تلوح في الأفق أزمة مالية جديدة من شأنها أن تستهدف أسواق المال بالدرجة الأولى ونتحدث عن البورصات وأسواق العملات أيضا قبل أن تتحول إلى أزمة اقتصادية نتيجة ترابط وتأثير النظام المالي على الإقتصادي في أزمة على الأغلب ستشبه الأزمة المالية لسنة 2008 وإن كان هناك توافق بين الخبراء الماليين على أنها ستكون قوية هذه المرة.
وتتجه الأنظار إلى الدولار الأمريكي باعتبارها العملة الرئيسية في العالم وواحدة من أسس النظام المالي القائم، هذه الأنظار تحمل تساؤلات مشروعة من قبيل متى سينهار؟ وهل فعلا احتمال انهياره قائما؟ وهل سيتعافى سريعا ما بعد انهياره أم أن الورقة الخضراء انتهى زمنها.
وتتعالى الأصوات المتسائلة خصوصا في الظروف الحالية للعملة الأمريكية التي لا تعيش أحسن أحوالها منذ بداية هذا العام، والحقيقة أن يناير المنصرم كان الأسوأ للدولار منذ 1987 وقد فقد 2.6 في المئة من قيمته منذ بداية العام بعد أن ارتفعت قيمته بنهاية 2016 إلى أعلى قيمة منذ 14 عاما وإلى الآن لا تزال قيمته جيدة.
لكن هناك اشياء مقلقة فعلا حول هذه العملية تشير إلى أن العملة الأمريكية مرشحة لتتراجع قيمتها خلال الأيام والأسابيع المقبلة وإليك في هذا المقال الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك.
-
دونالد ترامب يرغب في دولار ضعيف
ذكرنا هذه الحقيقة في مقال بعنوان “دونالد ترامب ورغبته في دولار ضعيف ينافس اليوان الصيني والين الياباني” حيث تأكد لنا أن الرئيس الأمريكي لا يرغب حقيقة في الإبقاء على العملة الأمريكية مرتفعة لأن هذا يضر التصدير والتوظيف وعمل الشركات وبالتأكيد سيمنعه من تحقيق الإقتصاد الأمريكي نموا يصل إلى 4 في المئة خلال السنوات القادمة.
-
انهيار الدولار الأمريكي ممكن بعد عام من الآن
الخبير المالي David Marsh في لقاء صحفي مع القناة العالمية CNBC خلال الساعات الماضية أكد أنه يتوقع أن يرتفع الدولار خلال عام من حكم دونالد ترامب ومن بعد ذلك سينهار بصورة مرعبة تشبه ما حدث للعملة الأمريكية بداية الثمانينيات.
وأضاف أن العملة الأمريكية ارتفعت حوالي 10% خلال السنوات الأربعة الأخيرة فيما يريد الرئيس الأمريكي أن يوقف ارتفاع الدولار لأن هذا لا يخدم بتاتا أهدافه الإقتصادية.
ومن المعلوم أنه مباشرة بعد فوز ترامب سارع الدولار في الإرتفاع حتى نهاية العام الماضي ليصل إلى القمة خلال 14 عاما، لكن بدأ يخسر بعض مكاسبه منذ بداية هذا العام.
وحسب نظرية David Marsh يمكن القول أن الدولار لن يغرق هذا العام في وحل الإنهيار بل يمكن أن يرتفع أكثر ويحطم المزيد من الأرقام القياسية قبل أن يتعرض لضربة قاصمة خلال عام 2018.
ومن الصعب أن تتحمل الشركات والمصانع الأمريكية المزيد من الإرتفاع للدولار حيث يجعل عملية المنافسة ضد المنتجات الصينية والعالمية الأخرى أمرا صعبا للغاية.
-
بنك JPMorgan يحذر من انهيار الدولار ويدلي بنصيحته
فريق التحليل الإستراتيجي للنقد الأجنبي لدى بنك JPMorgan حذر أيضا خلال الساعات الماضية من إمكانية حدوث تراجع كبير للعملة الأمريكية في قيمتها خصوصا مع استمرار ادارة ترامب في التأكيد على انزعاجها من سعر صرف الدولار مقابل العملات الأخرى.
فريق التحليل في البنك بدأ فعلا بيع الدولار مقابل الين الياباني والفرنك السويسري وأنه من الأفضل البدء في بيعه.
وأضاف المحللين في البنك أن الثقة في الدولار تتراجع بصورة كبيرة سياسات الإدارة الأمريكية الحالية التي ترفض دولارا قويا.
ومن المعلوم أنه منذ بداية هذا العام فقد الدولار 45% من مكاسبه التي تحققت عقب فوز دونالد ترامب.
-
مجموعة “Bespoke” الاستثمارية تحذر أيضا من تراجع قوي للدولار
المحللون في مجموعة Bespoke اعترفوا أيضا بأن حال الدولار منذ بداية هذا العام مخيف وينذر بهبوط قياسي غير معروف العواقب والقوة حتى الآن.
المجموعة اكتفت بالقول أنه في حالة استمر هبوط الدولار فمن الجيد ابقاء الاستثمارات في القطاعات العالمية وتنويعها لتفادي أية أضرار كارثية.
نهاية المقال:
إلى الآن يبدو عام 2017 الأسوأ للدولار منذ عام 1987 ومع استمرار الهبوط تتزايد المخاوف من إمكانية حدوث إنهيار يشبه انهيار العملة الأمريكية سابقا خلال بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، وبالطيع بدأنا نسمع انذارات حقيقية من مؤسسات مالية مثل بنك JPMorgan أو اشخاص ذات خبرة في أسواق العملات مثل David Marsh كلها تتفق على أن الأشهر المقبلة لن تكون يسيرة على العملة الأمريكية.