منصة أخرى متخصصة في رفع و تنزيل الملفات تذهب أدراج الرياح و تنتهي حياتها ، نتحدث عن العملاق السويسري RapidShare ، نعم لقد إنتشر الخبر خلال الساعات الماضية و تأكد للجميع أنه سيتم إغلاقه يوم 31 مارس بشكل نهائي دون أن يفصح فريق تطويره عن أسباب ذلك .
بعد مأساة إغلاق MegaUpload نهاية العام 2012 على يد السلطات الأمريكية كنا توقعنا مآسي مماثلة و هو ما حصل مع RapidShare أخيرا بالتوازي مع الحرب الضروس التي يواجهها The Pirate Bay .
شهرة RapidShare لا تقل عن شهرة أي من تلك المواقع فلطالما حملنا ملفات مختلفة من هذه المنصة و لطالما استخدمناها أيضا لرفع ملفات أخرى من أجل مشاركتها سواء على المنتديات أو المدونات .
و قبل أن نتحدث عن الدروس المستفادة من هذه القصة المؤلمة ، دعونا أولا نتفق على أن هذه الخدمة تتضمن في قواعد بياناتها الكثير من الملفات المسروقة و تلك التي تنتهك الحقوق الفكرية كما أنه خلال السنوات الماضية حجبت العديد من الدول و منها العربية عن الإستخدام فيما تضرر نتيجة المنافسة التي تقودها خدمات التخزين السحابي و التي حاولت مسايرتها عبر إضافة خدمة التخزين السحابي الفاشلة .
حجب الخدمة عن بلدان و أسواق معينة عنصرية صريحة !
المؤسسات و الشركات المحترمة و تلك التي تسعى لغزو العالم و البقاء في الصدارة لا يوجد في قاموسها كلمة حجب الخدمة عن بلد معين ، إلا في حالات سياسية صرفة
رابيد شير كان محجوبا في العديد من الدول سواء لكونه لا يحترم قوانين تلك الدول و تحفظاتها على ظهور ملفات تنتهك سياساتها أو ربما إعلانات إباحية أو عدائية لها ، فيما الشركة السويسرية تعمدت أن تكون محجوبة في دول أخرى ليس لها منها إلا الكثير من المستخدمين التقليديين الذين يعتمدون التحميل المجاني و الإنتهاكات الكثيرة لخدمتها !
كان من اللازم عليها أن تتعامل بشكل جدي مع مطالبات الدول التي عمدت هي الأخرى لحجبها ، لا ضرر في مسح المحتوى الذي يهدد أمنها و حجب الإعلانات المسيئة لثقافات تلك البلدان فيما كان عليها أن تتعامل مع الإنتهاكات المتعمدة من بعض المستخدمين بشكل فردي بعيدا عن العقاب الجماعي .
ملفات مسروقة و أخرى تنتهك الملكية الفكرية للأخرين تهديد حقيقي !
للأسف رابيد شير لم يكن صارما من هذه الناحية طمعا في رفع الملفات إليه بكثافة ، لا يهم طبيعتها و إن كانت مسروقة المهم رفعها و الكسب المادي من الإعلانات التي تظهر بصفحة التحميل و أيضا من العضويات المدفوعة و بيع المساحات .
ربما إذا كنت تملك منصة مشابهة و لا تزال شركتك صغيرة و في طور النمو ، ننصحك بالإسراع من الأن في فلترة الملفات و التعامل مع الموضوع بشكل حساس مع شرح الأمر للمستخدمين ففي حالة استمر الوضع على ما هو عليه الأن ستواجه مشاكل قضائية و قانونية لاحقا .
و كلما كانت الملفات الموجودة على الخدمة كثيرة أصبح الأمر معقدا للغاية .
خدمة التخزين السحابي هي الحاضر و المستقبل
تخزين الملفات على خوادم خارجية بالنسبة للمؤسسات و الشركات و الأفراد لم تعد ظاهرة جديدة بل أصبحث واحدة من عادات المستخدمين في العالم الرقمي .
المنافسة في هذا المجال ليست سهلة ، الثقة التي حصلت عليها جوجل و مايكروسوفت إلى جانب أمازون و أبل في هذا المجال لا تضاهى هذا إلى جانب دروب بوكس و خدمات معروفة .
رابيد شير تأخر كثيرا في الدخول إلى هذا المجال كما أن إسمه مرتبط لدى مستخدمي الإنترنت بمركز التحميل و مشاركة الملفات !
خدمة التخزين السحابي بسعر رخيص مع الأمان هي السر
رغم الإستقرار و الأمان المتوفر في خدمة التخزن السحابي من RapidShare لم يكن هذا الأخير يقدم المساحات و العروض بسعر معقول و تنافسي ، هذا سبب مهم و بارز لفشله في هذا المجال و عدم قدرته على إستقطاب المستخدمين .
في الوقت الذي نجد فيه Dropbox يقدم لنا مساحة 1000 جيجا بايت “1 تيرا بايت” بسعر 99 دولار سنويا ، يمكنك أن تشتري مساحة 300 جيجا بايت من العملاق السويسري بسعر 680 دولار سنويا !
فرق شاسع بين السماء و الأرض و بدون أدنى شك سأختار Dropbox و استمتع بمساحة كبيرة سواء لنفسي أو لمؤسستي !
نهاية المقال :
شكرا لأنك أمضيت وقتا ممتعا مع RapidShare الأهم الآن أن نقف عند الدروس الأربعة جيدا و التي تصبح أكثر مهمة بالنسبة لك خصوصا إذا كنت تفكر في عمل خدمة تخزين سحابي لتنافس بها العمالقة .
من مأساة MegaUpload إلى الحرب الضروس على ملوك القرصنة The Pirate Bay و مقارنة مع عملاق التخزين السحابي Dropbox أصبحنا الأن ندرك الأسباب الحقيقية وراء إغلاق رابيد شير RapidShare .