الصين ودعمها لعملة بيتكوين في بناء نظام مالي عالمي بدون الدولار

الصين في علاقة سرية مع بيتكوين

صراع جمهورية الصين الشعبية ضد الولايات المتحدة الأمريكية هو الصراع الأكبر في العالم فهو قائم بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

ورغم أن العملاقين هما أيضا أكبر شريكين تجاريين وتربطهما علاقات اقتصادية وتجارية وثيقة إلا أن العداء كبير بينهما ويتضح في الكثير من الملفات بدءا من قضية تايوان وكوريا الشمالية والنزاع ضد اليابان وعدد من دول جنوب شرق آسيا مثل الفلبين، وهما أيضا مختلفين في الملف السوري وبينهما تنافس حاد على النفوذ في أفريقيا والعالم.

منذ نهاية العام الماضي ارتفعت قيمة بيتكوين وخرجت من الركود الذي تعيشه لتخرج نهائيا من أول أزمة تعرضت لها أسقطتها من قبل من 1200 دولار إلى 400 دولار وعادت لتصل إلى 3000 دولار تقريبا الآن.

ولا يخفى على أحد أن الصين تقف وراء نهضة هذه العملة وثورتها الكبيرة وهي التي تضم 9 بورصات تداول عملاقة لهذه العملة وهناك اقبال كبير متزايد من الصينيين على الاستثمار في العملات الرقمية.

وجاء انفتاح اليابان عليها هي الأخرى ليزيدها قوة وهناك انفتاح من كوريا الجنوبية ورغبة في الهند لدعمها أيضا.

وكما يقول الكثير من المتخصصون في العملات الرقمية، لقد وجدت لتبقى وهي ستبقى وستحظى لاحقا باعتراف الجميع إنها مسألة وقت فقط.

وفي ظل الصراع الإستراتيجي بين أمريكا والصين تعمل هذه الأخيرة على تغيير النظام المالي العالمي منذ أزمة 2008 التي أكدت أن المنظومة الإقتصادية في العالم بحاجة إلى إصلاح كبير وأن الإعتماد على الدولار لوحده مخاطرة وان اقتصاد أمريكا مهما كان قويا فهو فقاعة في النهاية.

 

  • حلم الصين بمكانة أمريكا يتحول إلى واقع

فقدت الولايات المتحدة الأمريكية الكثير من أوراقها خلال السنوات الأخيرة في عالم الإقتصاد والمال لصالح الصين التي بدأت ثورة الإصلاحات والانفتاح عام 1979 وأوصلتها إلى ما هي عليه اليوم، قطب مالي واقتصادي يهدد أمريكا ويقترب من تجاوزها.

وإلى جانب تعزيز نفوذها التجاري وتقوية جيشها وترسانتها العسكرية واعتمادها مبادئ السلمية وتشارك المصالح مع الجميع، تسعى الصين للتخلص من تبعية نظامها المالي للنظام المالي العالمي الذي يعتمد على الدولار، بل إنها ترغب في كسر هيمنة أمريكا على النظام المالي العالمي.

ولا تبدو عملة اليوان قادرة على أن تكون مكان الدولار للكثير من الأسباب، لكن دعمها بيتكوين واعطاؤها الضوء الأخضر في ظل رفض النظام المالي الأمريكي الإنفتاح على هذه العملة يعطينا فكرة واضحة بأن بيتكوين تتحول إلى سلاح بيد الصين وورقة اخرى يمكن أن تستخدمها لضرب الدولار الأمريكي.

 

  • الظروف الإقتصادية تساعد بيتكوين وخطة الصين

فيما تعافت أسواق الأسهم العالمية وعلى رأسها وول ستريت التي تحولت مؤشراتها إلى فقاعات مستعدة لأزمة مالية جديدة، نجد أن أسواق العمل الفعلي والإقتصاد العالمي لا تزال تئن بسبب جراح الأزمة الإقتصادية العالمية لسنة 2008.

وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة الأمريكية وعدد من سياساته تتجه بأمريكا إلى العزلة ولن تساعد اقتصادها على الصمود طويلا أمام عاصفة التنين الأصفر، وفي المقابل نجد أن أوروبا عاجزة أمام أزمات الديون التي تحاصر اليونان وتهدد ايطاليا واسبانيا والبرتغال، بينما الروبل الهندي لا يزال بعيدا على أن يكون عملة عالمية، في وقت تعاني فيها اقتصادات النفط من عواصف ذات قدرة تدميرية وأزمات اقتصادية متربصة بها.

وفي ظل الظروف الاقتصادية العالمية السيئة تواصل الصين السير نحو أهدافها الإقتصادية والتجارية والتوسع رغم حرص أمريكا على منعها من ذلك دون فائدة.

هذه الحالة العالمية السائدة ومخاطر إندلاع أزمة اقتصادية جديدة ستكون أقوى من أزمة 2008 تدفع الكثير من المستثمرين للبحث عن مجالات آمنة للإستثمار وفيما يعد الذهب الخيار الأول الأزلي، إلا أن العملات الرقمية وفي مقدمتها بيتكوين أصبحت مجالا جديدا للإستثمار وكان هذا واضحا في أزمة فنزويلا و أزمة اليونان وحتى في ظل المشاكل التي عان منها النظام المالي الهندي.

 

  • بيتكوين تصلح أن تكون عملة مرجعية

من المعلوم أن الذهب هو الملاذ الآمن اثناء الأزمات الإقتصادية والمالية، لكن في عالم العملات لم يعد الغطاء المرجعي له منذ تعويم الدولار وتوجه بقية العملات لربط قيمتها به أو اليورو.

وحسب أراء خبراء ماليين فإن بيتكوين يمكن أن تكون عملة مرجعية مستقبلا تشتريها الصين التي تستخدم حواسيب سوبر كومبيوتر في تعدينها، وهي التي تتمتع بأسرع وافضل الحواسيب الخارقة الضخمة منذ سنوات عديدة.

ويمكن أن تكون هذه سلاحا آخر في عالم المال تستخدمه الصين ضد الولايات المتحدة الأمريكية، وهي التي لا تتوقف عن جمع الأوراق التي يمكن ان تستخدمها ضد أعدائها.

 

نهاية المقال:

لا تعترف الصين بأنها أكبر داعم للعملات الرقمية هذه الأيام خصوصا بيتكوين، لكن المعطيات التي لدينا تقول أنها هي من تقف وراء ثورة ارتفاع سعرها إلى 3000 دولار تقريبا، موجة ارتفاع أخرى تلوح في الأفق بينما الإقتصادي العالمي الفعلي لا يزال يئن من جراح أزمة 2008 والظروف الإقتصادية العالمية تساعد التنين الأصفر في تخطي النسر الأمريكي.

الأزمات الإقتصادية أكدت أن النظام المالي والإقتصادي العالمي بحاجة إلى اعادة هيكلة جديدة وأن الإعتماد على الدولار مخاطرة وهذه قناعة لدى الصين التي تحاول بصمت وبعيدا عن الحروب والنزاعات الغبية في العالم تأسيس نظام اقتصادي جديد قد يكون بيتكوين أبرز معالمه!

تعرف على سعر بيتكوين الآن مباشرة

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز