إلى ضحايا التسويق الشبكي القانون لا يحمي المغفلين والله لا ينصر الجهل

إقرأ عن التسويق الشبكي لتقضي على جهلك وتبتعد عن الوهم

60 ألف ضحية فقدوا أموالهم بل إن عدد منهم فقد كل ما يملك على خلفية ايقاف شركة Learn & Earn Cosmétique المغربية، مظاهرات واحتجاجات من فينة إلى أخرى ولا أحد يستجيب، لقد ضاعت الأموال التي استثمروها في الوهم.

قلت وما زلت أردد أن التسويق الشبكي ما هو إلى امتداد للتسويق الهرمي والفرق بينهما هو أن النظام السابق لا يوجد به منتج وتم منعه في العالم منذ سنوات، فيما النظام الذي تعمل به هذه النوعية من المؤسسات يوجد به منتجات ليست هي مقصد التعاملات في الأساس، بل هي مجرد تداكي على القانون.

سقطت شركة Learn & Earn Cosmétique كما سقطت الكثير من الشركات سابقا ليس في المغرب فقط بل في الكثير من الدول، وما بين ضحايا النصب وضحايا ايقاف هذه الشركات يتأكد أن القانون لا يحمي المغفلين.

جميع من أعرفهم أو سبق لهم وعملوا مع هذه الشركات فشلوا في استرداد أموالهم والتي ضاعت وما كان ردهم سوى حسبي الله ونعم الوكيل!

ينتشر هذا الفيروس والجهل بين الشباب كالنار في الهشيم وبالطبع يستهدف النساء والمتزوجات والعاطلين عن العمل ومختلف الفئات التي تبحث عن العيش الكريم ووضعية اقتصادية أفضل.

الشباب في المنتديات ومواقع التواصل الإجتماعي يتناقشون عن الشركات ويتبادلون الروابط ويحفزون بعضهم البعض للإستثمار ويتسابقون ويتنافسون والكل يحلم بأن يكون ثريا ويعيش المجد المالي أو ما يسمونه هؤلاء بالحرية المالية.

محاضرات الشركات وندواتها التحفيزية تركز على الربح والثراء وتحقيق المال الكبير، فيما لا يوجد اهتمام بالعملاء لأنه ليس نظام بيع مسوق لعميل بل مسوق لمسوق في شبكة عقيمة من غير المنطق أن يربح فيها الجميع بشكل عادل وسوي.

يتصل بك أحد أصدقائك ممن انضموا حديثا لهذه الشركات فيصف لك بإيمان كبير ما يقوم به، وبمقدمات جذابة يدعوك إلى الإنضمام إلى الشركة التي يعمل لصالحها ويخبرك أنه يريد لك الخير لهذا السبب اتصل بك ولن تخسر أي شيء واستثماراتك ستعود عليك بالعائدات والأرباح.

لا خسائر لا مخاطرة بل وحتى الربح مضمون ولا يحتاج منك إلى عمل كثير واجتهاد وتفكير وعرق، أنت مدير نفسك من اليوم، لا أحد سيتحكم فيك، وداعا للعبودية والراتب الضئيل والوظيفة المملة والبطالة القاتلة وقلة المال وغلاء المعيشة.

يتحدث معك صديقك وكأن كل هذه الأمور متوفرة في حياته وهو مجرد بطالي يبحث إلى الأمس القريب عن عمل، أو أنه موظف عادي لا أقل ولا أكثر.

وستلاحظ بالتأكيد أن طريقة كلامه راقية ولا تختلف كثيرا عن المحاضرين في التنمية البشرية وعلم الكلام، كيف لا وقد خضع لبعض الدورات المجانية من الشركة التي يعمل لصالحها والتي تنظم لهم الرحلات وجلسات التدريب كنوع من توطيد العلاقات وتجنيد الشباب لصالحها.

هناك من اقترض المال واستثمرها ووعد الجهة التي اقترض منها المبلغ بأن يعيد له المال بكل تأكيد، وهناك من باعت مجوهراتها وراهنت على تلك الأحلام لتشتري مجوهرات أفضل وأغلى قيمة وثمنا.

لقد تشكلت الأحلام وبدأت المخاطرة والكل ثقة بأن الثراء ستكون نهاية هذا الدرب الذي لم أعرف شخصا سلكه وأصبح مليارديرا مثل بيل جيتس الذي لم يتبنى التسويق الشبكي بل عمل شركة مايكروسوفت المتخصصة في البرمجيات والتي تبيع بشكل عادي كأي شركة قانونية أخرى خدماتها ومنتجاتها.

 

  • القانون لا يحمي المغفلين والله لا ينصر الجهل

نعلم جيدا النهاية التي تنتهي بها هذه القصص وما قصة Learn & Earn Cosmétique إلا غيض من فيض، ويبقى ذنب الضحايا هو الجهل بالأساس، الجهل بعلوم التجارة وأساسياتها ومنطق التسويق والمتاجرة، بل والأسوأ من ذلك تصديق أي شيء دون تحقيق أو تشكيك أو بحث وتفكير في طرق الربح وهل عملية الربح تقدم قيمة لجميع الأطراف أم أنها مبنية على عمليات غير منطقية.

وفيما يطالب الكثير من الناس بالقصاص والعقاب العاجل لأصحاب تلك الشركات الوهمية التي تبيع الوهم لهم، فالأجدر بهم أن يتعلموا الدرس جيدا مما حدث ويبتعدوا عن هذه الشركات بل ومن الأفضل التحذير منها والتبليغ عنها.

وبالطبع سيكون من الجيد متابعة سلسلة مقالات التسويق الشبكي ومشاركتها مع الأصدقاء لمنع سقوط المزيد من الضحايا في الوهم.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز