كيف تدمر الأخبار المزيفة حياتنا وتسرق أموالنا وتقتل الأبرياء من حولنا؟

الحرب التي نشنها على الأخبار المزيفة قد تبدو مبالغة في نظر كثيرين، خصوصا مجتمعاتنا المحلية التي تستخدم المعلومات المغلوطة والأخبار المزيفة بكثافة من أجل تشويه أشخاص أو شركات او كيانات أو الهجوم على حكوماتنا والتحريض على الفوضى والثورة والحروب الأهلية.

لكن أنا على يقين أنه إذا ازداد وعي الرأي العام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بخصوص خطورة الأخبار المزيفة وكيف يمكنها أن تدمرنا ماديا ونفسيا وحتى الإطلاع على قدراتها في التسبب بمقتل الأبرياء حينها سيتردد الكثير منا في كتابة منشور يروج لأخبار مزيفة على صفحاتنا الشخصية في الشبكات الإجتماعية.

اليوم سنتكلم عن الأخبار المزيفة والأضرار المادية التي تسببها وكيف بإمكان أي شخص استخدامها لسرقة أموال الآخرين خصوصا في أسواق المال مثل الأسهم، تداول النفط، تداول العملات الرقمية المشفرة وهلما جرا.

  • الأخبار المزيفة تقتل الأبرياء

في ميانمار حيث يتم قتل الأقلية المسلمة وتهجيرهم وطردهم من قبل البوذيين المتشددين، لعبت الاخبار المزيفة على فيس بوك ماسنجر دورا محوريا في الإبلاغ عن أماكن المسلمين ونشر الكراهية ضدهم، وتلفيق أخبار مزيفة عنهم.

اتهمت الأمم المتحدة بشكل رسمي شركة فيس بوك على أنها لعبت دورا في المجازر التي تحدث هناك من خلال تسهيل تداول الأخبار المزيفة على منصتها.

من جهة أخرى كانت الأخبار المزيفة مادة دسمة لتقسيم المجتمعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكانت حاضرة في الصراع على السلطة وبين الأحزاب والتوجهات المختلفة.

الحروب الأهلية والعرقية تعني الكثير من القتلى الأبرياء والضحايا والأرامل والجراح التي لا تمحى إلا إذا كانت الأجيال القادمة قادرة على التسامح وتجاوز الماضي.

على واتساب في الهند والمكسيك تم فيها تسجيل حالات اعدام لأشخاص أبرياء بسبب أخبار مزيفة يتم تداولها على هذه المنصة، وفيما تتشابه الكثير من المجتمعات العربية مع

  • الأخبار المزيفة تدمر الإقتصادات

إذا كانت الأخبار المزيفة تصنع العداوة بين أطراف المجتمع وتؤدي إلى صراعات مسلحة، فإن هذه الحروب تدمر مختلف أشكال الحياة لينهار الإقتصاد كليا.

تعد سوريا و ليبيا أكبر شاهد على هذه الحقيقة، الحرب الأهلية بين المعارضة والسلطة والفوضى التي سادت البلدين دمرت اقتصادين مهمين بالمنطقة في نهاية المطاف.

قبل الحرب السورية كان صناعة النسيج السوري مميزة ومنتجاتها تصل إلى المغرب وتنافس بقوة الصناعات العالمية، والآن أصبحت سوريا مصدرا للاجئين والايتام والأشخاص الذين خسروا كل شيء.

قبل الحرب الليبية كانت ليبيا جنة للعمالة الأجنبية من المغاربة والجزائريين وحتى الصينيين والعرب والأجانب، فيما السياح من ليبيا يتمتعون بقدرة شرائية كبيرة، الآن وكأن هذا البلد اختفى من الخريطة.

  • الأخبار المزيفة يمكنها أن تدمر الأنظمة المالية والبورصات

للأخبار المزيفة تأثير سلبي غالبا على البورصات وتداول الأصول المختلفة بما فيها العملات الرقمية المشفرة، سواء كانت هذه الأخبار الهدف منها هو رفع من أسعار الأصول أو تحطيمها.

يمكن من خلال نشر أخبار مزيفة عن شركة مدرجة في البورصة، وانتشارها على نطاق واسع وخصوصا في المنابر التي تعنى عادة بنشر المقالات الإقتصادية، إلى تحرك في أسعار أسهمها حسب الغاية المراد من الخبر.

وبشكل عام لا تتوقف محاولات ضرب بعض الشركات في البورصة لشراء أسهمها بسعر أرخص، أو الرفع منها بسرعة متسارعة لتحقيق أرباح سريعة قبل أن تكتشف الأغلبية أن الشراء جاء بناء على تصديق أخبار مزيفة.

رأينا هذا وما زال يحدث في أسواق المال العالمية، لكنه واضح بشكل بارز في سوق العملات الرقمية المشفرة التي تتزعمها بيتكوين.

  • الأخبار المزيفة تهدد تماسك المجتمعات

خلال السنوات الأخيرة لاحظنا أن فكر العداوة والكراهية بين مختلف الأديان والمعتقدات والتوجهات ازدادت في المجتمع الواحد.

وصول اليمين المتطرف إلى الحكم في العديد من البلدان وأيضا تزايد التشدد لم يأتي من فراغ، إنه نتاج انتشار صورة الشيطان عن الآخر، وقد سهلت وسائل التواصل الإجتماعي من ذلك والتي توفر استهداف أي شخص أو كيان بكل سهولة.

تراجعت مفاهيم التسامح والتعايش بين الأطراف المختلفة، وروجت الأخبار المزيفة لصور قاتمة عن الإختلاف في المجتمع الواحد، وأصبح كل حزب فرح بما لديه ومنغلق على نفسه وضد الفئة الأخرى.

 

نهاية المقال:

أهم سبب في استفحال هذه المشكلة بمجتمعاتنا، هو قلة الوعي بخطورة كتابة ومشاركة خبر مزيف أو اطلاق شائعة ضد شخص أو جهة معينة،  ومن خلال التعرف على هذه الأضرار يمكننا تجنب فعل ذلك.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز