ما الذي يمنع انهيار الليرة التركية في الوقت الحالي؟

ما الذي يمنع انهيار الليرة التركية في الوقت الحالي؟

تتعرض تركيا لانتقادات دولية وعالمية بسبب تدخلها العسكري في شمال سوريا، والذي يعتبر احتلالا عسكريا لجزء من الأراضي السورية.

هذه الإنتقادات جاءت من أطراف مختلفة منها دول الخليج باستثناء قطر، دول الجامعة العربية بقيادة مصر، الولايات المتحدة الأمريكية، الإتحاد الأوروبي وحتى ايران وكذلك الحكومة السورية في دمشق يعارضان ذلك.

كل هذه التصريحات المعارضة لخطوة أنقرة وإصرار رجب طيب أردوغان على تدمير الأكراد، لم تهوي بالليرة التركية إلى مستويات قياسية جديدة.

صحيح أن العملة التركية تضررت من تلك التصريحات المختلفة، كما أن العقوبات الأمريكية حاليا والتي تهدد واشنطن بتصعيدها لم تؤدي إلى انهيار العملة التركية.

والحقيقة أن لتركيا دورا في حماية عملتها إلى الآن وهي تبذل جهودا لمنع تضرر اقتصادها المتأزم وهو ما سنتطرق إليه في هذا المقال:

  • بنوك الدولة تتدخل لبيع الدولار الأمريكي

تدخلت البنوك الحكومية لبيع الدولار في مارس عندما تراجعت الليرة لفترة وجيزة، وقال التجار إنهم تدخلوا مرة أخرى في الأسبوعين الأخيرين وأنفقوا مليارات الدولارات.

هذا يعني أنه مقابل بيع الدولارات من قبل تلك البنوك يتم شراء الليرة التركية وهو ما يعني ارتفاع الليرة أو تضررها وسط بيع خارجي وداخلي قوي بنسبة أقل من المتوقع.

ولأن الكثير من تجار الفوركس يتبعون المؤشرات وينظرون إلى موجات البيع التي تقدم عليها البنوك الوطنية فهم يتحركون لشراء الليرة من أجل استغلال ارتفاعاتها المرتقبة.

استخدمت تركيا البنوك التي تديرها الدولة وسوق المقايضة للمساعدة في استقرار الليرة منذ أن تسببت أزمة العملة في العام الماضي في تدهور اقتصادي مؤلم.

أدت الأزمة إلى زيادة القروض المتعثرة في القطاع المصرفي حيث تكافح الشركات لسداد ديون العملات الأجنبية.

  • من ثمار تدخلات الحكومة التركية لتنظيم السوق

لم يعد المستثمرون يبيعون الليرة التركية بسبب تدخل السلطات المحلية في السوق.

تعمل الحكومة على تنظيم هذه السوق وجعل بيع الليرة مقابل الدولار عملية أصعب من السابق، وقد عمدت إلى إلغاء العديد من الإمكانيات التي كانت متوفرة للمستثمرين من قبل.

تمارس تركيا الضغط على السوق الخارجية للعملة، وعملت على الحد من ضغوط بيع الليرة، وهذا لمنع انهيار مشابه لما حدث خلال أغسطس 2018.

  • التصريحات المتضاربة للرئيس الأمريكي

المتابع لتصريحات دونالد ترامب خلال الأيام الماضية يعلم أن الرئيس الأمريكي لا يعرف بنفسه ما يريده من هذه القضية.

تارة يؤكد على أن بلده لا يجب عليها الدفاع عن الأكراد في سوريا، ومن جهة أخرى ينتقد الهجوم العسكري على تركيا.

بعض تصريحاته تشير إلى أنه أعضى الضوء الأخير لتركيا لشن الهجوم على شمال سوريا، فيما تصريحات أخرى له تكشف خلافه مع الرئيس التركي.

كل هذا جعل تأويلات المستثمرين بخصوص مستقبل العلاقة التركية الأمريكية متنوعة ومختلفة، ولهذا فمقابل موجة بيع الليرة هناك موجة شراء لها لا تقل أهمية عنها.

  • العقوبات الأمريكية حاليا ليست قاسية

أكد الرئيس التركي أنه لن يوقف عملية اجتياح شمال سوريا حتى وإن كلفه ذلك المواجهة مع الكبار السبع، وهاجم مختلف الأطراف بمن فيهم الإتحاد الأوروبي.

وقال دونالد ترامب يوم الثلاثاء: “إننا نتشدد بشدة على تركيا والكثير من الآخرين … نطالب بوقف إطلاق النار، ونضع أقوى العقوبات التي يمكنك تخيلها … بما في ذلك التعريفات الضخمة على الصلب، إنهم يشحنون الكثير من الفولاذ إلى الولايات المتحدة، فهم يكسبون الكثير من المال لشحن الفولاذ، ولن يحققوا الكثير من المال”.

تتعارض الأرقام التجارية مع ادعاء ترامب بأن هذه الإجراءات تشكل ضربة اقتصادية هائلة لتركيا، وفقًا لإحصاءات الحكومة الأمريكية، انخفضت صادرات الصلب التركية إلى الولايات المتحدة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما يعني أن فرض ضرائب أعلى على الأرجح سيكون له تأثير ضئيل على الاقتصاد التركي.

في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، بلغت صادرات تركيا من الصلب إلى الولايات المتحدة 120 مليون دولار وهو أدنى مستوى منذ 20 عام تقريبًا.

 

نهاية المقال:

هذه كانت 4 أسباب تمنع انهيار الليرة التركية حاليا بينما فشلت العقوبات الأمريكية المعلنة في الإطاحة بها.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز