نجاح AdBlock: نهاية يوتيوب المجاني و انتشار المواقع المدفوعة

06493054-photo-adblock-campagne
وداعا للإعلانات ؟ وداعا أيضا للمحتوى المجاني !

إذا كنت قد قرأت المقال السابق “خطورة منع و حظر الإعلانات و حجم الجهل لدى المستخدمين” فأنت بالتأكيد تدرك الآن أهمية الإعلانات و كون مشاهدتها و ظهورها على الصفحات و أثناء تشغيل الفيديوهات و التفاعل معها هو السلوك الطبيعي و الإفتراضي على الويب و أن حظرها و إخفاؤها يهدد بيزنس حقيقي بأكمله.

لكن ما لا تعرفه على الأغلب هي إجراءات و توجهات الناشرين اليوم في العالم نحو طرق أخرى للحد من التأثيرات السلبية للحرب الغير المبررة على الإعلانات و الخلط بين المواقع المزعجة بسبب الإكثار منها و بين المواقع التي تعرض وحدات قليلة بالمقارنة مع المساحة المخصصة للمحتوى.

في الوقت الذي يراهن فيه فريق من الناشرين على توعية المستخدمين بأن الإعلانات عناصر صديقة يمكن أن تكون مفيدة جدا خصوصا و أن البرامج الإعلانية تحاول عرض تلك المتعلقة و المرتبطة أكثر من اعتماد العشوائية في ذلك، هناك فريق من الناشرين فقدوا الأمل و بدأوا اعتماد طرق و حيل جديدة للغاية من أجل الإستمرار في تقديم ما هو جديد و أفضل.

هذا التوجه ينموا يوما بعد يوما مقابل نمو عدد مستخدمي AdBlock و منافسيه و لا تستغرب مستقبلا إذا أصبح واقعا أمام الجميع.

 

  • رسائل تنبيه لمستخدمي AdBlock و منعهم من الولوج إلى المواقع

رسائل تنبيه لمستخدمي AdBlock و منعهم من الولوج إلى المواقع

المواقع التي تنتج المحتوى ذات الجودة العالية و تلك التي تتمتع بزيارات هائلة بدأت في كل من بريطانيا و ألمانيا منع زوارها من مستخدمي AdBlock من الولوج إلى صفحاتها و الطلب منهم أولا تعطيل الإضافات التي تسبب في منع الإعلانات.

بالنسبة لي شخصيا فقد قمت ببحث عميق و وجدت أن الإذاعة الرابعة في بريطانيا و التي تدعى Channel4 تبث رسالة منع تشغيل المرئيات و المحتويات على موقعها عند تفعيل إضافات حظر الإعلانات.

فيما جارتها الألمانية Axel Springer و التي تعد أكبر شركة نشر صحف و توزيع في ألمانيا تعتمد نفس النظام.

و قد رصدت أيضا مواقع إسبانية تعتمد نفس السياسة فيما منصات الفيديوهات التي تقدم محتوى حصري خاص بها و توزع الأرباح مع الناشرين أصبحث مقتنعة بذلك.

و هناك المزيد من المواقع و المنصات الأمريكية و العالمية التي تستعد لاتخاد هذه الإجراءات للحفاظ على ايراداتها التي تتيح لها الدفع لصناع المحتوى و أيضا الحصول على جزء من الأرباح لنفسها.

 

  • النسخة المدفوعة من يوتيوب … وداعا للإعلانات و ربما وداعا للنسخة المجانية !

النسخة المدفوعة من يوتيوب ... وداعا للإعلانات و ربما وداعا للنسخة المجانية !

لدى يوتيوب حوالي 1 مليار مستخدم كما أعلنت مؤخرا في مؤتمر المطورين و رغم ذلك فهي لا تحصل على الإيرادات الكبيرة من نسختها المجانية رغم ظهور الإعلانات، و هناك سبب وجيه لم أتطرق إليه في مقال سابق ” يوتيوب المدفوع و اجبار أصحاب القنوات للإشتراك : حقيقة أم كذبة ؟ ” ألا و هو ازدياد مستخدمي AdBlock بين المشاهدين.

حسنا الكثيرين من الناس يتضايقون من الإعلانات على الفيديوهات و يوتيوب يتفهم ذلك لهذا فإن فريق العمل يعمل حاليا على نسخة خالية من الدعايات يمكن للمشاهد الولوج إليها عبر دفع اشتراكي مادي شهري تضمن لجوجل ايرادات معقولة يأخد منها صافي الأرباح بعد أن يعطي منها للناشرين ما يستحقونه و يدفع التكاليف التشغيلية الأخرى.

في حالة نجحت هذه النسخة و وجدت جوجل أن الإيرادات منها و الأرباح مثالية و أكبر من النسخة المجانية فإن هذه الأخيرة أيضا قد نودعها، لماذا جوجل ستستمر في الإنفاق على النسخة الحالية من يوتيوب بينما يصر المشاهدين على منع ظهور الإعلانات بتثبيت إضافات لذلك؟ أعتقد أنه في نهاية المطاف إذا استمر الجهل و تلك الصورة السيئة اتجاه هذا العنصر سنقول للمشاهدة المجانية وداعا.

المنصات المنافسة و تلك التي تقدم المحتوى التلفزيوني هي الأخرى تتوجه إلى نفس السيناريو ستكون هناك منافسة مشتعلة على المشتركين و ليس المشاهدين الزوار في حالة نجاح هذه التجربة.

 

  • قس على ذلك المواقع الإخبارية و الصحف و حتى منصات التعليم

قس على ذلك المواقع الإخبارية و الصحف و حتى منصات التعليم

هناك العديد من الصحف الإلكترونية و المواقع التي تملك نسخة مدفوعة يمكنك الولوج إلى محتوياتها عبر اشتراك مدفوع شهري أو حتى سنوي تقدم فيها الأخبار بسرعة أكبر و بشكل مفصل و بجودة أعلى مع تقارير و مقالات مميزة و حصرية.

على الجهة الأخرى تعتمد بعض المواقع السماح بعرض 5 أخبار مثلا في اليوم مجانا و في حالة أردت تصفح المزيد عليك فعلا الدفع و الإشتراك لديهم.

هذه هي نتائج تدني و تراجع أرباح تلك الصحف من الإعلانات في ظل الحرب المستمرة عليها و إصرار المستخدم للنظر إليها و كأنها عنصر خبيث.

لدى صحيفة THE TIMES البريطانية 400 ألف مشترك و كل واحد منهم يدفع شهريا 1 جنيه إسترليني و ببساطة فهي تجني من وراء ذلك ما يصل إلى 400 ألف جنيه إسترليني أي ما يعادل 612 ألف دولار كل شهر أي نتحدث في العام الواحد عن 7.4 مليون دولار و كل هذا دون أن تعرض الإعلانات و بكل هدوء و ارتياحية تجعلها من الصحف البريطانية المبدعة إلكترونيا كما هو الأمر ورقيا و نتحدث هنا عن أقل عرض اشتراك فيما هناك عروض يصل سعرها شهريا إلى 20 جنيه إسترليني.

نجاح هذه التجربة لوحدها تمهد لنرى الكثير من الصحف العالمية تسير على نهجها و أن إطلاق النسخ المدفوعة و الإحتفاظ بالمجانية ما هي إلا خطوة أولى لاختفاء الصحف التي تقدم لك الأخبار مجانا دون أن تدفع سنتا واحدا.

 

  • نهاية المقال :

تأثيرات حظر الإعلانات و استخدام AdBlock لن تكون تضرر الناشرين كما تعتقد، بالعكس أنت كقارئ و مستخدم و مشاهد إصرارك على إستخدامه سيعود عليك بنتائج لا أعتقد أنك تفضلها، حزب من المواقع و المنصات سيمنعك من القراءة و المشاهدة ما دام AdBlock مفعلا و حزب آخر سيفرض عليك الدفع مقابل الإستفادة.

أنظر إلى يوتيوب المدفوع مستقبلا مع إمكانية إختفاء النسخة المجانية و تأمل في نجاح THE TIMES البريطانية الإلكترونية المدفوعة أترى ما أراه ؟ لن تكتفي فقط بدفع الإشتراك الشهري للإنترنت بل أيضا للحصول على المحتوى و الإستفادة من الخدمات المختلفة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.