الإستثمار في بيتكوين مخاطرة ولن يكون ملاذا آمنا من الأزمات

الإستثمار في بيتكوين مخاطرة!

عادت العملة الرقمية بيتكوين إلى الواجهة مع ارتفاع قيمتها خلال الأيام الماضية إلى أزيد من 1100 دولار لتصل إلى أعلى مستوى لها كما حدث خلال عام 2013، وهو ما دفعني للتطرق إليها في العديد من المقالات السابقة منها:

كل شيء عن عملة بيتكوين Bitcoin الإلكترونية.

أزمة عملة بيتكوين Bitcoin الإلكترونية 2013 – 2016.

ما الذي يحدد سعر بتكوين Bitcoin؟ وهل هي معرضة للتراجع والأزمات؟

فوز دونالد ترامب وأسباب أخرى تدعم ارتفاع بيتكوين Bitcoin

ومنذ الساعات الماضية عادت العملة الرقمية للتراجع مجددا لتخسر أمس في 40 دقيقة فقط حوالي 3 مليارات دولار تم سحبها من سوق بيتكوين لتودع قيمة العملة 1100 دولار نحو مستويات 900 دولار مع إمكانية تراجعها أكثر وهو ما يحدث الآن أثناء كتابة المقال.

وقد لاحظنا التفاؤل الذي صاحب ارتفاع هذه العملة ومحاولة بعض المحللين حول العالم اقتراحها لتكون مجالا خصبا للاستثمار وحفظ الأموال من الأزمات المالية التي تهدد الإقتصاد العالمي والنظام المالي برمته كل دقيقة وكل ثانية وبوثيرة أكبر.

يدعي البعض أن بيتكوين ليست فقط عملة رقمية خارج تحكم النظام المالي العالمي، بل أيضا يمكن أن تكون ملاذا آمنا أثناء إندلاع الأزمات المالية والحقيقة أنني لم استطع أن اقتنع بالأمر كثيرا، وقد رأيت أنه علي أن لا استعجل في الحكم عليها حتى نرى كيف سيكون أداؤها في الأزمة التي ستندلع في وقت لاحق من هذا العام 2017.

لكن عودتها إلى الخسارة والتراجع وعدم قدرتها على البقاء طويلا فوق المستوى 1000 دولار، وفشلها في ذلك كما حدث خلال 2013 حيث بوصولها إلى هذا المستوى تراجعت متسارعة حتى 200 دولار لترتفع مجددا بالتدريج وبوثيرة متذبذبة وتعود إلى الواجهة الآن، يجعلني أبني وجهة نظر أكثر وضوحا.

 

  • الإستثمار في بيتكوين مخاطرة كبيرة

إذا كنت لا تحتمل أن تستثمر أموالك في شيء ما واستيقظت على خسارتها بسرعة، فلا ينصح أبدا بالإنفاق على بيتكوين.

هناك من اشترى خلال الأيام الماضية بيتكوين بقيمة 1000 دولار وسمع بأنه خلال أيام قليلة سيصل إلى 2000 دولار وربما إلى 4400 دولار خلال أسابيع قليلة، وعلى هذا الأساس قرر الإبقاء على مشترياته من العملة وانتظار وصول قيمتها إلى مستوياتها تسمح له بجني أرباح صافية كبيرة، ليتفجأ بهذا السقوط الحر لقيمة العملة مدفوعة بقيام مستثمرين آخرين ببيعها وسحب أموالهم.

والآن لا يمكنه البيع بقيمة 1000 دولار أو أكثر بل قيمته الحالية والمحددة على 912 دولار، في الوقت الذي أكتب فيه المقال، أو عليه الاحتفاظ بها والمخاطرة أكثر.

 

  • بيتكوين يفقد قيمته سريعا وبصورة هائلة عكس الذهب

محاولة تشبيه بيتكوين بالذهب هو أمر لا يقبله العقل، فلطالما كان الذهب الملاذ الآمن أثناء وقوع الأزمات وهو معدن ذات قيمة استخدم في التعاملات المالية في قديم الزمان ورغم أنه تم فك ربط الدولار به والعملات إلا أنه يظل المال الحقيقي، وفي حالة حدوث أي شيء للنظام المالي العالمي ستكون العودة إليه جنونية.

أما بيتكوين فهي عملة رقمية غير ملموسة وغير واقعية، وقد تم إطلاقها 2009 والأهم من ذلك أنها رهينة بالإنترنت وتعطل هذه الأخيرة في العالم يجعلها تختفي أيضا على عكس الذهب الذي يظل شيئا ملموسا.

وفي الوقت الذي نجد فيه بيتكوين لا يستطيع الصمود على قيمة 1000 دولار على الأقل طويلا ويمكن أن يفقد 80 في المئة من قيمته، نجد أن الذهب بقي فوق 1000 دولار منذ 2009.

 

  • سوق بيتكوين لا تزال صغيرة

حاليا فإن القيمة السوقية لسوق بيتكوين لا تتجاوز 14.7 مليار دولار وكما قلت في أحد المقالات السابقة فإن هذا الحجم القليل من الاموال العالمية تجعل هذه السوق صغيرة وسريعة التأثر بعمليات البيع والشراء والسحب، وبالتالي من السهل أن يحدث احدهم ضررا لقيمتها وذلك بإقناع بضعة عشرات من المستثمرين الجيدين فيها بالبيع أو نشر خبر كاذب يدفعهم لذلك لترى المزيد من تراجعها.

على عكس الأسهم وبقية العملات فإن المستثمرين والمتداولين هم بالملايين، بل إن حجم الأموال في تلك الأسواق تقاس بالتريليونات وليس المليارات القليلة.

 

نهاية المقال:

3 مليارات دولار خسرتها سوق البيتكوين في غضون 40 دقيقة أمس ويتواصل النزيف لتودع العملة الرقمية 1000 دولار نحو مستويات أقل، وفي خضم هذه الأزمة الجديدة يتأكد لنا أن الإستثمار هنا مخاطرة كبيرة للربح السريع والخسارات القوية.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.