حقائق عن الفرنك الإفريقي وخدعة فرنسا لمنع التخلي عنه

حقائق عن الفرنك الإفريقي وخدعة فرنسا لمنع التخلي عنه

تعد عملة الفرنك الإفريقي (CFA) العملة النقدية المدعومة من فرنسا والتي تستخدمها 14 دولة أفريقية، منها 12 دولة هي مستعمرات فرنسية.

مع انسحابها في مختلف الدول التي استعمرتها، عملت تلك الدول من تأسيس عملاتها النقدية المحلية، ومعظمها ربطت عملاتها بالفرنك الفرنسي، لكن بقيت هذه الدول الـ 14 يستخدمون الفرنك الأفريقي.

وحاليا هناك مساعي أفريقية للتخلي عن هذه العملة وتأسيس عملة أفريقية موحدة مستقلة، لكن فرنسا لا تريد ذلك وتفضل فقط إصلاح تلك العملة.

  • ما هي الدول التي تستخدم الفرنك الإفريقي؟

نتحدث عن 150 مليون نسمة يستخدمون العملة التي هي في أصلها فرنسية، ويصل الناتج المحلي الإجمالي لتلك الدول إلى 235 مليار دولار.

قبل عصر اليورو، كانت فرنسا تستخدم عملتها التي تدعى الفرنك الفرنسي، وهي التي كانت تستخدم في الدول التي استعمرتها.

الدول التي تستخدم هذه العملة الإستعمارية هي بنين وبوركينا فاسو وكوت ديفوار وغينيا بيساو ومالي والنيجر والسنغال وتوغوو الكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى والكونغو والغابون وغينيا الاستوائية وتشاد.

وتسمى هذه العملة في الأصل: “فرنك المستعمرات الإفريقية الفرنسية” ويخضع لتحكم وزارة الخزانة الفرنسية.

  • إصلاحات الفرنك الإفريقي لعام 2020

خلال الأسابيع الماضية اتفقت هذه الدول وبالخصوص 8 دول منها فقط مع فرنسا على اجراء إصلاحات جديدة لتلك العملة.

أهم هذه التغييرات أنه لن يكون هناك ممثل فرنسي في مجلس إدارة العملة، من جهة أخرى سيتم تغيير تسمية العملة إلى ايكو.

أما التغيير الثالث فهو أنه لن يتعين على البلدان الإفريقية في الاتحاد، الاحتفاظ بنسبة 50 بالمئة من احتياطاتها في الخزانة الفرنسية لكن البيئة الاقتصادية ستظل مرتبطة باليورو.

  • ترحيب فرنسي رغم تضرر مصالحها

رحبت فرنسا بهذه الإصلاحات التي اتفقت عليها مع مجموعة الدول الثماني في غرب افريقيا، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ ابتداء من الشهر الحالي.

الترحيب يأتي مع أن الدولة الأوروبية خسرت في هذا الإتفاق هيمنتها النقدية على 14 دولة أفريقية، واستفادتها المستمرة من مستعمراتها السابقة.

ستحرم الإصلاحات فرنسا من المدخرات والاحتياطيات الحيوية التي يتم الاحتفاظ بها في الخزانة الفرنسية، فلماذا باريس ترحب بذلك؟

يقول خبراء أن فرنسا بقيادة ماكرون تحاول “إعادة صياغة الطريقة التي تتعامل بها مع إفريقيا، وتتحدث عن المساواة في المعاملة والعلاقات الجديدة والاحترام المتبادل”.

إذن في ظل السياسة الجديدة التي تتعامل بها فرنسا مع المستعمرات السابقة حيث تواجه تنافسا من الصين وتركيا والولايات المتحدة والمغرب والإمارات وايران يجب عليها أن تتخلى عن أدواتها القمعية وتعاملها القديم مع تلك الدول كي تكسب الأسواق ويكون لها مكانة جيدة.

  • رد فعل بقية الدول الأفريقية المستخدمة للفرنك الفرنسي

أدى الإطلاق السريع لـ “eco” إلى إثارة الانقسامات مع الدول الستة الناطقة بالإنجليزية في الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS) التي تضم 15 عضوًا والتي تريد تبني العملة الجديدة وفق جدول زمني أبطأ وكعملة جديدة المنطقة بأكملها وليس فقط كبديل عن الفرنك الأفريقي.

في أعقاب اجتماع في أبوجا يوم الخميس الماضي، أصدرت الدول الناطقة بالإنجليزية وهي نيجيريا وغامبيا وغانا وليبيريا وسيراليون إلى جانب غينيا، بيانًا يدين قرار الدول الثماني بإعادة تسمية الفرنك المالي الإفريقي من جانب واحد ليصبح الإيكو.

تتألف المجموعة التي اعترفت بعملة ايكو من بنين وبوركينا فاسو وغينيا بيساو وكوت ديفوار ومالي والنيجر والسنغال وتوغو، وكلها مستعمرات فرنسية سابقة باستثناء غينيا بيساو التي حصلت على استقلالها من البرتغال في عام 1973.

عندما اجتمع قادة الدول الـ 14 في يونيو 2019، كان هناك اتفاق على اعتماد العملة الموحدة من حيث المبدأ. ومع ذلك فإن إعلان المستعمرات الفرنسية السابقة وغينيا بيساو عن ايكو والإتفاق مع فرنسا قد أغضب بقية الدول.

  • خدعة فرنسا لمنع التخلي عن الفرنك الإفريقي

وعدت فرنسا بتقديم خط ائتمان إذا واجهت دول الاتحاد النقدي لغرب إفريقيا أزمة تهدد عملة ايكو، وتعمل على حشد المساعدات الاقتصادية للدول الأفريقية وتقليد الصين التي تقدم القروض والإستثمارات لدول القارة السمراء.

يحتفظ الإتفاق الحالي بنفس قواعد الفرنك الأفريقي وهي ربطه باليورو مع استمرار بنك فرنسا في ضمان قابلية تحويل العملة الجديدة، مع ثبات العوامل الأخرى حيث ستبقى تكاليف الاقتراض بالنسبة للبلدان الإيكولوجية كما هي بدون تغيير.

تعلم جيدا فرنسا أن سياسة الاحتلال والقمع الإستعماري لم تعد تنفع في عصرنا هذا، لذا فهي قبلت بهذه الإصلاحات الطفيفة التي تضمن لها استمرار الإمتيازات النقدية والمصرفية في هذه الدول.

إذن الخطوات الفرنسية ما هي سوى خدعة لإبقاء سيطرتها الإقتصادية والمالية مستمرة على مستعمراتها السابقة لكن بطريقة محترمة.

من الواضح أن فرنسا تخشى على ما يبدو فكرة اختراع عملة نقدية جديدة موحدة في غرب أفريقيا تستخدم على في تلك الدول ولا يكون لها أي صلة باليورو أو الفرنك الأفريقي.

 

نهاية المقال:

دخلت عملة ايكو الموحدة حيز التنفيذ في 8 دول أفريقية، لكن بقية الدول الـ 14 التي تستخدم معها الفرنك الأفريقي غاضبة من الخدعة الفرنسية إذ تحلم بعملة موحدة مثل اليورو.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز