تقدم البنوك والمؤسسات المالية في العالم العربي وكل دول العالم قرض الزواج، وهو مبلغ مالي مخصص لإقامة الزفاف وتمويل العيش معا للزوجين.
أول من سن هذا النوع من القروض هي ألمانيا النازية عام 1933، وكان الهدف من ذلك زيادة عدد سكان ألمانيا والتشجيع على الإنجاب.
وحاليا فإن هذا القرض يدخل ضمن القروض التجارية التي تقدمها البنوك بفائدة أو الربا، وتقدم تسهيلات الدفع وعدد من الخدمات الإضافية والتأمينات وقد تكون الحكومة الضامن لهذا النوع من القروض.
لكن رغم كل هذه التسهيلات إلا أننا ننصح بتجنب الحصول على قرض الزواج للأسباب التالية:
القروض الربوية مدمرة للمرء:
إذا كان القرض ربويا ومهما كانت التسهيلات التي تقدمها لك المؤسسة البنكية فمن الأفضل تجنب الحصول عليه، لقد تم تصميم تلك القروض لتدخل إلى دوامة من الإدمان عليها.
ستحتاج في البداية إلى قرض الزواج، ثم إلى قرض لشراء السيارة، ثم إلى قرض شراء منزل، ثم إلى قرض تمويل الإنجاب، ثم إلى قرض الدخول المدرسي والأعياد والعطل الصيفية.
ستعمل طيلة حياتك في دوامة لا تنتهي، بدون أن يكون لك مدخرات أو استثمارات أو أي سياسة مالية إيجابية، وفي حال خسرت عملك فمن الوارد جدا أن تخسر بعض ممتلكاتك.
دائما ما تبدو القروض الربوية مغرية في الإعلانات، لكن الواقع مر ومؤلم مقارنة بالأحلام الوردية والإعلانات التي لا تخبرك بالمصاريف الإضافية والشروط التي تضمن بها المؤسسة حقوقها.
في النهاية البنك ليس منظمة خيرية بل مؤسسة تجارية، وغايتهم مساعدتك والربح من ذلك واستعادة رأس مالهم الذي اقترضته.
احتمال انهيار الزواج عالي هذه الأيام:
مشروع الزواج ليس من المشاريع التي ننصحك للإقتراض لأجلها، فهناك احتمال عالي جدا لحدوث الطلاق في أول سنواته ونتحدث عن أول 3 إلى 5 سنوات.
إذا كنت ستضحي بنفسك لأجل شيء غير مضمون فهذا شأنك، هذه الأيام نجد أن معدلات الطلاق عالية وسوء التفاهم يندلع بين الزوجين من البداية.
ماذا لو اقترضت مبلغا مهما وأغرقت نفسك بالديون للعيش مع زوجتك بشكل مستقل ثم حدث وأن لجأتما إلى الطلاق؟ لن تخرج مدمرا عاطفيا فحسب بل مع دوامة من الديون التي عليك العمل عليها لسنوات قبل أن تستقر مجددا.
تبقى الطريقة الأفضل للزواج هو أن تشتري منزلا من أموالك أو شقة خاصة بكما، وتستخدما أموالكما معا، أو أموالك إن كنت أنت من يعمل وليس هي.
لا تحتاج لزفاف أسطوري:
ينفق الكثير من الأزواج أموالا ضخمة على الزفاف، وهذا كي يتفاخر كل منهما على الثنائيات الأخرى، والتأكيد على أن زفافهما هو الأفضل.
هذه المناظر الفارغة المكلفة تسبب فرحة لليلة واحدة، ثم قلق وحزن لأنها تركت وراءها ديونا وإلتزامات مالية مهمة ينبغي على الزوج دفعها في أقرب وقت ممكن.
يمكنك إقامة حقل زفاف بحضور عائلتك وعائلتها وتكون الدعوات محدودة، وحاليا في زمن كورونا هذا هو المفروض قانونيا.
لا تحتاج لحفل أسطوري، إنه مجرد حفل زفاف، الأهم أن تكون العلاقة ممتازة على المدى الطويل مستمرة، وليس الكثير من الهرج في البداية والفراق في النهاية.
لا تحتاج لشهر عسل فاخر
حقيقة أخرى قد تزعج المقبلين على الزواج، نعم لا نحتاج إلى شهر عسل فاخر خصوصا إن كان الوضع المالي حاليا متواضعا.
ينبغي أن يركز الزوجين على وضع خطة لتطوير المستوى المعيشي ويمكن تأجيل السفر والأنشطة الترفيهية المكلفة إلى وقت لاحق.
هناك عروض شهر العسل التي تقدمها الفنادق والمنتجعات والمؤسسات السياحية، وهي أغلبها مكلفة وتزيد من المصاريف، لذا إذا كنت لا تملك ميزانية من أموالك الخاصة انسى ذلك في الوقت الراهن.
الحل ليس في قرض الزواج:
مفتاح النجاة من الديون هو وضع الميزانية معًا، قد تبدو إجابة بسيطة لكنها الحل لمعظم المشاكل المالية في الزواج.
ابحث عن مكان ووقت قبل أن يبدأ الشهر التالي للجلوس واجعله ليلة الميزانية، تأكد من أنكما قادران على التواجد هناك، يمكن أن يكون هذا في مطعم أو طاولة مطبخك أو في الشرفة الخلفية.
تخلص من أي مشتتات، أطفئ التلفاز إذا كنت بحاجة إلى القليل من التحفيز الإضافي، فخطط لموعد الميزانية واستعد للدردشة حول المال.
إقرأ أيضا:
أن تتخلى عن الحب أفضل من الإقتراض لأجل الزواج
من الدين إلى الزواج نحو العمل: الحب والمصلحة شقيقين دائما
حقائق حول الروبوتات الجنسية التي ستغير الجنس والزواج
الفقر والأزمات المالية اختبار لقوة الزواج بينما الطلاق عار غير مقبول
5 طرق يدمر بها فيس بوك علاقات الزواج ويشجع على الطلاق