فضيحة إعلانات فيس بوك تويتر جوجل والشهادة المرتقبة أمام لجنة الإستخبارات الأمريكية بمجلسي النواب والشيوخ

فيس بوك استفاد ماديا من الفوضى كما هو المتوقع

ربما سمعت بأن فيس بوك قررت مؤخرا العودة إلى المراجعة اليدوية للإعلانات وذكرنا تفاصيل ذلك في مقال سابق بعنوان 3 أنواع من الإعلانات ستخضع للمراجعة اليدوية على فيس بوك، وربما تستغرب لماذا بدأت الشركة تغير سياساتها إلى المراقبة المشددة عوض الحرية الكاملة للمعلنين والمستخدمين على منصاتها.

هذا نتاج حرب إعلامية شرسة على فيس بوك اندلعت مباشرة بعد نتائج الإنتخابات الأمريكية وتستمر منذ عام تقريبا لي الشرف أنني شاركت فيها بعدة مقالات ومنشورات كثيرة على فيس بوك ركزت فيها على شق خطورة خطاب الكراهية ونشر الأخبار المزيفة، ولكن لا حياة لمن تنادي، والآن حانت ساعة دفع الثمن وسيدفع المستخدمين والمعلنين وأصحاب الصفحات على حد سواء ثمن الفوضى التي تشهدها هذه الشبكة الإجتماعية.

جوجل و تويتر ليسا خارج إطار الإتهامات، ورغم أن عملاقة البحث الأمريكية مشهود لها بالصرامة في مواجهة المشاكل المذكورة سابقا إلا أنها كانت هي الأخرى ولا تزال محطة للترويج لتلك المحتويات المخالفة، وهذا ينطبق أيضا على شبكة التدوين المصغر.

تتهم الأطراف السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية بعضها البعض باستخدام هذه الخدمات والأدوات لصالحها بشكل غير قانوني في الإنتخابات الأمريكية، والأخطر هي التهمة الموجهة إلى دولة روسيا على أنها تدخلت في الانتخابات لصالح دونالد ترامب الذي وعد بالمصالحة معها ووضع حد للملف السوري والخلافات بين القوتين المتنازعتين بالوكالة في الشرق الأوسط.

وتتحمل جوجل و فيس بوك إضافة إلى تويتر المسؤولية في ترك منصاتها ساحة للإستخدام المسيء ونشر خطاب الكراهية، وبعد ضغوطات قوية اعلامية وسياسية ها هي فيس بوك و تويتر يعترفان بأن منصاتهما الإعلانية استخدمت في تمويل الإعلانات المشبوهة من روسيا والتي تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، بينما التحقيقات الداخلية في جوجل تكشف فشل الرقابة لديها أيضا في منع تلك الإعلانات.

 

  • الإعلانات محطة لنشر الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية

الإعلانات التي انتشرت على فيس بوك وأدت إلى ارتفاع تداول عدد من المنشورات وحصد الروابط الموجودة فيها للزيارات والقراءات الكبيرة كانت تروج لأخبار مزيفة، منها ما يستهدف الإضرار بجهود دونالد ترامب للوصول إلى سدة الحكم ومنها أخبارا مزيفة حول منافسته هيلاري كلينتون.

التقارير تقول أن الأخبار المزيفة كانت كثيرة للغاية ومنتشرة بقوة وحاسمة في تغيير الرأي العام والتأثير على اتجاهات الناخبين.

كل هذا كان يحدث بشكل رئيسي على فيس بوك وبدرجة أقل على يوتيوب التابع لجوجل و تويتر، ما ولد حالة من الجدل وانتشار للتقارير المغلوطة.

خطاب الكراهية كان هو الآخر حاضرا في الإنتخابات من خلال انتشار الإعلانات التي تروج لأفكار عنصرية، منها ضرورة تهجير السود والمكسيكيين والمسلمين وطردهم من الولايات المتحدة الأمريكية، إعلانات أخرى تروج لخطاب الكراهية ضد رجال الأعمال واليمين المتطرف.

 

  • فيس بوك يعترف بالمبالغ الطائلة التي تلقاها من المعلنين للأخبار المزيفة

لا يوجد لدى مارك زوكربيرغ أي خيار في الواقع فالأدلة كلها تشهد ضد منصته، وما كان منه سوى أن اعترف بأنهم قاموا بتحقيقات داخلية ووجدوا أن المعلنين الروس أنفقوا 100 ألف دولار على إعلانات شاهدها 10 ملايين أمريكي.

المنصة التي أخفت هذه المعلومات في تقرير نشرته خلال أبريل الماضي حول التدخل الروسي في الإنتخابات الأمريكية كشف لنا ببساطة تخبطها وتعمدها اخفاء معلومات حول مصدر الفوضى التي حدثت قبل الإنتخابات وبعدها في هذه القضية لوحدها، دون أن نتحدث عن قضايا أخرى منها الملف السوري الذي شهد صراعا بالأخبار المزيفة بين أطراف الصراع.

100 ألف دولار ليست مبلغا زهيدا وبالتالي هناك آلاف الإعلانات قررت الشركة الأمريكية أخد نسخة منها وتزويد الكونغرس والدولة الأمريكية بها لمعاينتها والتحقيق في غاياتها والوقوف على حيثياتها.

وتتعاون الشركة مع السلطات الأمريكية في هذه القضية وهي تتعرض لانتقادات متزايدة في الداخل الأمريكي من أنها لعبت دورا حاسما في تغيير توجه الرأي العام الأمريكي.

ورغم كل هذا أشك شخصيا في أن 100 ألف دولار هي التي أنفقت فقط على هذه المنصة، حيث ما انفق على تويتر باعتراف الشركة الأمريكية أكبر بكثير!

 

  • تويتر أكدت ان هناك ربع مليون دولار من إعلانات روسيا على منصتها

من الأكيد أن تويتر ترحب هي الأخرى بالمعلنين وغفلت عن مراجعة الإعلانات بشكل دقيق لتعرف أي نوع من التغريدات يتم الترويج لها.

وفي ظل الإتهامات الموجهة لها بلعب دور سلبي في الإنتخابات الأمريكية فقد اعترفت الشركة أن الجهات الروسية أنفقت 274 ألف دولار روجت لحوالي 1823 تغريدة تستهدف السوق الأمريكية.

مبلغ ضخم على منصة أصغر بكثير على فيس بوك التي لم تكشف سوى عن 100 ألف دولار من الإعلانات وهي المنزعجة من هذه الضغوطات التي ستؤثر سلبا على عائداتها.

 

  • جوجل تنفي أن منصتها الإعلانية استخدمت لهذا الغرض … لكن!

في المقابل فإن شركة جوجل واضحة في بيانها الرسمي الذي نفت فيه جملة وتفصيلا هذه التهم، وقالت أن منصتها الإعلانية صارمة وهي تراقب وتراجع الإعلانات بشكل صارم قبل الموافقة عليها.

الكل يشهد فعلا على صرامة المنصة الإعلانية الخاصة بشركة جوجل والتي تحظر الحسابات وتغلقها في حالة تأكد أنها تستخدم لترويج أنشطة مشبوهة.

غير أن صحيفة واشنطن بوست نشرت تقريرا مفصلا أكدت فيه أن التحقيقات الداخلية بجوجل توصلت إلى انفاق 100 ألف دولار على الأقل في الإعلانات التي تظهر بالمواقع الإلكترونية وأيضا خدمة جي ميل إضافة إلى يوتيوب.

 

  • 1 نوفمبر محطة كبيرة في أزمة الأخبار المزيفة

ومن المرتقب ان يدلي مسؤولون في جوجل و تويتر وكذلك فيس بوك بشهادتهم أمام لجنتي المخابرات بمجلسي النواب والشيوخ في الأول من نوفمبر.

وتستمر الضجة الإعلامية العالمية عن الفضيحة التي ضربت سمعة الإعلانات على الإنترنت وتهدد مصداقية التسويق الإلكتروني في ظل صمت عربي جبان، لكن بالتأكيد نجحت أزمة الأخبار المزيفة المستمرة منذ عام في ضرب سمعة فيس بوك ودفعتني منذ 4 أشهر لحذف حسابي الشخصي.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز