معاناتي مع شبكة Ello القاتلة للحياة و ليس للفيس بوك

ello-5
صورة مأساوية هذا ما يروج له Ello بشجاعة

 

خلال أواخر العام المنصرم سمعنا عن ولادة شبكة إجتماعية ستنافس بقوة الفيس بوك بل و لقبت بأنها الشبكة القاتلة لشركة مارك إنها Ello التي حملت في شعارها الرئيسي قيما سامية و منها عدم بيع معلومات المستخدمين و الإمتناع عن عرض الإعلانات لهم .

الشبكة شكلت فقاعة كبيرة خلال الأسابيع الماضية و قد إنضم الكثيرين من المستخدمين حول العالم إليها ، و هناك رهانات كبيرة على أنها ستنهي مجد فيس بوك .

إنها محاولة أخرى من المحاولات البشرية للإطاحة بالشبكة الزرقاء التي أصبح الجميع يكره سياستها في العديد من الجوانب و منها الخصوصية .

في نظري شبكة Ello ليست إلا محاولة أخرى بائسة و قاتلة للحياة بداخلي و بداخل المستخدمين و قبل أن تعتقد أن هذا تعصب أو حقد دعني أتحدث عن أسباب قيامي بتبني هذا الرأي المنافي لما انتشر على الويب العربي .

 

  • البساطة أكثر من المقبول سذاجة

يتفق الجميع على أن شبكة Ello بسيطة إلى حد كبير ، إستكشفتها لمدة كافية لأدرك أنها بالغت كثيرا في بساطتها لحد السذاجة .

عندما تتصفح الشبكة ستحس بأنها تعيدك إلى بدايات الويب حيث الصفحات بيضاء و عليها الكتابة باللون الأسود ، بتعبير أوضح فإن Ello تعيدني إلى منتصف القرن الماضي حيث التلفزيون لا يدعم الألوان و الجرائد تغلب عليها العناوين و النصوص مع قليل من الصور التي تجمع بين الأبيض و الأسود .

ببساطة لم أحتمل البقاء فيها طويلا عكس شبكات أخرى جربتها و أصبحث أخشى عمى الألوان !

 

  • مهما كان المحتوى مميزا فسيصيبك الملل و الإكتئاب

شعار Ello باللون الأسود و عليه ابتسامة بيضاء و بعض المساحات الملونة بالرمادي الناتج عن إختلاط الأبيض بالأسود ينتج عنه الملل و الإكتئاب .

هذه الألوان القاتمة و الضبابية ترادف في علم النفس الإحباط و الإكتئاب و الشعور بنقص ما بل و بالنظر إلى هذه الحياة على أنها مملة ، هذه هي النتيجة التي استخلصتها من تجربة هذه الشبكة .

كان من الأحسن أن تلعب على ألوان أخرى تنبع منها إشراقة الحياة بما فيها السعادة و الإرتياح ليبقى المستخدم طويلا دون أن يتضايق و لو للحظة .

 

  • صعب أن تتأقلم مع Ello … إنها بدائية معقدة

إحترت في تفكير من قام بتصميم هذه الشبكة هل يعاملني كمستخدم راشد بعقله أم كمستخدم معاق ؟ و للعلم لست الوحيد الذي واجه مشاكل في التأقلم مع Ello ، هناك من جربها لمدة دقائق ثم قرر الخروج أتعرف لماذا ؟  لا أحد سيجلس لساعات في موقعك كي يفهم ألية التعامل معه فأنت ففي الأخير هناك منافسين بكثرة في هذا الميدان .

 

  • نظام الدعوات تعيد إلى ذهني بداية جوجل بلس … إنها حركة تسويقية

عند إطلاق جوجل بلس صيف العام 2011 كنت متحمسا لتلك الشبكة كوني غير متواجد على الفيس بوك ! حوالي 100 دعوة أتيحت لي حينها وزعتها في أحد المنتديات و كنت أحسب أن شبكة جوجل الجديدة ستحطم سريعا فيس بوك .

النتيجة ؟ لا يزال هناك فرق كبير بينهما و رغم أن جوجل بلس ناجح مقارنة بتجارب جوجل الفاشلة في هذا الميدان إلا أنه يبقى هو الأخر فاشلا أمام تويتر فما بالك بالرقم 1 !

نظام الدعوات يجعل الجميع يظن أن المشروع الجديد مهم للغاية و عليك أن تحصل على دعوة لتجربته من أجل إستكشافه و عندما تنضم إليه تكتشف أنها مجرد حركة تسويقية حتى و إن نال إعجابك .

 

  • شبكة بدون إعلانات …شماعة لجذب المستخدمين ليس إلا !

القائمين على Ello مصرين على تمويل شبكتهم الإجتماعية الواعدة من خلال التمويلات الضخمة التي يتلقونها من حين لأخر و ذلك من جمعيات و جهات تدعم مبدأ محاربة الإعلانات و عدم بيع بيانات المستخدمين للمعلنين .

الفكرة في الحقيقة جميلة غير أنها على المدى البعيد لن تكون قابلة للتطبيق ، التكاليف التشغيلية للشبكة ستزداد مع مرور الأيام و في حالة افترضنا أنها وصلت لمستوى فيس بوك اليوم أظن أن هؤلاء سيطمعون في إظهار الإعلانات كما أن الجهات الممولة لها الأن لن تكون جاهزة للدفع دائما.

في عالم الأعمال لا يوجد الإنفاق دون ربح ، إذا أرادت Ello أن تستمر و تنافس عليها أن تتحول إلى مشروع تجاري يعرض الإعلانات مع إحترام خصوصيات المستخدمين و إلا فستختفي لسبب واحد و هي تحولها إلى ثقل على كهل المؤسسين و الداعمين لها .

 

  • من اليسار إلى اليمين أريد العكس لأني عربي !

الشبكة تدعم عرض من اليسار إلى اليمين بينما من يكتب باللغة العربية أو يستعرض المشاركات المكتوبة بلغة الضاد سيحس بأنه في موقع يتناقض كليا مع هذه اللغة الجميلة .

لا تبدوا العربية جميلة على Ello فيما الخط الخاص بالنصوص هناك بمختلف اللغات يشعرك بأنك تقرأ تقارير خاصة بالحكومة و ليس منشورات أصدقائك !

 

  • مربع كتابة منشور جديد ليس مشجع للكتابة

الكتابة على مربع رمادي و الضغط على زر أسود للمشاركة لم يشجعني قط كي أستمر في التفاعل ، نفس الأمر بالنسبة للتعليق الغير المتاح إلا بعد الضغط على عدد التعليقات لترى نفس المربع بنفس التصميم و الألوان التي جعلتني أحس أنني في مكان مأساوي للغاية يقدس فيه الجميع ألوان السلبية .

 

  • ما أكثر الصور بالأبيض و الأسود

ينعكس التصميم العام لشبكة Ello على المستخدمين فيلجأون لمشاركة الصور بالأبيض و الأسود أكثر من الصور الملونة، و قد وجدت أن البعض خصص ملفه الشخصي لعرضها مع بعض الكلام المكتوب بالأسود على الخلفية البيضاء و هنا أدركت حقيقة السطور السابقة .

نحن اعتدنا في هذه الحياة على الألوان و الصور الواقعية ، سيكون من الصعب علينا أن نتعايش مع الواقع القديم في قالب جديد و الذي يحلم به القائمين على هذا المشروع !

 

  • حاليا لن تنفع المسوقين و أصحاب الأعمال

ببساطة أرى أن الشبكة لن تنفع أصحاب الأعمال و المشاريع إضافة إلى المسوقين كونها لا تتيح لهم الإعلان فيها إلى جانب قلة التفاعل عليها و صعوبة القيام بحملة تسويقية مجانية عليها .

الشبكة تفتقد للمجموعات و الصفحات و المساحات التي تجمع بين المستخدمين الذين تجمعهم نفس الإهتمامات من أجل استهدافهم بسهولة .

 

نهاية المقال :

البساطة حتى السذاجة و خلو الشبكة الإجتماعية من الإعلانات ليس كافيا لأكون مستخدما وفيا لها ، الميزة الأولى تحسسني بأتني شخص غبي و الثانية في صالحي كمستخدم و ضد مشروعي كمعلن ، أما طغيان اللون الأسود و الأبيض يجعلان الشبكة تكتسي اللون الرمادي ما يشعرني بمزيج من المشاعر السلبية لتزيد صور الأبيض و الاسود و خط الكتابة البئيس من معاناتي .

أبحث عن إمكانيات جيدة لأكتشف أن Ello شبكة بدائية للإنسان البدائي على الويب !

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.