لماذا نسخ الفيديوهات و قنوات يوتيوب عن طريق RDP مخالف و سيء؟

youtube
يوتيوب لن يكون مرتعا للمحتوى المسروق

إعادة رفع الفيديوهات الجديدة الناجحة على يوتيوب عن طريق RDP تعد من الطرق الشائعة مؤخرا على هذه المنصة الشهيرة، و قد تمكن مستخدميها ممن أعرفهم من حصد بعض الأرباح التي تراوحت ما بين لا بأس بها إلى جيدة مع عدد كبير من القنوات المحذوفة و الحسابات المغلقة لأنها في النهاية طريقة غير أخلاقية و تعد بمثابة سرقة.

هذه الطريقة عادة ما تؤدي إلى تكرار أكثر من فيديو على المنصة و استثمارها دون وجه حق، كما أن يوتيوب أصبح مرتعا للقنوات المكررة بكل محتوياتها، فقط الأسماء هي التي تختلف و هو ما يعد مقرفا و سيئا للغاية.

ما يجعلني ضد هذه الطريقة هي أنها تضرب جهود أصحاب المحتوى الأصلي بعرض الحائط و لا تشجع على الإبداع و المنافسة الشريفة و تهدد بتحويل هذه المنصة إلى مزبلة للمكرر و المسروق و هو ما لن تقبله يوتيوب و من وراءها جوجل الحريصة على معاقبة أصحاب هذه الطريقة “الشاذة” في الربح.

شخصيا اؤيد إغلاق القنوات التي تعتمد على هذه الطريقة في عرض العشرات من الفيديوهات في وقت قياسي للغاية دون أي جهد يذكر، و هي التي يقف وراءها أفكار “الربح السريع” و الثراء الفاحش في وقت قياسي و هو ما لا يمكنك تحقيقه أبدا بهذه الطريقة.

ما الفائدة من عمل قناة يوتيوب و تهيئتها تم نسخ الفيديوهات بهذه الطريقة؟ ما هي القيمة المضافة التي تقدمها للمشاهدين؟ أم انك فقط تريد الربح و بسرعة؟

دعني أعيد و أكرر لك أن فكرة “الربح السريع” ما هي إلا وهم، إذا لم تجتهد و تبذل جهدا كبيرا فلن تحقق نتائج كبيرة و تستمر قناتك في العمل مع جلب أرباح مستمرة منها.

أنظر إلى القنوات الكبيرة و المحترمة على يوتيوب؟ كم عدد الفيديوهات التي رفعتها؟ و متى أنشأت؟ و ما هي حجم الجهود المبذولة و التي تقف وراء هذا النجاح؟

الأمر ليس هينا أليس كذلك؟ مؤكد أنك وجدت محتوى بها حصري بعدد كبير و لها تاريخ طويل و لم تنجح بين ليلة وضحاها، هذه هي الحقيقة التي لا يريد أغلب المبتدئين و الهواة الإقتناع بها في هذا المجال فتجدهم يبحثون عن طرق لجلب المحتوى و سرقته و وضع أهداف كبيرة للشهر الأول من العمل.

للأسف قنواتهم قد تستمر لأسابيع قليلة لكن ليس طيلة السنة و قد يأخد دفعة جيدة من الأرباح لكن ليس لمرة ثانية أو دائما إذ عادة ما تنتهي القصة بمأساة تتجلى في إغلاق القناة و الحساب الإعلاني مع تجميد دفعة مالية من النوع الرفيع ما يشكل ضربة معنوية قوية لصاحبها فإما أن يفكر في تقنين عمله و الإتجاه إلى الطرق المقبولة و إذا استمر تستمر محاولاته اليائسة من قناة إلى أخرى ظنا منه أن العيب في يوتيوب و ليس في فكره.

 

  • إنها طريقة فاشلة و مضيعة للوقت

إذا خيرتك بين خيارين، الأول بناء أكثر من قناة مسروقة المحتوى قابلة للإغلاق في أي وقت و الثاني بناء قناة كمشروع للمستقبل ذات محتوى جيد فأيهما ستختار؟

الخيار الأول ليس آمنا و يبدو بديهيا أنه مضيعة للوقت و ستمضي العام كله من قناة إلى أخرى دون نجاح حقيقي مع خوف مستمر من تحديثات يوتيوب و التبليغات.

على الجهة الأخرى نجد أن صديقا لك صاحب قناة يوتيوب بمحتوى حصري قد بدأ بعد مرور العام السيئ بالنسبة لك في حصد نتائج مبهرة و لذيذة من مشروعه كما أنه لا يشعر بالخوف من التبليغات أو تحديثات يوتيوب لأنه ببساطة لا يقوم بشيء خارج عن القانون.

 

  • العمل بهذه الطريقة ليس مشروعا للمستقبل.

المشاريع المبنية على الغش و السرقة لا تدوم كما أنها لا تصلح للإعتماد عليها في تحقيق دخل مستمر، عكس قناة يوتيوب تقدم فيها ما هو لك.

الإنسان بطبيعته يبحث عن الربح السريع لكن أهم شيء بالنسبة له هو تحقيق الأمن المادي و أن يكون له مصدر رزق مستمر على المدى البعيد و هذا ما تحققه من خلال قناة بمحتوى منك عكس القنوات التي تعتمد على المحتوى المسروق و التي ستظل موسمية.

ما الفائدة في تحقيق 600 دولار هذا الشهر و الجلوس شهرين دون أرباح بسبب هذه السلوكيات السيئة؟ هل ترى نفسك ناجحا على يوتيوب؟ بالنسبة للأخرين أنت مجرد مبتدئ أو ربما سارق كما أنك لست ناجحا لأنك لا تملك قناة بمحتوى احترافي يمكنك أن تفتخر بها و أنك قدمت الفائدة لجمهورك.

 

  • أنت دائما في خطر

العمل بهذه الطريقة تجعلك دائما في قلب الخطر، خطر إنهيار مشاريعك و توقف دخلك المادي بشكل نهائي في أية لحظة و في أي وقت.

هذا سبب كافي لترى أصحاب هذه النوعية من الأنشطة غير مرتاحين نفسيا و دائما ما ينشرون منشورات ضد يوتيوب و يعتبرون ممارساته لخلق منصة نظيفة عنصرية و احتقار للعرب!

في الواقع لا أحد يحاربك أنت من يحارب نفسه بنفسه و تضيع وقتك في سلوكيات لا أمل منها في تحقيق النجاح الحقيقي.

إضافة لما سبق نجد أن أصحاب القنوات التي تعتمد سرقة المحتوى عادة ما لا يصرحون بتلك القنوات لأصدقائهم و للأخرين على الشبكات الإجتماعية خوفا من التبليغات أو من الحاسدين، لكن في الواقع هم محقين بهذا الخوف لأنهم يدركون بينهم و بين أنفسهم أنهم لا يديرون أنشطة قانونية و سريعا ما ستنهار بسبب تبليغ واحد.

على العكس بالنسبة لأصحاب القنوات ذات المحتوى الحصري فهم يصرحون عن ما يقدمونه و لا يخشون التبليغات و لا إغلاق قنواتهم لأنه ببساطة مهما أراد الحاسدين و خصومهم تحطيم أعمالهم فهم لا يملكون حجة يقنعون بها فريق يوتيوب ليتم ذلك.

 

  • المحترفين لهذه الطريقة يعيشون مأساة حقيقية

هناك سارق مبتدئ و آخر محترف، و في هذا المجال و في صفوف مستخدمو هذه المنهجية نجد المحترفين الذين يملكون 100 حسابا يوميا على جوجل بكل واحدة منها عددا من القنوات المنسوخة و التي تتضمن مئات الفيديوهات التي تم رفعها في غضون دقائق.

يتلقى هؤلاء عددا لا يستهان به من التبليغات يوميا و إغلاق القنوات و الحسابات ما يشكل بالنسبة لهم حدثا يوميا مؤلما يتحول إلى أمر عادي مع مرور الوقت.

شخصيا لم أكن أتخيل أن هناك من يتبع هذه الطريقة بهذا الحجم الضخم لكن في محادثة مع صديقي ماجد عطوي مؤسس سيو بالعربي أكد لي أنه على اطلاع معمق بهذه الممارسات و فوضى سرقة المحتوى و التي لا تردعها على ما يبدو الإجراءات العقابية.

 

نهاية المقال:

لا يجب عليك إنشاء قناة على يوتيوب من أجل الربح بالدرجة الأولى بل لإيمانك بأنك تستطيع افادة شريحة المشاهدين التي تستهدفها بأعمالك، هذا دافع قوي يجعلك تعمل على القناة الخاصة بك بدون ملل و لا كلل و سترى النتائج تصبح مشاهدات عالية و أرباح تستحقها تحققها و أنت فخور بأنك كسبتها حلالا و باجتهادك.

أما إذا كنت تبحث عن الربح السريع من يوتيوب و قررت تتبع طريقة سرقة المحتوى عن طريق RDP فأنت في الطريق الخطأ و مصيرك أن تبقى لا شيء.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.