قصة الأزمة المالية العالمية 2008 وظهور بيتكوين للتخلي عن الدولار

قصة الأزمة المالية العالمية 2008 وظهور بيتكوين للتخلي عن الدولار

لا شك أن الأزمة المالية العالمية لسنة 2008 كانت الأصعب والأقوى ضررا بالنسبة للإقتصاد العالمي والنظام المالي في العالم.

حاليا مر حوالي 11 عاما على إندلاع هذه الأزمة، لكن إلى الآن يدفع سكان الأرض فاتورة الفقاعات التي أدت إلى حصولها.

لعل أبرز نتائجها هي وصول اليمين المتطرف إلى الحكم في مختلف دول العالم، والحرب على المهاجرين واللاجئين وممارسة العنصرية مع الأجانب تحث شعارات اقتصادية واضحة.

  • بداية نهاية النظام المالي العالمي الذي نعرفه

أما على المستوى المالي فمن الواضح أن الأزمة المالية العالمية 2008 قد غيرت العديد من المعادلات، ومنها وصول الصين إلى ثاني قوة اقتصادية في العالم عام 2008، وبداية تراجع هيمنة الدولار مع تعزيز قوة اليوان والروبل واليورو.

انتهى عصر القطب الواحد في العالم وهو ما يمكن أن نراه بشكل واضح، وما العقوبات الأمريكية الإقتصادية ضد روسيا والحرب التجارية على الصين والخلافات مع الإتحاد الأوروبي وتركيا ودول أمريكا اللاتينية سوى مقاومة من واشنطن وسعي لاستعادة بريق عملتها.

صحيح أن الدولار الأمريكي لا يزال هو الأقوى عالميا، لكنه فقد بعض قوته لصالح المنافسين، وبدأت البدائل في الظهور لعل أبرزها هي بيتكوين.

  • ظهور بيتكوين مباشرة بعد الأزمة المالية العالمية 2008

بينما كان العالم يتابع في وسائل الإعلام تطورات الأزمة المالية التي سريعا ما انتقلت إلى النظام الإقتصادي وبدأت في ضرب الوظائف والفرص، كانت هناك رسالة تنتشر على الإنترنت وعلى منتديات متخصصة تروج لما يقال بأنه نظام مالي عالمي جديد.

لا نعرف إلى الآن من كتب الورقة البيضاء الخاصة بهذا النظام الذي سمي بيتكوين، وبني على تقنية مبهرة لم تكن معرفة حينها وهي بلوك تشين.

نشر القائمون على هذا النظام سطورا تشرح آلية تعدين هذه العملة، وكانت الظروف الإقتصادية العالمية مثالية للبحث عن بديل لنظام الدولار.

ظلت هوية ساتوشي ناكاموتو غامضة إلى الآن، رغم أن هناك أكثر من جهة وشخص يدعون أنهم اخترعوا بيتكوين.

وظهر الموقع الرسمي للعملة وتفاصيل أخرى على ذلك الموقع، وبدأت عمليات التنقيب في التنامي لتبدأ العملة رحلتها من 0.03 دولار إلى أكثر من 10000 دولار اليوم وهي التي وصلت إلى 20 ألف دولار نهاية 2017، وبالمقارنة مع أصول أخرى فإن القفز من 0.03 دولار إلى السعر الحالي لعملة بيتكوين هي قفزة خرافية.

  • ظهور مجتمع بيتكوين

ظهر مجتمع بيتكوين أو العملة الجديدة، وانضم إليها شباب ومخترعون وخبراء ومتحمسون لفكرة الأموال الرقمية ولم يبخلوا بالجهود أو المساهمات في هذا الشأن.

كون بيتكوين مفتوحة للجميع ومبنية على قيم المجتمعات التي تؤمن بالبرمجيات المفتوحة المصدر سرع من انتشار الفكرة.

وإلى الآن لا أحد يسيطر على هذه العملة الرقمية وإن كانت بعض منصات التداول لها تأثير كبير على سعرها وتطويراتها أيضا.

تنامى حجم مجتمع بيتكوين حتى أصبح اليوم ذا صوت واضح، وهو الذي يقول بمشروعية بيتكوين وإمكانية بنظام نظام مالي عالمي قائم عليها لا يخضع لتحكم السلطات المالية والبنوك المركزية.

الكثير من عشاق بيتكوين بالطبع ينشرون مقالات وأخبار ومنشورات ينبذون فيها النظام المالي العالمي الحالي ويكشفون ضعفه ويطالبون بالتخلي عنه.

  • تطور المجتمع وظهور العملات الرقمية المشفرة

أصبح لدى مجتمع بيتكوين الكثير من الأتباع والمؤمنين بالفكرة، ولقيت الفكرة استحسان أشخاص آخرين لا يؤمنون بالضرورة بالعالم المفتوح المصدر لكنهم معجبين بتقنية بلوك تشين.

هؤلاء استنسخوا فكرة بيتكوين وعدلوا عليها، بحيث جعلوا لكل عملة دورا مشروعا لتظهر عملة الريبل التي تطورها شركة أمريكية معروفة وذات علاقة جيدة بالبنوك وهي تساعد المؤسسات المالية على تسريع المعاملات المالية وتقليل التكاليف.

ظهرت العديد من العملات الاخرى التي تطورها مجموعات اخرى ومنظمات خاصة أو غير ربحية، وكل واحدة منها تدعي أنها الافضل وأنها تبني حلا جيدا ومقنعا للجميع.

اليوم لدينا حوالي 5700 عملة رقمية مشفرة على الأقل، والعدد في تزايد مستمر وها هي فيس بوك تعمل هي الأخرى لإطلاق ليبرا مع شركائها.

  • الهدف هو التخلي عن الدولار والعملات بشكلها الحالي

تتسارع عمليات الرقمنة والتحول الرقمي حول العالم، والكل يسعى بالفعل من موقعه إلى نقل العالم نحو العالم الرقمي.

هذه الظروف اقوي من موقف العملات الرقمية المشفرة، وتجعل انتقال العالم إلى العملات الرقمية مجرد مسألة وقت.

النظام البنكي الذي تعكف عليه اليابان مؤخرا يزيد الطين بلة بالنسبة لهذه العملات، ومن المعلوم أن هذه الدولة الأسيوية قد وافقت عام 2017 على فكرة أن بيتكوين والعملات الرقمية وسائل دفع مشروعة، في وقت لا تزال تقاوم فيه الصين والولايات المتحدة الأمريكية هذه الفكرة.

 

نهاية المقال:

حظر الصين تداول هذه العملات، وهجوم دونالد ترامب على بيتكوين من خلال تويتر ما هي سوى مقاومة لنظام مالي عالمي جديد أوجدته الأزمة المالية العالمية لسنة 2008، وترجمه ساتوشي ناكاموتو إلى رد فعل حقيقي خلال يناير 2009.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.