الأمم المتحدة تفضح جرائم فيس بوك ضد المسلمين في ميانمار

فيس بوك تحول إلى وحش – الأمم المتحدة

منذ مدة طويلة وأنا على قناعة تامة بأن فيس بوك شبكة إجتماعية للتخريب وصناعة التفرقة وزيادة حدة الخلافات بين الناس، وهي ساهمت في العداوة أكثر بين أتباع الديانات المختلفة ومشجعي فرق كرة القدم المتنافسة وأتباع المذاهب الفكرية المتعددة …والقائمة تطول.

وبالطبع تستخدم هذه الشبكة الإجتماعية في تجييش الشعوب ضد الحكومات، والتحريض على الحروب الأهلية تشويه سمعة الأفراد.

كيف إذن سنستغرب من أن فيس بوك قد ساهم في زيادة العداوة بين المسلمين والبوذيين في ميانمار؟ إنه أمر عادي بالنسبة لشبكة إجتماعية متهمة بعرقلة الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية.

قد تكون ممن يعتقدون بأنني أبالغ في قضية فيس بوك وأهاجم هذه الشركة لأنني أكرهها، وقد تظن أن الهجوم الإعلامي من الصحف البريطانية والأمريكية والحديث ليل نهار عن الأخبار المزيفة ما هي إلا مؤامرة لإسقاط هذه الشركة.

لنفترض أن هذا صحيح، ما مشكلة الأمم المتحدة هي الأخرى والتي اتهمت رسميا فيس بوك بأنه يثير الكراهية ضد المسلمين في ميانمار؟ هل هي مؤامرة؟ منطقيا على هؤلاء اعادة التفكير في هذه القضية.

 

  • نتائج تحقيقات الأمم المتحدة تؤكد صحة نظريتنا

في وقت سابق من هذا الأسبوع اتهم محققو الأمم المتحدة موقع فيس بوك بأنه على صلة قوية بالمجازر التي تحدث في ميانمار.

وقال أحد المحققين تعليقا على نتائج التحقيقات، بأن الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم قد تحولت فعلا إلى وحش وأضاف بأن مساهماتها فيما يحدث لا يقبل الدحض أو الإنكار.

وتعيش ميانمار خلال السنوات الأخيرة على وقع مجازر دموية كبرى يقف وراءها المتطرفين القوميين من البوذيين ضد الأقليات المختلفة منهم المسلمين والمسيحيين.

ورغم مساعي العديد من الدول إيقاف ما يجري من مجازر إلا أن القضية ظلت غامضة، خصوصا عن ماهية سبب ما يحدث وهل هو فعلا تطهير عرقي أم هناك أسباب سياسية تكمن وراء هذا الموضوع الذي يطغى عليه العرقية والدينية.

المقرر الخاص بوضع حقوق الإنسان في ميانمار أكد على أن المتطرفين القوميين من البوذيين لديهم صفحات مشهورة على فيس بوك تحرض ليل نهار على قتل المسلمين وتهجير الأقليات الأخرى.

التحقيقات لم تعتمد فقط على منشورات فيس بوك بل أيضا على 600 مقابلة مع ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان  والشهود تمت في دول الجوار مثل تايلاند وبنغلاديش، كما تم تحليل صور أقمار اصطناعية تم إلتقاطها لحالات فرار المسلمين وإطلاق الرصاص عشوائيا عليهم من طرف البوذيين.

 

  • أخبار مزيفة وخطاب الكراهية زادت الاحتقان السياسي في البلاد

ما من شك أن الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية هما أبرز الأسلحة التي تستخدم على فيس بوك لضرب جهة معينة أو التحريض ضدها.

فيس بوك سمح للمتشددين من البوذيين بنشر محتويات تحرض بقية الناس على قتل المسلمين والتنكيل بهم، لكن هناك أيضا أدلة على أن المسلمين استخدموا نفس الأسلحة للدفاع عن أنفسهم وحشد الرأي العام للتضامن معهم، من خلال إنتاج أخبار تحمل صور مجازر لم تحدث في ميانمار يتداولها حتى بعض وسائل الإعلام ومشاهير الشبكات الإجتماعية

الشبكة الإجتماعية يجب أن تساهم في الحوار بين الطرفين المختلفين وتدفع شعب ميانمار للتعايش في سلام عوض السماح بالمحتوى المتطرف بالانتشار بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءه.

 

  • مثال واقعي ضمن عشرات الأمثلة

جرائم فيس بوك ضد المسلمين في ميانمار واستخدامه في تفرقة الناس هناك، ليس إلا مثالا واقعيا على أضرار هذه المنصة.

في الجزائر والمغرب هناك خطاب كراهية متنامي بين العرب والأمازيغ يهدد السلم الأهلي في البلدين، هذا دون أن ننسى صراع أتباع المعتقدات السياسية والدينية المختلفة والتي تصل إلى التحريض العلني على قتل الآخر لأنه مختلف.

الوضع هو نفسه في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، لكن بمواضيع سياسية ودينية مختلفة، النتيجة منها ليس إلا تحفيز الصراع بين أتباع الاعتقادات المختلفة.

فيس بوك يتحمل مسؤولية سماحه بهذه الفوضى، وعليه أن يتحرك سريعا للقضاء على هذه الأزمة المتنامية قبل أن يخسر سمعته التي تتراجع يوما بعد يوم.

 

نهاية المقال:

النتائج التي توصل إليها محققو الأمم المتحدة حول قضية ميانمار تدين ممارسات فيس بوك وتركه الفوضى تتنامى على صفحاته، بالنسبة لي هذا ليس غريبا، فالشرق الأوسط وشمال أفريقيا شاهدين على ممارسات مماثلة بمواضيع مختلفة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.