أزمة النفط وانهيار سعر البرميل إلى 10 دولارات 2020 – 2022

أزمة النفط وانهيار سعر البرميل إلى 10 دولارات 2020 – 2022

في حين أن التنبؤات حول أسعار النفط المتقلبة كثيرة، لا يزال هناك موضوع واحد يظهر: في حال اندلاع حرب عسكرية بين ايران والولايات المتحدة والسعودية فمن المحتمل أن ترتفع أسعار الذهب الأسود نحو 100 دولار وأكثر.

لكن هناك سيناريو آخر لا يتحدث الناس عنه كثيرا، وهو إمكانية انهيار سعر النفط إلى مستوى جديد وغير مسبوق وهو 10 دولارات.

دعونا نتحدث عن هذا السيناريو الوارد بقوة هذه الأيام، ما الذي يمكن أن يدفع أسعار النفط إلى الهبوط نحو 10 دولارات؟

  • الركود الإقتصادي العالمي

من المحتمل أن يحدث ذلك العام المقبل أو خلال عام 2021، وهذا يعني أن الإقتصادات العالمية ستتضرر كلها وسيتراجع الطلب على النفط.

بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهي ستعتمد على الإنتاج الوطني، بينما الصين ستخفض طلبها في حالة استمر تباطؤ اقتصادها.

طوال عام 2019 يبدو أن المتنبئين لا يمكنهم مراجعة توقعاتهم للطلب على النفط بسرعة كافية، واصلت وكالة الطاقة الدولية تنقيح توقعاتها لنمو الطلب على النفط في العام الحالي وما بعده.

من 1.4 مليون برميل يوميًا من نمو الطلب الذي كانت الوكالة تتوقعه لعام 2019 في يناير، انخفضت تقديراتها إلى 1.1 مليون برميل يوميًا في نمو الطلب هذا الشهر.

تستند هذه التقديرات إلى الطلب العالمي الفعلي، والذي انخفض في شهر مايو بمقدار 160000 برميل يوميًا على أساس سنوي، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

تأتي فعلا البيانات الاقتصادية لتكشف تباطؤ الإقتصاد الصيني والأوروبي والياباني وبداية خسارة الولايات المتحدة قوتها أيضا.

التوقعات الخاصة بعام 2020 تشير إلى انخفاض من 1.4 مليون برميل يوميًا في تقريرها لشهر يونيو قبل أن تنخفض إلى 1.3 مليون برميل في تقرير أغسطس الماضي.

  • الحرب التجارية العالمية

هناك عدة حروب تجارية في العالم حاليا في مقدمتها الحرب الصينية الأمريكية، وهناك الحرب الأمريكية الأوروبية إضافة إلى الحرب اليابانية الكورية.

إذا لم تتوصل هذه الأطراف إلى اتفاقيات عادلة فإن الإقتصاد العالمي هو من سيدفع الثمن، وهذا سيؤثر سلبا على طلب النفط.

  • الأزمة الإقتصادية العالمية لاعب محوري

تاريخيا انخفضت أسعار النفط من أكثر من 140 دولارًا للبرميل في عام 2008 إلى أقل من 40 دولارًا للبرميل في عام 2009.

مرة أخرى حدث نفس الشيء ما بين 2014 و2015 حيث تراجعت أسعار النفط من مستوى أعلى 100 دولار للبرميل إلى أدنى 40 دولار للبرميل مجددا وفقدت نصف قيمتها.

لماذا إذن لن تتراجع أسعار النفط إلى 10 دولارات للبرميل هذه المرة؟ فالمسألة لا تتعلق بالأزمة لكن الولايات المتحدة أصبحت منتجا قويا للنفط وفقدت دول أوبك سيطرتها على سوق النفط إذ لم تعد المنتج الوحيد والمتحكم في لعبة العرض والطلب.

  • من المتضرر من أزمة النفط القادمة؟

كل الدول المنتجة للنفط والتي تعتمد على تصديره ستتضرر بكل تأكيد، والشركات العاملة في المجال ستتعرض لضغوط كبيرة ولن تكون العملية مربحة بالنسبة لها.

من المتوقع أن تتضرر العشرات من الشركات العاملة في مجال النفط الصخري بالولايات المتحدة وقد تعلن الكثير منها إيقاف عملياتها أو افلاسها.

من جهة أخرى فإن عائدات ونمو الإقتصادات النفطية مثل السعودية ستتضرر كثيرا، لكن هذا سيكون دافعا مهما بالنسبة لها لمواصلة العمل على رؤية 2030.

قد يكون في صالح السعودية حدوث هذه الأزمة لضرب النفط الصخري الأمريكي والذي ينافس نفط دول أوبك وتسبب في تراجع الأسعار خلال الأشهر الأخيرة.

يتفاخر دونالد ترامب بأنه في عهده استعادة صناعة النفط في بلده قوتها ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة، لكن هذه الأزمة ستسبب له مشاكل كثيرة.

 

نهاية المقال:

أزمة النفط القادمة ستتلقى دعما مباشرا من الأزمة الاقتصادية العالمية والركود المرتقب كما حدث بين عامي 2008 و 2009 عندما تراجعت الأسعار بأكثر من 50 في المئة … تكرر الأمر نفسه بين عامي 2014 و2015 وتم تدمير فنزويلا النفطية.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز