ضحكة تقنية: المغاربة والهوس بالاختراق والسرقة الإلكترونية

hacker
أهلا بك في الويب المغربي المتخلف

أهلا بك في الويب المغربي المتخلف، حيث الكثير من المدونات التقنية المحلية تستقطب الزيارات الهائلة والتي تدور أغلب مواضيعها عن طرق استغلال الثغرات التقنية لتحقيق مآرب غير مشروعة مهما حاول البعض ايجاد تبريرات لها تظل في نظر القانون والعقل الرزين مشبوهة وتؤكد على انحطاط مستوى المحتوى الذي ينشر على هذه المدونات.

مدونات بنفس الاسم تقريبا وبنفس القالب والتصميم ولا تختلف فيما بينها في شيء، سوى أسماء أصحابها ومن يديرها فعلا.

الاختراق و سرقة بطاقات البنوك و اتصال الانترنت من الجيران والتجسس على الآخرين، هي العصب الرئيسي لهذه المدونات التي اكتسبت شهرة من استغلال جهل الأفراد وميول الإنسان بطبعه إلى كل ما هو سيء وخارج عن القانون.

إلى حد أن الأجانب ينظرون إلى المغاربة على الإنترنت نظرة سيئة ومشبوهة، فقد سبق وسألني أحد الأصدقاء من الشرق الأوسط إن كنت أميل لتلك المواضيع، يقصد إن كنت أميل للإختراق والسرقة الإلكترونية وأهتم بهذه المواضيع، فيما أيضا صادفت على مواقع التواصل الاجتماعي نقاشات حول هذه المشكلة وغالبية التعليقات الصريحة من أهل مصر والشرق الأوسط تصف الويب المغربي على أنه منبع رئيسي لشروحات الاختراق واستغلال الثغرات الأمنية في المنتجات عوض التبليغ عنها والمساعدة في تحقيق مجتمع تقني أكثر أمانا.

أنا لا ألوم القراء من الشرق الأوسط الذين ينظرون إلى المدونات المغربية نظرة شك وريبة ومصدر للشروحات التي تروج لطرق تسبب الأضرار للآخرين سواء العائلة أو الأصدقاء أو الجيران والتي قامت بحصر الاحتراف التقني في استغلال بعض الثغرات التي يحاول مطبقيها التباهي بها ووصف أنفسهم بالمحترفين المهووسين.

أنا ألوم صناع المحتوى والمدونين الذين ينشرون هذه النوعية من المقالات والمحتوى طيلة الوقت وهذا لأنها تجذب المزيد من الزيارات والشهرة والأرباح من الإعلانات، بئس الربح من نشر ما يدمر المجتمع التقني ويستغل جهل القراء.

التقنيين الحقيقيين هم من يسخرون التقنية لخدمة المجتمع وتطوير الحياة بكل مجالاتها الشخصية والعملية والتعليمية، أما عن التدمير والتخريب فهذا ما نحترفه جميعا حتى أصغر مدون في سن 14 سنة يمكنه أن يساهم في صناعة محتوى متخلف، وبالفعل صادفت مدونات لمن يسمون أنفسهم مهووسين في هذا السن الصغير ومهمتهم نشر نصوص من أربعة أسطر أو خمسة في الاختراق والسرقة الإلكترونية، لا يمكننا أن نسميها مقالات في الأصل.

هذه المدونات عندما تقرر أن تقدم شيئا حصريا أو محترما عادة ما تقوم بنسخ نص الخبر أو المقال من المواقع التقنية المحترمة ثم تعيد صياغة العنوان وتنشره، لكن من الجيد أن التبليغ لدى جوجل من طرف أصحاب المقالات الأصلية عادة ما يأتي بنتيجة محترمة وهي اختفاء الناسخ من نتائج البحث عن الكلمة المتنازع عليها.

ودعنا لا نتحدث عن السرقة الإلكترونية بما فيها نشر ما يضر الشركات، أقصد شركات الاتصالات المحلية حيث المقالات والفيديوهات التي تتحدث عن طرق سرقة الإنترنت واختراق الراوتر واستغلال الثغرات لإجراء مكالمات الخلوي مجانا، لحد أن هذه السلوكيات تم تطبيعها في أذهان المتابعين على أنها مشروعة وقانونية وهي للأسف ليست كذلك، والقانون لا يحمي المغفلين.

وإذا كان الدافع وراء هذه الشروحات هو العداء لشركات الاتصالات التي لا تقدم المنتظر منها في خدمات الانترنت والجوال فهذا السبب لا يشرع نشر المحتوى الرخيص والبائس والذي لا يحل المشكلة بقدر ما يعزز من موقف هذه الشركات ويضعها في موقف المعتدي عليه.

يمكنك أن تتهمني بتشويه صورة المغرب والمغاربة أمام العالم، لكن ماذا سأشوه في بلد يعد المصدر رقم 1 في العالم العربي للمحتوى الذي يروج للاختراق والسرقة الإلكترونية، أنا مغربي ولا يمكنني أن افتخر بالتخلف.

من يشوه في الحقيقة المغرب هم من يصنعون المحتوى الذي يروج لما هو غير قانوني، ويشجعون الجمهور المحلي على السرقة الإلكترونية والنظر إلى هذه السلوكيات والتصرفات التي لا تمت بالأخلاق ولا القانون بصلة على أنها عادية جدا.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.