الشعب الأمريكي يؤيد منع ترامب المهاجرين وهذا منطقي اقتصاديا!

دونالد ترامب يحظى بدعم الشعب الأمريكي … الشعب الذي تضرر من أزمة 2008.

نهاية الأسبوع الماضي وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا تنفيذيا يأمر بحظر مواطني سبع دول اسلامية وهي إيران والعراق واليمن وسوريا والصومال وليبيا والسودان.

القرار كان صادما بالنسبة للملايين من الناس حول العالم وتمت إدانته من الكثير من الدول فيما رأينا أيضا مؤيدين له، لكنه في النهاية يبقى قرارا أمريكيا يخص الشأن الأمريكي وليس دوليا.

رأينا الكثير من المشاهير أيضا يدينون بقوة القرار فيما هناك صمت من آخرين وتجاهل للموضوع من شريحة لا يستهان بها.

في استفتاء أمريكي خالص نشرته وكالة رويترز جاءت نتائجه عكس ما يروج له الإعلام المحلي وصفحات فيس بوك ومشاهير المواقع الإجتماعية ممن يروجون لكلام خاطئ من قبيل أن أغلبية الشعب الأمريكي يرفض مبادرة الرئيس الأمريكي!

نتائج الاستفتاء تقول بكل صراحة أن 49% من الأمريكيين يوافقون بقوة على قرار منع المهاجرين، في المقابل هناك 41% يعترضون على هذا القرار ويرفضونه رفضا قاطعا فيما 10% لا يهمهم الموضوع ولا يشكل لهم أية اضافة.

 

  • محزن فعلا منع المهاجرين أليس كذلك؟

من وجهة نظر انسانية خالصة فإن منع المهاجرين ليس قرارا صائبا ويعني العنصرية والتمييز وتحريم هؤلاء من حق التنقل والسفر وهي حقوق يكفلها القانون الدولي.

نعم ومؤسف أيضا أن العالم يتجه إلى حالة من الحمائية ستتوضح مظاهرها خلال الأشهر المقبلة اذا استمر الحال على ما هو عليه، يشبه الأمر حالة من الإنغلاق وبالتالي فالعولمة التي حولت الكرة الأرضية إلى قرية صغيرة أصبحت مهددة فعلا.

 

  • لكن منع المهاجرين هي نتيجة لأشياء سابقة

منع المهاجرين وفكرة طرد اللاجئين وترحيلهم ما هي إلا نتيجة ورد فعل مرتقب من قيادة تمثل 49% من الشعب الأمريكي، هؤلاء لا يمكن أن نتسرع ونحكم عليهم بأنهم عنصريين لكن هناك أسباب اقتصادية هي التي تقف وراء دعمهم للرئيس الذي يتصرف وفق ما يريدونه.

نعلم جيدا أن الإرهاب يقف في الواجهة عندما نتحدث عن هذه القضية، وتسعى أمريكا كما بقية الدول لحماية مصالحها من أشخاص يحملون فكر القتل والإرهاب ويهددون في كل دقيقة وساعة المجتمعات التي يعيشون فيها، فهم عبارة عن قنابل موقوتة غير معلوم توقيت انفجارها المرتقب.

لكن أتعلم ما هو المحزن فعلا؟ هي تلك الفوضى التي تعيشها دولا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين أبناء الشعب الواحد، ضمن صراع، الأحزاب والأنظمة فيها مجرد بيادق تسير وفق ارادة الكبار واللاعبين الرئيسيين في لعبة شطرنج يخسر فيها المتقاتلين حياتهم وتهدم فيها أوطانهم ويهرب فيها الملايين من الناس من جحيم القتال نحو جحيم الموت في ظلمات البحار وفقدان الهوية بعد الوصول إلى الضفة الأخرى.

هذا هو المحزن حقيقة، وهنا تكمن المشكلة الرئيسية، فلماذا لا يتوقف القتال على الحكم ويحتكم الناس إلى الحكمة والمنطق؟ أم أن المتقاتلين لم يشبعوا بعد من تدمير أوطانهم بأيديهم؟

المثير للسخرية فعلا من وجهة 49% من الأمريكيين ونسبة جيدة من الشعوب الأوروبية التي تعارض تدفق اللاجئين، هو لماذا ينتظر المسلمين والعرب أن تقبل الشعوب الأمريكية والأوروبية بانتقال الملايين من الناس إلى بلدانهم بينما الإقتصاد الأمريكي والأوروبي ومعه العالمي يعيش تباطؤا مستمرا منذ أزمة 2008 وخلق فرص العمل لكل هؤلاء اللاجئين غير ممكن.

لماذا لا يحل العرب مشكلتهم التي صنعوها بأيديهم فمنع ترامب المهاجرين ليست سوى نتيجة من نتائج أخطائهم خلال السنوات الماضية؟ لذا فالحزن أولى بأن يكون على هذه الكارثة المستمرة في أوطانهم والصراع على الحكم وليس على ردود فعل الآخرين لأننا أصبحنا عالة عليهم.

 

  • 49% من الأمريكيين المؤيدين لمنع المهاجرين لديهم أسباب اقتصادية

قلت سابقا أن المشاهير والأشخاص البارزين المعارضين للرئيس الأمريكي لا يمثلون سوى أنفسهم وفقط 41% من الشعب الأمريكي وفقا لهذا الاستفتاء بينما 49% من الأمريكيين هم هؤلاء الذين ينظرون إلى المهاجرين على أنهم اشخاص يسرقون منهم فرص العمل التي يستحقونها كأبناء البلد ووجودهم في أمريكا قد لا يكون تهديدا أمنيا بالنسبة لهم لكن من ناحية اقتصادية هم كذلك.

تلك الشريحة الواسعة التي تجاهلها باراك أوباما وفشل في انتشالها من تأثيرات أزمة 2008، فأصبحت لا تثق في الحكومة الأمريكية ولا جدوى النظام المالي فتولدت لديهم كراهية النظام والغضب منه وقرروا في الإنتخابات الأمريكية الإنقسام إلى ما بين مؤيد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومعتزل للتصويت.

نعم يا سادة هذه الشريحة موجودة أيضا في بلدان أخرى منها بلدان أوروبا، وهي نفسها التي اختارت خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي لدوافع اقتصادية مشابهة ومرتبطة بأزمتي 2008 و أزمة الديون 2009 وهي نفسها التي تؤيد خروج ايطاليا واسبانيا من الإتحاد وتشكل الأغلبية أيضا في اليونان.

 

نهاية المقال:

قرارات الهجرة التي اتخذها دونالد ترامب تحظى بموافقة 49% من الشعب الأمريكي ومعارضة 41% فيما 10% لا يأبهون لهذه المشكلة التي يتحمل العرب مسؤوليتها بالدرجة الأولى، نعم فالمحزن فعلا هو الاقتتال وهدم الأوطان وتشريد الأسر وانتظار الشفقة والرحمة من دول الغرب الغارقة في وحل الأزمة المالية لسنة 2008 مع إمكانية اندلاع أزمة مالية جديدة قد تدفع الحكومات إلى طرد المهاجرين نحو بلدانهم المنكوبة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز