الهندية تهدد بحجب واتساب خصوصا وأن هذه ليست القصة الوحيدة التي تؤكد أن الأخبار المزيفة يمكن أن تكون قاتلة.

 

  • الأخبار المزيفة على فيس بوك مأساوية هي الأخرى

وفيما يعد فيس بوك المتهم الأول في ضرب الديمقراطية بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد كان ساحة رئيسية للصراع بين الأنظمة والمعارضات في الوطن العربي.

بعض الأخبار المزيفة التي لها علاقة بالقضية السورية زادت من الاحتقان الشعبي والتوتر بين مختلف مكونات المجتمع السوري، وحرضت على الاقتتال والانتقام بل ودفعت عربا ومسلمين من مختلف الدول الاسلامية والعربية للهجرة إلى سوريا للقتال هناك.

ولعبت الصفحات الاخبارية وصفحات الناشطين من المعارضة والنظام دورا في زيادة العداوة بالداخل السوري والابتعاد عن أي حل سلمي للقضية.

وبعبارة أخرى نجحت تلك الأخبار في تأجيج القتال وقتل الأبرياء سواء كانوا في صف المعارضة أو النظام أو صف آخر.

ورغم غياب الاحصائيات إلا أنني واثق بأن الآلاف من الضحايا أبرياء، زهقت أرواحهم سواء لمواقفهم السياسية أو انتماءاتهم الدينية والعرقية.

في قضية ميانمار يزخر فيس بوك بالمنشورات المزيفة والصور المفبركة لجرائم تارة يقال أن البوذيين هم السبب فيها وتارة أخرى تنسب للمسلمين، ورغم وجود صراع عرقي ممزوج بدوافع سياسية في هذا البلد إلا أن الأخبار المزيفة زادت الطين بلة وحولت هذا البلد إلى موطن للمجازر والاقتتال بين مكونات المجتمع الواحد.

في شمال أفريقيا تنتشر بعض الأخبار المزيفة التي تحرض على الكراهية بين العرب والأمازيغ، وأخرى تحاول اشعال نزاع على السلطة بين الأنظمة والمعارضة، وأخرى تهدف إلى اشعال فتيل نيران اخرى.

وللأسف يصدق معظم الناس من الوهلة الأولى ما يتلقونه من أخبار مزيفة، تاركين العقل والبحث والتحقق في عطلة ستنتهي عندما يستفيقون على القتل والذبح والاختطاف والاغتصاب وتقسيم البلدان وخسارة الاستقرار والسلم الأهلي.

 

نهاية المقال:

للأسف يصدق معظم الناس من الوهلة الأولى ما يتلقونه من أخبار مزيفة، تاركين العقل والبحث والتحقق في عطلة ستنتهي عندما يستفيقون على القتل والذبح والاختطاف والاغتصاب وتقسيم البلدان وخسارة الاستقرار والسلم الأهلي.

وفي ظل الحقيقة الموجعة نستمر في الضغط على فيس بوك لمحاربة الأخبار المزيفة على خدماته، لإيقاف شلال الدماء في مختلف أنحاء العالم.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.