بينما لجأت الممثلة الأمريكية سكارليت جوهانسون إلى القضاء ضد ديزني في وقت سابق هذا الصيف، دخل توم كروز في خلاف مع سياسة شركة ViacomCBS.
من الواضح أن نجوم الصف الأول في السينما الأمريكية لا يؤيدون طرح أفلامهم الجديدة على منصات البث بسرعة، وهم يفضلون توفرها لمدة لا تقل عن 90 يوما في دور العرض.
هذا يعني أنهم بطريقة أو أخرى، يعارضون تكنولوجيا البث التي تنتشر عالميا والتي تفضلها شريحة كبيرة من الناس، على الذهاب إلى دور العرض لمشاهدة الفيلم الجديد.
أثارت الممثلة سكارليت جوهانسون التي نالت استحسانا كبيرا الجدل في أواخر شهر يوليو الماضي عندما رفعت دعوى قضائية ضد عملاق الإعلام الجماهيري ديزني لخرقها عقدًا مع فيلم “Black Widow” من Marvel Studios.
تتعلق الدعوى القضائية بمفاوضات نية العقد الأصلية وهي لا تتضمن موعدا أو مدة معينة قبل طرح الفيلم الجديد في منصات البث، وتزعم الدعوى أيضًا أن ديزني انتهكت ميثاق حسن النية والتعامل العادل ضمن عقدها الأصلي.
في أواخر العام الماضي، صدمت شركة Warner Bros الجميع وأثارت استياء الناتو من خلال الإعلان عن تأجيل أفلامهم حتى عام 2021 لـ HBO Max، مع إصدار يومي وتاريخ بدون رسوم إضافية.
من المفهوم أن المخرجين والممثلين كانوا مستائين، مما أدى في النهاية إلى قيام شركة Warner Bros بدفع 200 مليون دولار إضافية للعديد من النجوم.
في ظل وباء كورونا أغلقت الكثير من دور العرض، ولجأ المشاهدين إلى خدمات البث الشهيرة لمشاهدة أحدث الأفلام وهو ما أضر بعائدات المنتجين.
ويخشى الممثل الأمريكي الناجح توم كروز هو الآخر، من أن جهوده في فيلم Mission: Impossible 7 الجديد قد تذهب ادراج الرياح إذا لم يتم عرض الفيلم أولا في السينما قبل ان يكون متاحا على منصات البث.
ويأتي قرار شركة ViacomCBS الإعلامية بإصدار أحدث أفلامه “Mission: Impossible 7” على منصة باراماونت بلس بعد 45 يومًا من طرحه، بمثابة صدمة له وهو ما دفعه للإعلان عن اعتراضه عن ذلك، دون أن يلجأ إلى القضاء حتى الآن على أمل ان يتمكن من تسوية الوضع مع الشركة وديا.
ويرغب في أن يتوفر فيلمه الجديد لمدة 90 يوما في قاعات السينما وينافس في دور العرض لمدة أطول قبل أن يكون من الممكن لأي شخص في العالم مشاهدته من بيته.
السبب وراء هذه المخاوف واضح، وهو أن العرض على قاعات العرض لا تزال هي المحرك الأساسي للعائدات والأرباح التي تحققها الأفلام، وهذا يعني أنه في حال التسرع وعرض تلك الأفلام على منصات البث المتاحة للملايين من المستخدمين فإن الأرباح ستكون قليلة، وبالتالي فإن المكافآت لن تكون كبيرة.
لقد سقطت الممثلة الإسرائيلية العالمية غال غادوت في هذا الخطأ، عندما قرّرت وورنر براذرز عرضه أخيراً في الصالات وعلى شبكة HBO حيث فشل الفيلم في تحقيق الأرباح والعائدات المنتظرة منه.
لهذا السبب اختار الكثير من النجوم وكذلك شركات الإنتاج تأجيل طرح افلامهم الجديدة إلى هذا الصيف وأيضا في ما تبقى من هذا العام والعام القادم.
الحسابات التجارية تكشف أن كل مشاهد من خلال قاعات العرض يدفع عدة دولارات لمشاهدة فيلم واحد، أما في خدمات البث فإن دولارات قليلة هي لخدمة بث يمكن مشاهدة آلاف الأفلام فيها، وإذا قسمنا الإشتراك الشهري والسنوي على عدد الإنتاجات سنجد أن حصة فيلم لا تتجاوز بضعة سنتات.
لا يزال أمام خدمات البث الكثير من العمل من أجل تجاوز دور العرض في المردود المالي والتجاري، وهذا كي يغير المنتجين والفنانين آرائهم الحالية.
إقرأ ايضا:
بداية سيطرة النساء على صناعة السينما خلال 2020
حذار من فيروس فيلم بلاك ويدو Black Widow
الغاية من استحواذ أمازون على أفلام جيمس بوند و MGM