النصيحة الذهبية في الإستثمار: خاطر برأس المال الذي تتحمل خسارته فقط

خاطر ولكن بما تستطيع حياتك المادية والأسرية تقبل خسارته

لم يعد الإستثمار في الشركات والبورصات والأصول والعملات محصورا على المستثمرين الخبراء او من يمتهنون هذه الوظيفة منذ سنوات، ولديهم حضور في البورصات العالمية والمحلية ومعرفة بخفايا هذا العالم الذي يبدو معقدا وصعبا.

لقد سهلت المنصات الإلكترونية الوسيطة التي تلعب دور الوسيط في فتح باب الإستثمار أمام المستثمرين الأفراد من مختلف البلدان في مختلف الأسواق والاصول والعملات والشركات بحرية كبيرة، ومعها ازدادت المنافسة ولم تعد البورصة محصورة على فئة دون غيرها بل هي مفتوحة للجميع بمن فيهم أنت عزيزي القارئ.

اصبح من الممكن لشاب يبلغ من العمر 18 عاما أن يستثمر أموالا يملكها وهذا في شراء عملة يسعى للربح منها أو شركة يؤمن بأن لديها مستقبل وأسهمها ستعود عليه بعائدات قوية.

لكن في ذات الوقت هذا العالم ليس ورديا، فالكثير من الشباب وحتى الرجال والنساء ممن لديهم خبرة كبيرة في الحياة تعرضوا لضربات قوية أدت بهم إلى السقوط في كراهية التداول والإستثمار وأسواق المال، بل إن البعض الآخر قد ذهب إلى حد الكفر بمصداقيته واتهام هذا المجال بأنه للخداع والنصب والسرقة وأن المستثمرين مجموعة من الذئاب تبحث عن أي فريسة.

هناك أشخاص خسروا منازلهم ومساكنهم وعائلاتهم وجميع ممتلكاتهم بسبب المخاطرة والمجازفة الكبيرة في عالم الإستثمار.

أشخاص لجأوا إلى الإستدانة على أساس أن استثماراتهم ستعود عليهم بقيمة الدين وأرباح جيدة فوقها، صدموا عندما خسروا استثماراتهم فواجهوا مشكلة كبيرة في دفع ديونهم والتخلص منها، ومآسي كثيرة للأسف كانت بسبب المجازفة الكبيرة وغياب العقلانية عند اتخاذ مثل هذه القرارات.

 

  • المخاطرة الكبيرة حماقة والواقعية أفضل

البعض يستثمر في شركة معينة ويضخ كل ما لديه من أموال في شراء اسهمها، فقط لأنها مشهورة أو معروفة والكثير من الناس يتحدثون عنها بشكل ايجابي.

لو كانت الإستثمارات الناجحة تتم بناء على شهرة الشركة أو العملة أو الأصول المتاحة لكان هذا سهلا على الجميع ولما رأينا أساسا تحليلات أداء الأسهم والمؤشرات والتوقعات والنتائج المالية … الخ.

قرار الإستثمار يتخذ بناء على معطيات كثيرة وواضحة منها معطيات تاريخية وأخرى واقعية مع وضع العملية في السياق العام للمنافسة والأوضاع السياسية والإقتصادية العالمية لأنها أيضا تؤثر على حركة البيع والشراء للأسهم والعملات.

حينها يمكنك أن تخاطر بمبلغ جيد، لكن ليس كل ما تملكه من أموال ستنفقها لتصبح اللعبة حياة أو موت، هذه حماقة، وليس من المعهود على الخبراء والمستثمرين القيام بها في الأصل.

 

  • خاطر برأس المال الذي تتحمل خسارته فقط

لطالما صادفت هذه القاعدة في أكثر من منصة إلكترونية للتداول، والحقيقة أن التأمل والتفكير وفهمها واستيعابها والإيمان بها هو نصف الطريق للنجاح في هذا المجال.

المخاطرة مشروعة فعلا لكن يجب أن تكون وفق قدرتك المادية ودون أن تكون للخسارة تأثيرات سلبية على استقرارك المادي.

إذا كان راتبك الشهري هو 500 دولار على سبيل المثال، واحتياجات المعيشة تصل إلى 400 دولار فإن 100 دولار المتبقية هي رأس المال الذي تحتمل فعلا خسارته، فهو لن يحرم عائلتك من أي شيء على مدار الشهر كما أنه ليس بخسارة قاسية.

عادة 100 دولار تلك تنفقها في أمور ترفيهية قد لا تعود عليك بفائدة كبيرة، وخسارتها في الإستثمار هو استثمار بحذ ذاته، إنه مقابل مادي لدرس تعلمته وسينفعك في استثماراتك القادمة.

هذا ما أراه استثمارا جيدا في كل الأحوال أن تخاطر في إطار المعقول ودون الرهان بحياتك او منزلك أو وظيفتك فهذا ليس قمارا.

 

نهاية المقال:

لا يهم مجال الإستثمار الذي أنت مهتم به سواء العقارات، أسهم الشركات، الذهب والفضة والسلع، أو العملات النقدية أو حتى العملات الرقمية مثل بيتكوين.

القاعدة تبقى هي نفسها في كل الحالات وشرحناها بالأرقام لتفادي الصدمات والخسائر التي يمكن أن تتحول إلى كوارث مادية مدمرة لحياة الأسر والأفراد.

في النهاية خاطر ولكن بما تستطيع حياتك المادية والأسرية تقبل خسارته، لا أريد أن تكون الضحية التالية.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.