تعول جوجل خلال السنوات الأخيرة و بصورة متنامية على مجموعة من التحديثات العلنية و السرية التي تقوم بها لخوارزمية محرك بحثها الشهير، و في هذا الصدد نعلم جيدا بأمر تحديثات باندا و تحديثات البطريق و أيضا تحديثات الطائر الطنان و Phantom و Google Core Ranking مع أصناف أخرى.
هذا يقلق بعض العاملين في مجال سيو و من يهمهم الأمر بما فيهم أصحاب المواقع و المدونين و صناع المحتوى، و على الويب العربي أصادف سؤالا يتكرر بشكل مستمر، لماذا تصر جوجل على هذه التحديثات؟ و ما حقيقة هذه التعقيدات؟
في الواقع تصرف جوجل الملايين من الدولارات سنويا من أجل تحسين نتائج البحث و التربع دائما و بشكل متواصل على سوق محركات البحث، و ازدياد التحديثات خلال السنوات الأخيرة جاء لسببين، الأول هو تزايد المنافسة في سوق محركات البحث و الثاني هي الاعتماد الكلي للناس على هذه المنصات في الوصول إلى المعلومات و اجابات عن أسئلتهم اليومية.
- تحديثات جوجل لجعله الخيار الأذكى
ندرك جميعا أن جميع مواقع الانترنت ليست على نفس الجودة و لا تقدم كلها ما هو ذات جودة عالية، و الجودة تختلف من صفحة إلى أخرى و من موقع إلى آخر.
و مع وجود الملايين من المواقع في مختلف المجالات لم يعد التحدي بالنسبة لجوجل و محركات البحث أرشفة المحتوى الجديد بشكل متواصل كما هو الأمر من قبل، بل أرشفة أفضل محتوى ممكن و تقديمه بالترتيب الصحيح و ليس عشوائيا.
هذا الأمر جعل جوجل يخرج عن المفهوم التقليدي لمحركات البحث و التي كانت مهمتها فقط محصورة في الأرشفة و عرض الملايين من النتائج للباحث الذي عليه أن يزور أكبر عدد ممكن من النتائج و يواصل البحث في صفحات النتائج المعروضة.
لهذا نرى قدرة جوجل على عرض أفضل نتائج البحث بالنسبة لكل المستخدم، بناء على تفضيلاته الشخصية و موقعه الجغرافي و ما الذي يقصد الوصول إليه شخصيا من عملية البحث و هي عوامل متغيرة من شخص إلى آخر رغم استخدامهم لنفس الكلمات المفتاحية.
- تقديم نتائج بحث مختلفة و متنوعة و تجيب على نفس السؤال
تحارب جوجل نسخ المحتوى و سرقته بشكل واضح هذه الأيام، و هي بذلك تريد أن تعطي نفس الجواب بعدة أساليب و صياغة و تفاصيل من المواقع التي تحرص على تقديم المحتوى الحصري و الجيد.
في الماضي كنا نجد أن هناك موقع واحد و هو الذي كتب عن قضية معينة أو حل لمشكلة و أن البقية قد أقدموا على نسخه و لصقه و اعادة نشره لذا كان يعاني الويب الأجنبي من هذه المشكلة بشكل واضح خلال السنوات الماضية.
و بالفعل هذه المشكلة كانت مستفزة جدا للباحثين الذين يجدون صفحة من النتائج المنسوخة و المكررة دون فائدة من عملية البحث.
الآن أصبحنا نرى نتائج متنوعة و مختلفة و مفيدة جدا و هذا أنقد جوجل من السقوط و تراجع اعتماد الناس على محركات البحث في التسوق و استكشاف المحتوى و التعلم.
- زيادة الوعي لدى الناشرين بتقديم قيمة أفضل
قيام جوجل بعقاب عدد من المواقع التي تتبع سياسة السرقة و تصدر نتائج البحث من خلال المحتوى المسروق نجح في إقناع الناشرين و أصحاب المواقع بأن سرقة المحتوى هو سلوك ضار.
هناك توجه لدى الغالبية من المدونين و أصحاب المواقع في الوقت الراهن بضرورة تقديم قيمة إضافية في ما ينشرونه للزوار و الكف عن نسخ المقالات و المواضيع و سرقتها.
كما أن هذا الأمر عزز من صناعة المحتوى و طورها كثيرا، حيث توجه الناشرين إلى شراء المحتوى ذات الجودة العالية و أصبح من الواضح أن هناك اقبال على صناعة المحتوى على الويب.
- تحسين تجربة المستخدم
لم تعد التحديثات تركز فقط على جودة المحتوى الذي تقدمه الصفحات المعروضة في نتائج البحث، بل شمل الأمر أيضا تلك الصفحات التي تغني تجربة المستخدم.
سرعة تحميل الصفحات و الانتقال داخل المواقع و سهولة التصفح و جودة خط الكتابة و سهولة قراءتها و التوافق مع كافة الشاشات هي كلها عوامل ضرورية بالنسبة لجوجل في الوقت الراهن.
لا تريد جوجل الاكتفاء بجودة المحتوى لأنه ليس كافيا بالنسبة للباحثين، فهناك مواقع تقدم جودة عالية في المحتوى لكن لديها مشاكل مثل بطئ السرعة أو صعوبة التصفح أو عدم التوافق مع حجم شاشة جهاز المستخدم و هذا بالفعل يقلق الباحثين الذين يرغبون في عرض نتائج بحث مواقع ذات جودة عالية في كل شيء.
نهاية المقال:
ساهمت تحديثات جوجل المختلفة بما فيها باندا و البطريق و Phantom و Google Core Ranking في الرفع من جودة نتائج بحث جوجل و أصبحت الساحة مفتوحة للناشرين الذين يركزون هم أيضا على الجودة و تقديم الأفضل.
و نأمل من جوجل و منافسيها التركيز على تطوير نتائج البحث العربية و ايجاد حلول جيدة لترتيب نتائج البحث بشكل أفضل، خصوصا و أن الباحثين العرب يشتكون من رداءة النتائج و تشابه المحتوى أو تطابقه بين المنافسين.