ضحكة تقنية: البكاء أمام المتابعين موضة التسول التي تجتاح يوتيوب

السير على خطى الشهير SAM PEPPER؟

كل الطرق والأدوات مشروعة من أجل حصد المزيد من المشتركين والمزيد من المشاهدات وبالتالي جني الأرباح والأسوأ من هذا هو “نكران” الربح والإدعاء بأن الأرباح قليلة.

وفيما نجد أن بعض القنوات تضع في الكلمات المفتاحية ما له علاقة بالإباحية والجنس، وتتلاعب بالعناوين وتستمر في تظليل المشاهدين، وتعرض مشاهد اغتصاب وأحداث مؤلمة للركوب على موجات مواضيع الساعة، هناك الكثير من الطرق السيئة لإثارة الإنتباه من حين لآخر.

البكاء أمام المتابعين بسبب قلة التفاعل وقلة المشاهدات، أو بسبب الهجوم من بعض المتابعين والانتقادات التي تأتي من المشاهدين، تدخل ضمن هذا الإطار.

مع احترامنا لمن أقدموا على استخدام هذه الطريقة التي تتطلب بعض الجرأة، ليس للتعبير بشجاعة ولكن للتخلي عن الكرامة والسعي إلى كسب ود المتابعين بطريقة عاطفية مهينة.

على مدار الأشهر الأخيرة انتشرت هذه الظاهرة، حيث يلجأ صاحب قناة معينة ويصور مقطع فيديو له يبكي كرد فعل منه على التعليقات المسيئة، أو على قلة المشاهدات وغياب النجاح المنشود.

أو ربما للشكاية من قلة الموارد المتاحة والفقر وسوء الحال، لنيل الشهرة والوصول إلى القمة كي يتغير حالة من أسوأ إلى أفضل.

نحن لسنا ضد السعي إلى الغنى ومحاربة الفقر بشتى الوسائل المشروعة، لكن البكاء على يوتيوب ومحاولة نيل التعاطف بهذه الطريقة هو منهج حقير.

إنه امتداد لاحتقار الذات والتقليل من قيمتها، والقبول بالضعف وإظهاره، واستخدامه لنيل انجازات لا يمكن أن تستمر على المدى الطويل، إذ تتلاشى مع تجاوز الناس لمشهد الدموع وكلمات الألم.

رأينا أحد الأشخاص في المغرب حقق الشهرة بهذه الطريقة، وهو صاحب قناة ألعاب على يوتيوب، ربما هو الأول من أقدم على ذلك في الويب المغربي.

نال الفيديو مشاهدات كبيرة وبدأ الناس يتبادلونه بصورة متسارعة، وللركوب على الموجة لجأ أصحاب قنوات أخرى إلى إنشاء مقاطع فيديو يعلنون فيها التضامن مع ذلك الشاب.

ربما ذاك الشاب لم يتعمد البكاء ولم يكن بحسبانه أن ذلك الفيديو سيحوله إلى واحد من مشاهير الويب المغربي، لهذا يمكن التغاضي عن قصته واعتبارها عفوية، لكن ظهرت بعض القنوات الأخرى التي استخدمت نفس الحيلة وفشلت فشلا ذريعا في تكرار تلك القصة.

البكاء أمام المتابعين يتوسع ليصل إلى مشاهير يوتيوب فعلا، إذ هناك مشاهير لجأوا إلى هذه الحيلة لكسب التعاطف وود المتابعين وإظهار حجم المعاناة والضغوط التي يتعرضون لها.

تتزايد مقاطع الفيديو التي يعلن فيها بعض المشاهير عن ضغوط يتعرضون لها في الوطن العربي، ضغوط سياسية لأن لديهم مواقف معينة لا تعجب السلطة على حد زعمهم، بعضهم يتحدثون عن تهديدات تطال أسرهم وحياتهم الشخصية، بكاء هستيري وقصص دراما حزينة، ثم هدوء بعد تضامن قوي وتزايد المشتركين الجدد وتعافي المشاهدات وإعلان العودة إلى الساحة والثبات على المواقف.

يتكرر هذا كل مرة، ويصبح صناعة المحتوى على يوتيوب أكثر تفاهة وازعاجا، تسمع جعجعة ولا ترى طحينا مفيدا، فقط المزيد من مقاطع الفيديو للرد على هذا وذاك، وللبكاء والصراخ وكأنها مواجهة بين الديوك.

لن نستغرب إذا لجأ بعض المتسولين إلى يوتيوب من أجل طلب المساعدة والمال من خلاله، فعصر الرقمنة قد بدأ وكل شيء يصبح بالتدريج رقميا، حتى التسول بالبكاء والمشاعر الإنسانية.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.