فيس بوك تحول إلى كلب المال … إليك كيف؟

فيس بوك كلب المال

من حق كل فرد أو كيان تجاري البحث عن زيادة عائداته وأرباحه، وفي عالم التجارة هذا هو الشعار الذي يحكم المنافسة والسوق بشكل عام.

فيس بوك ما هي إلا شركة تجارية تحاول جاهدة الرفع من أرباحها وتحقيق نتائج أفضل للقائمين عليها والمستثمرين فيها، لذا من الطبيعي أن تبحث عن طرق لرفع لتحقيق أهدافها المادية.

خوارزمياتها التي تتحكم بها فيما يعرض للمستخدمين عند استخدام الموقع أو التطبيق هو سلاحها الفتاك الذي لا تتوانى على تطويره لتخرج بنتيجة عادة ما ترددها وهي تحسن تجربة المستخدم، ونحن نفهم أن وراء تلك التغييرات هدف أهم بالنسبة لها وهو المال.

أزمة الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية التي دفعتني شخصيا للقيام بحذف حسابي الشخصي منذ أشهر والتي جلبت للشركة المشاكل مع وسائل الإعلام والرأي العام في الدول المتقدمة، واتهمت بسببها بأنها عرقلة الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية، قررت عملاقة الشبكات الإجتماعية استغلالها لزيادة عائداتها أما الأخبار المزيفة فلا تزال الشبكة غارقة فيها.

خوارزمية فيس بوك 2018 المعلن عنها بداية الشهر الماضي دخلت حيز التنفيذ، وقد لاحظ الناشرين تراجع حجم الوصول لمنشوراتهم إضافة إلى تراجع الزيارات القادمة من هذا الموقع.

السياسة الجديدة للموقع تركز على عرض منشورات الأصدقاء والعائلة والعمل على قمع الصفحات العامة، من خلال التقليل من ظهور منشوراتها.

هذا أثر بشكل سلبي على مختلف الصفحات على هذا الموقع والنتائج بدأت تقل عن المعتاد، ما دفع بعض الناشرين الكبار سواء أجنبيا أو حتى عربيا للترويج لصفحاتهم على منصات منافسة.

 

  • منذ وقت طويل وفيس بوك يحلب جيوب الناشرين

ليست هذه المرة الأولى التي تتبع فيها شركة فيس بوك سياسات تخدم الجانب الربحي من شركتك من خلال الضغط على الناشرين وحلب جيوبهم.

وهي التي تعرف أن الكثير منهم يجلب الزيارات من موقعها ولقاء ذلك يحققون عائدات من الإعلانات المنشورة على مواقعهم والمنتجات المعروضة عليها أيضا.

وبالنسبة للناشرين الكبار فإن هذا هو النموذج التجاري الذين يتبعونه، حيث ينفقون المال على جلب الزيارات من فيس بوك إلى مواقعهم من خلال الإعلانات إضافة إلى الاعتماد على صفحاتهم التي تتمتع بشهرة وشعبية كبيرة.

العام الماضي أنفق الناشرين حوالي 5 مليارات دولار على ترويج المحتوى الخاص بهم، وهو رقم كبير وقفزة هائلة من 3.6 مليار دولار التي تم انفاقها عام 2016 والذي شهد الانتخابات الأمريكية ومنافسة قوية بين الناشرين حول القصص الخاصة بهذا الحدث الذي تابعه الملايين من الناس على فيس بوك سواء من داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها.

 

  • لكن ما يحصل الآن يجعلنا نتكلم عن كلب المال

مع الخوارزمية الجديدة توقعت أن ترتفع أسعار الإعلانات نتيجة المنافسة القوية على ظهور المنشورات منها بين الناشرين الكبار.

لن يكون من السهل على الناشرين الصغار والصاعدين مجاراة هذه المنافسة، ولن يكون بإمكانهم دفع أسعار نقرات أكبر للظهور وتحقيق تحويلات جيدة.

العام الماضي ارتفعت تكلفة النقرة بنسبة 16 في المئة على أساس سنوي، ومن المنتظر أن ترتفع أكثر خلال الفترة المقبلة.

الناشرين الكبار توصلوا إلى حقيقة مفادها أنه كلما أنفقت المال على هذه المنصة وقمت بالترويج المدفوع للمنشورات حصلت على المزيد من التفاعل والزيارات والمتابعين.

وهذه الفكرة تظهر من خلال مضاعفة عدد المنشورات الممولة من كل ناشر كبير والقيام بترويج أكثر من منشور في اليوم الواحد.

وبالنسبة للناشرين الصاعدين والصغار فلم يعد بإمكانهم تحقيق النمو من خلال الوصول المجاني، وقد توصلت ببعض الرسائل منهم والتعليقات والتي تفيد بأن سياسة فيس بوك الجديدة تحطمهم، بل يشعرون بأن ما يقدمونه ليس مرغوبا به على فيس بوك.

ما يقوم به فيس بوك هنا هو قمع أغلبية منشورات الصفحات العامة و الإكتفاء بإظهار المنشورات الممولة للمستخدمين ومنشورات أصدقائهم.

كأنه يطلب من أصحاب الصفحات الدفع مقابل التفاعل والزيارات، لا دفع؟ إذن لا نتائج، وهذا مخالف تماما لما كان يروج له خلال السنوات الماضية، حيث إنشاء الصفحات العامة يضمن لك بناء جمهور والتواصل معه، وخيار الترويج المدفوع هو لمن يريد تحقيق نتائج أفضل.

لا يوجد ناشر غير متضرر من السياسة الجديدة لفيس بوك، حتى الصفحات التي تركز على الفيديو تضررت ولاحظت تقلص حجم الوصول لمنشوراتها بالنصف وأكثر في بعض الأحيان، وهو ما يجعل الاستثمار في الفيديو دون الاستثمار في الترويج المدفوع له مضيعة للوقت على هذه المنصة!

نعم فيس بوك بهذه السياسة التي يقول بأنها ستحسن تجربة المستخدم هو كلب المال، فلا يزال بإمكان أي شخص الترويج المدفوع للأخبار المزيفة، المهم أن تدفع لتظهر منشوراتك، لا تريد؟ إذن شاهد قمع محتواك وتألم في صمت.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.