أزمة المنتديات العربية

توقف منتديات ترايدنت أو معهد ترايدنت عن العمل منذ فترة ليست بالقصيرة، دون أن يعلن القائمون على الموقع رسميا اغلاق الموقع وخدماته. يستمر سقوط المنتديات العربية منذ سنوات، ويبدو أن الدور قد حان بالنسبة لآخر الصامدين الذين حاولوا خلال السنوات الأخيرة الصمود في وجه الشبكات الاجتماعية والمدونات والمجلات المتنامية. يعد اغلاق منتديات ترايدنت أحدث ضربة للويب العربي عامة، حيث سيفقد كما هائلا من الشروحات والمقالات في مجال تطوير المواقع والمنتديات. ولم يصدر عن مجلس إدارة شركة ترايدنت السعودية أي تصريح أو بيان رسمي حتى الآن، وهو أمر غريب للغاية حيث ترك الكثير من المستخدمين الأوفياء في حيرة مما حدث. توقفات عديدة لموقع ترايدنت الفترة الماضية بمراجعة تاريخ المعهد في الأشهر الماضية، فقد توقف عن العمل عدة مرات، ونشر المستخدمين على المنتديات والشبكات الاجتماعية الخبر، وعاد الموقع للعمل من جديد. ويفترض كثيرون أن المنصة تعاني من مشاكل تقنية كبيرة هي التي تؤخر إعادة إطلاقه من جديد للمتصفحين. الموقع الذي تأسس عام 2004 وصل في أوجه إلى الترتيب 414 في العالم و 18 في السعودية، لكنه تراجع كثيرا أمام المنصات الاجتماعية ومواقع الأخبار والترفيه. للأسف لا ينشر القائمون على الموقع أي تغريدات أو منشورات توضح للمستخدمين والرأي العام ما الذي يحدث بالنسبة للمعهد والخدمات الأخرى. معهد ترايدنت أساس تطوير الويب العربي المعهد كان المدرسة الأولى التي تخرج فيها الكثير من المطورين والمهووسين بالمنتديات وتطوير مواقع الويب والمدونات والإضافات وتطبيقات الإنترنت والربح من المحتوى. وله الفضل على ازدهار المنتديات العربية وسهولة إنشاء هذا النوع من المواقع التي تعتمد في الأساس على المستخدمين في صناعة المحتوى والنقاش وتبادل المعلومات. وتركز أقسامه على حل المشكلات التقنية وأيضا توفير الإضافات المجانية التي تطوير من وظائف المواقع والمنتديات، ولا ننسى القوالب والثيمات للتميز عن المواقع الأخرى. تضمن أيضا المنتدى قسم ادسنس والذي ساهم في انتشار ثقافة الربح من الإنترنت عبر برنامج جوجل سواء من يوتيوب أو المدونات والمواقع. كما أنه تضمن المنتدى التجاري والوساطة المالية والذي اعتمد عليه الكثير من المدونين والوسطاء والتجار من أجل الحصول على العملاء وبيع خدماتهم. ولدى الموقع بوابة خاصة للشروحات مكتوبة من أفضل المحررين وهي متوفرة في صفحات ويب تعليمية مستقلة عن المنتدى. وحاول ترايدنت أيضا تحسين ربحية المواقع من خلال ابتكار برنامج لاختصار الروابط يوفر لأصحاب المنتديات والمدونات كسب المال من الزوار الذين يضغطون على الروابط لتنزيل البرامج والمحتوى الرقمي. كما أنه منصة لعرض المنتديات وتبادلها وبيعها والحصول على المشرفين والمدونين وعقد الشراكات بين أصحاب المواقع العربية. لهذا السبب سيحزن الكثير من المستخدمين على انهيار هذه المنصة وانضمامها إلى منتديات شهيرة تحطمت واختفت من الوجود. المشاكل التي واجهت منتديات ترايدنت في السنوات الأخيرة مع تراجع المنتديات وتساقطها بسبب اقبال الناس على المنصات الاجتماعية وقضاء المزيد من الوقت عليها وتراجع المتصفحين من الحواسيب وتزايد التصفح من المحمول، وجد ترايدنت نفسه أمهم تحدي كبير وتحول خطير. تراجع الاهتمام بتطوير المواقع وتزايد الإقبال على تطوير مواقع ووردبريس، وعوض التركيز على ووردبريس واضافاتها تجاله المشرفين هذه النقطة واستمروا في الرهان على برمجيات المنتديات. ربما لو تبنى القائمون على المنتدى ووردبريس قبل 2010 وقدموا لها مساحة جيدة لاحتفظ هؤلاء بالكثير من أصحاب المواقع والمطورين. أيضا هناك اقبال من المطورين على التقنيات الحديثة مثل تطوير التطبيقات والألعاب وتقنية بلوك تشين والذكاء الإصطناعي، وهي مواضيع ضعيفة أو غائبة على المنصة. من جهة أخرى لم يستثمر الموقع شهرته ويطرح تطبيقا له يستخدم لتصفحه ويوفر للمستخدمين المشاركة فيه بسهولة ومحررا أفضل على المحمول. استثمر الموقع في المحتوى من خلال توظيف الكتاب والمحررين وانشاء موقع للأخبار التقنية، وموقعا آخر لمشاركة الأرباح مع الكتاب والمحررين كل حسب الزيارات التي يحققها، لكن الوقت بالنسبة للمؤسسة كان قد فات وفقدت المنصة الكثير من الزوار والإهتمام. من جهة أخرى فضل القائمون على الموقع إيقاف الموقع التقني أولا رغم أنه يحقق زيارات جيدة، وهذا مع تراجع العائدات من المنتديات وخدماته. حاليا ما الذي بقي من ترايدنت؟ توقف معهد ترايدنت عن العمل تماما، ويعرض رسالة خطأ وليس رسالة وداع كما فعلت العديد من مواقع الويب الشهيرة الأخرى. توقفت معه أيضا مدونة الأخبار التقنية وكذلك البوابة التي يشارك من خلالها الأرباح مع الكتاب والمحررين. بقيت فقط خدمات الإستضافة والتطوير التابعة للشركة في الوقت الراهن، وهي تعمل بدون مشاكل، لكن صفحاتهم الاجتماعية لم يتم تحديثها منذ أشهر وهذا مقلق أكثر لأي شخص أو عميل مهتم بالإستمرار معهم. ونراقب في الوقت الحالي الوضع لتحديث هذا المقال، في حال عاد ترايدنت للعمل أو قرر تأكيد عملية الإغلاق. إقرأ أيضا: مجموعات فيس بوك تكرر أخطاء المنتديات الفاشلة بشكل أسوأ إغلاق منتدى إقلاع سوفت وأزمة المنتديات العربية مستمرة خطة عمل لإنجاح المنتديات على الويب العربي : 7 خطوات للعودة بقوة

أزمة المنتديات العربية

اغلاق منتديات ترايدنت رائد تطوير الويب العربي

إغلاق منتدى إقلاع سوفت وأزمة المنتديات العربية مستمرة