أسوأ يوم لعملة بيتكوين منذ 2013 بقلم الأزمة المرتقبة

ما حدث هو ما سيحدث عند اندلاع الأزمة وستنتهي بيتكوين عند بضعة دولارات أو بلا قيمة!

كان يوما سيئا للعملات الرقمية ونتحدث عن عملات المضاربة بعيدا عن الريبل المتألقة والتي تأثرت سلبا ثم استرجعت المكاسب سريعا.

بيتكوين تلك العملة الرقمية التي أصفها دائما بأنها فقاعة، عاشت يوها هو الأسوأ منذ 2013 الذي شهد أول أزمة خاصة بها حينها.

إنه يوم الجمعة الأسود بالنسبة لها، وكان الباب ولا يزال مفتوحا لانهيار شامل وقاتل لأموال المستثمرين فيها، ولا يمكن اعتبار ما حدث مجرد تصحيح خاطف لكنه إنذار شديد اللهجة من الأزمة!

بيتكوين التي اقتربت من 20000 دولار تراجعت خلال ساعات قليلة إلى 11159 دولار أمريكي، خسرت تقريبا نصف قيمتها بشكل متسارع ودون أي فرصة للنجاة ببيعها بأعلى سعر ممكن.

يأتي هذا منذ أيام على قرار هيئة سوق المال الأميركية، والذي يسمح لشركتين من الشركات التقليدية العاملة في أنشطة الأوراق المالية، وهما مجموعة “سي إم إي” و “سي بي أو إي غلوبال ماركت”، بالبدء في إتمام عقود مالية بعملة بيتكوين رغم المعارضة الشديدة من البنوك الأمريكية.

وحاليا بدأت العملة الرقمية تعوض خسائرها بوثيرة بطيئة حيث تقترب قيمتها من 14000 دولار مجددا وهي تتجه إلى النمو مرة أخرى، ما يجعلنا نتكلم عن تصحيح خاطف وسريع وليس أزمة.

لكن مثل هذه الأحداث تحتاج إلى تحليل وفهم الدروس والرسائل التي يتجاهلها معظم الناس قبل وقوع الكارثة، ففي النهاية ما زلت أعتقد أن هذه العملة ستنهار وقد تسبب مشاكل للعملات الرقمية الأخرى التي تتأثر بها.

 

  • عملة تدفعها المضاربة نحو الامام وقيمتها غير منطقية

انهيار قيمة بيتكوين اليوم جاء لعدة أسباب، منها استمرار الصحافة العالمية والمستثمرين ذات الخبرة الكبيرة في وصف هذه العملة بأنها فقاعة كبيرة، وكان محافظ بنك اليابان “هاروهيكو كورودا” قد وصف الارتفاع لقوي للعملة مؤخرا بأنه غير طبيعي ومخيف، مؤكدا على أنها عملة للمضاربة فقط.

وردا على سؤال بخصوص إن كانت هذه العملة فقاعة قال: “لست في موضوع يخولني بالتحدث عن ذلك، لكن إذا نظرتم إلى الرسوم البيانية ستجدون بوضوح أن ارتفاع الأسعار غير طبيعي”.

وأكد على ان هناك فرق بين العملات النقدية ونظيرتها الرقمية، هذه الأخيرة لا تخضع لتحكم الحكومات والبنوك المركزية.

رئيس جمعية بيتكوين في هونغ كونغ بدولة الصين، أكد على أن ارتفاع العملة راجع إلى الجشع والطمع والخوف من فقدان الفرصة.

أما مدير البنك المركزي الدنماركي فقد نصح المستثمرين بالبقاء بعيدا عن هذه العملة الرقمية مؤكدا أنها تشبه فقاعة أزهار التوليب.

من الواضح أن انهيار هذه العملة ليست إلا مسألة وقت، ولا نعرف بالضبط السبب الذي سيؤدي إلى ذلك ومتى سيحصل ذلك، هل عندما تصل إلى 1 مليون دولار مثلا؟ أم قبلها بكثير؟

 

  • بيتكوين متقلبة بشكل قوي جدا

هناك 16.5 مليون وحدة من عملة بيتكوين وهو عدد قليل بالمقارنة مع الطلب الكبير، واثر سلبا حتى على سرعة التعاملات بها والتي يمكن أن تستغرق حتى يوما كاملا أو يزيد قليلا!

كما ان تكلفة التحويل بها في تزايد مستمر مع تزايد قيمة العملة نحو مستويات لن يكون من السهل استخدامها الفترة القادمة في تحويل مبالغ مالية كبيرة.

بهذه المواصفات هي عكس عملة الريبل XRP الموجهة للبنوك والتي يصل عددها إلى 100 مليار منها 39 مليار وحدة للتداول وسريعة حيث لا تستغرق إلا عدة ثوان فيما تكاليف التحويل بها هي الاقل ضمن مختلف العملات الرقمية الكبيرة.

بيتكوين في يوم واحد ابتعدت عن 20000 دولار ووجدت نفسها أقرب إلى 10000 دولار، وهو ما يجعل استخدامها كعملة بديلة للعملات النقدية في المعاملات التجارية واليومية جنونا غير مقبول.

تقلبها الكبير هو ما يجعل المستثمرين المحترفين في البورصات يبتعدون عنها، ورغم انفتاح بعضهم عليها فهو مجرد لركوب موجة مجهولة المصير.

 

  • ضعف منصات التداول تزيد الطين بلة

من المعلوم أن هناك العديد من المنصات التي توفر تداول بيتكوين والعملات الرقمية تم اختراقها من أجل سرقة العملة الرقمية الأكبر في العالم وهو ما حدث مؤخرا مع Youbit في كوريا الجنوبية.

اليوم قررت منصة Coinbase التي تعد أكبر منصة تداول بيتكوين ايقاف تداول بيتكوين لمدة ساعتين، على اثر الزيارات الكبيرة وأقرت بأنه قد تتوقف المنصة عن العمل لبعض الوقت.

وقالت الشركة في بيان رسمي أنها أوقفت شراء وبيع بيتكوين لفترة قليلة، في ظل التعاملات الكثيرة بموسم عطلات نهاية السنة التي تشهد عادة سحب الأرباح.

وكانت خلال الأيام الأخيرة قد ألمحت إلى أن المعاملة الواحدة بواسطة عملة بيتكوين قد تستغرق 5 أيام عمل بسبب بعض المشاكل التقنية.

وتمكنت المنصة من إصلاح المشكلة وتفعيل عملية الشراء والبيع لتستمر العمليات بشكل طبيعي مع مخاوف كبيرة لدى المستثمرين من أن تكون مثل هذه المشاكل سببا في خسارتهم أموالهم واستثماراتهم.

 

نهاية المقال:

هذا أسوأ يوم لعملة بيتكوين منذ عام 2013، ورغم أنه مجرد تصحيح سريع وخاطف إلا أنه ترك وراءه رسالة شديدة اللهجة من الأزمة التي تعد العدة لليوم الموعود.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز