أزمة بلاك بيري: أخيرا التخلص من قسم الهاردوير دون الخروج من قطاع الموبايل

blackberry
بلاك بيري مستمرة في اصدار الهواتف الذكية

9 سنوات تقريبا مضت على بداية معاناة بلاك بيري في قطاع الموبايل وتغير موازين المنافسة لتتراجع حصتها السوقية وعائداتها وتخسر الشركة عاما بعد عام الكثير من الأموال.

الصمود لكل هذه الفترة هو أمر عظيم بكل تأكيد ولا تزال الشركة قادرة على المنافسة في هذا القطاع دون أن تلجأ إلى خيار بيع أعمالها، وفيما ارتفعت عائدات قسم السوفتوير منذ أن تسلم جون تشين قيادة الشركة منذ 3 سنوات وتغييره للكثير من الأمور في استراتيجية وخطتها، حان وقت الخطوة الحاسمة، ألا وهي التخلص من قسم الهاردوير!

للوهلة الأولى عندما تسمع بأن شركة ما تخلصت من قسم معين فهذا يعني أن الخدمات التي يتم ادارتها وتقديمها من طرف القسم المعني ستتوقف، هذا يعني أننا لن نرى هواتف بلاك بيري أليس كذلك؟ إذا كان جوابك نعم فأنت مخطئ.

 

  • التخلص من قسم الهاردوير لا يعني الخروج من قطاع الموبايل

في بيانها الرسمي أعلنت بلاك بيري أنها مستمرة في ابتكار الهواتف الذكية والمنافسة في هذا القطاع، وهو ما يؤمن به تماما جون تشين الذي يؤكد بأن هذا القطاع ربحي وأنه فقط على المبيعات أن ترتفع بصورة كبيرة ليتم القضاء على الخسائر ويعود للربحية.

ولتقليل التكاليف التشغيلية وبالتالي الخسائر والرفع من هامش الربحية قررت الشركة الكندية التخلص من تصنيع هواتفها الذكية وبالتالي التخلص عن مسؤولية التصنيع والإنتاج والتوزيع والتسويق، وبالطبع هذا يعني تسريح الكثير من الموظفين الذين يعملون مع الشركة في هذا القسم لاحقا.

الشركة ستبقى تبتكر الهواتف الذكية وتوفرها في الأسواق العالمية دون استثناء كما عادتها والأولوية هي لهواتف أندرويد، وقد تأكد لنا أنها تعمل على هاتف جديد وهو BlackBerry DTEK60 الذي سيكون النسخة الأكبر من BlackBerry DTEK50 الذي أطلقته مؤخرا وبالتالي المنافسة بثلاثة هواتف أندرويد.

الهاتف المرتقب سيتوفر بمميزات قوية ونتحدث عن شاشة بحجم 5.5 إنش وبدقة 1440 بيكسل كما هي شاشات جالكسي اس 7 و اس 7 ايدج، فيما أيضا سيدعم التصفح بإستخدام الإيماءات وسيأتي بكاميرا خلفية بدقة 21 ميغا بيكسل وكاميرا أمامية بدقة 8 ميغا بيكسل ومعالج ثماني النواة من نوع Snapdragon 820 وبطارية بسعة 3000 ميلي أمبير مع مساحة للتخزين بحجم 32 جيجا بايت يمكن للمستخدم زيادتها بواسطة بطاقة التخزين الخارجي.

 

  • هواتف بلاك بيري سيتم تصنيعها في اندونيسيا

مهمة التسويق والتوزيع والتسويق أصبحت من الآن فصاعدا بيد شركة BB Merah Putih والتي سيتم نقل خطوط إنتاج هواتف بلاك بيري إليها وستحصل على تصميمات الهواتف لتقوم بتصنيعها وشحنها إلى الأسواق المختلفة.

هذا يعني أن عمليات الإنتاج وتكاليفها ستتحملها BB Merah Putih التي تعد الشركة الكندية بعمل احترافي في التصنيع وبتكلفة أقل كما تفعل تماما آبل التي تصنع هواتفها في الصين لدى شركة فوكسكون وشركات أخرى متخصصة بالتصنيع والتوزيع.

 

  • تصميم هواتف بلاك بيري في كندا وكذلك السوفتوير والتحديثات

بالنسبة لتصميم الهواتف الذكية وتحديد المزايا والمواصفات التقنية التي ستتمتع بها فإن هذه المهمة ستتكلف بها الشركة مباشرة من كندا.

التحديثات وتحسين البرمجيات والعمل على الواجهة البرمجية وايضا التطبيقات الخاصة بها على أندرويد كلها أمور تتحمل الشركة الكندية مسؤوليتها وهي ستستمر في إطلاق التحديثات الأمنية والتحسينية دون أي تغيير يذكر.

ومن المعلوم أنه عندما يتعلق الأمر بهواتف أندرويد فإن هواتف بلاك بيري على مستوى التحديثات تعد الأفضل، فهي تتلقى التحديثات الأمنية الشهرية مباشرة من الشركة وستحصل جميعها على أندرويد 7.0 كما حصلت من قبل على أندرويد 6.0

ويكفي أيضا أن تعرف بأن ثغرة QuadRooter الخطيرة التي ظهرت في مختلف هواتف أندرويد التي تتضمن معالجات كوالكوم، أول شركة أصدرت تحديثا اصلاحيا لها هي بلاك بيري وقبل ان تفعل جوجل التي استعانت بشركات أمنية خاصة.

 

  • تفاؤل كبير بمستقبل الشركة رغم الأزمة

في تداولات اليوم قفزت قيمة أسهم بلاك بيري بعدما قررت التخلص من قسم الهاردوير وبالتالي إمكانية أكبر للتخلص من الخسائر التي وصلت إلى 372 مليون دولار في الربع الثاني من السنة المالية 2017.

بعد الجلسة الماضية التي استقر فيها على 7.88 دولار للسهم ارتفع في التداولات المستمرة حاليا إلى 8.18 دولار.

وعلى الجهة الأخرى فقد كشفت الشركة عن النتائج المالية والتي أكدت على تضاعف عائدات قسم السوفتوير لتصل إلى 156 مليون دولار مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

ومن المعلوم أن نقطة ضعف بلاك بيري هو قسم الهاردوير الذي يسبب لها الخسائر المذكورة آنفا، ومع التخلص منه وانتاج الهواتف وفق “سياسة آبل” يمكن للخسائر في المستقبل المنظور ليس فقط أن تتقلص بصورة هائلة بل أيضا أن تتلاشى.

 

  • نهاية المقال:

يمكنك أن تصمد في مواجهة الأزمة لسنوات طويلة لكن لا يمكنك الصمود للأبد.

أخيرا بعد 9 سنوات أدركت بلاك بيري هذه الحقيقة وقررت أن تتخلص من قسم الهاردوير وتوكل مهمة تصنيع الهواتف وتسويقها وتوزيعها إلى BB Merah Putih لإيقاف الخسائر، فالإستمرار على السياسة نفسها واستمرار مسلسل الخسائر هي حماقة فيما تفويض مهمة الإنتاج مع البقاء في قطاع الموبايل خطوة أقل ما يقال عنها أنها حكيمة وستساعد في القضاء على الخسائر والعودة إلى الربحية.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز