سعر الفائدة أو الربا هي أكبر ديانة في العالم

سعر الفائدة أو الربا هي أكبر ديانة في العالم
سعر الفائدة أو الربا هي أكبر ديانة في العالم

لا شك أن المسيحية هي أكبر ديانة في العالم ويأتي الإسلام في المرتبة الثانية وهو الذي يتمتع بنمو متسارع في الإنتشار وتأتي الهندوسية ثم البوذية ثم بقية الديانات في المراتب الأخرى.

لكن في الواقع هناك ديانة أكبر من كل هذه الديانات، ديانة استطاعت أن تكسب البشر جميعا، حتى أتباع الديانات السماوية التي تحرم هذه الممارسة يتعاملون بها، بقصد وبدون قصد.

نتحدث عن سعر الفائدة أو الربا، وهي العمود الفقري للنظام المالي العالمي وأساس الإقتصاد العالمي، ولا يوجد اقتصاد في العالم أو بنك مركزي لا يتعامل بها.

المسألة أن هذه الديانة لا تلقي بظلالها على البنوك المركزية فحسب، لكن على حياة أكثر من 7.4 مليار نسمة من البشر يعيشون على الأرض.

تتحكم في مستوى المعيشة الخاصة بهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ويتعامل بها الجميع بقصد أو بدون قصد.

  • القروض الربوية هي التي تحرك الإقتصاد العالمي

مباشرة بعد الأزمة المالية العالمية لسنة 2008، أقدمت البنوك المركزية بقيادة الأمريكي بخفض سعر الفائدة إلى أدنى حد ممكن، لتعمل هذه البنوك على طباعة كميات هائلة من العملات النقدية، وضخها في البنوك التجارية وفي البورصات.

هذا سمح للشركات والأعمال التجارية بالحصول على سيولة مالية جيدة وبناء أمجاد جديدة على الوهم، وجود تلك السيولة سمح للشركات بالتوسع وتنفيذ خطط تطوير كبيرة وتوظيف المزيد من الناس.

وهكذا تم بناء الرخاء الذي بدأ في البورصات منذ 9 مارس 2009 والمستمر إلى الآن، حيث تعد آخر مظاهره تزايد الأجور وتراجع البطالة ثم التضخم.

بالعكس خطط الإنقاذ التي تم اعتمادها للخروج من أزمة 2008 والتي شجعت الشركات على الإقتراض شكلت لنا فقاعة ديون الشركات.

فقاعة ديون الشركات أكبر بكثر من نظيرتها البنكية التي سبقت الإنهيار المالي خلال 2008، ومع توجه البنوك المركزي للرفع من سعر الفائدة واستعادة الأموال الرخيصة التي تم ضخها في السوق، تعاني كل الشركات التي قامت ببناء رخائها على تلك القروض، حيث ديونها في تزايد وفاتورة الإقتراض لم تعد معقولة.

لهذا رأينا خلال عام 2018 وإلى الآن سقوط الكثير من الشركات في تركيا على سبيل المثال لا الحصر، حيث أن هذه القوة الإقتصادية الإقليمية قامت بناء رخائها على الإقتراض بسعر فائدة منخفض.

  • سعر الفائدة محرمة في الإسلام لسبب منطقي

جاء الإسلام لينظم حياة الناس ويضع القوانين الإلهية التي تناسب البشر وتوفر العدل، لكن للأسف أكثر من شوهوا صورة هذا الدين هم أكبر داعميه، هؤلاء الذين يحاولون التحدث باسم الله ويحاسبون الناس على أفعالهم، ويفتون بفتاوي لا يقبلها العقل.

فيما يقبل الإسلام بالتجارة والبيع والتداول والإستثمار ويعتبرها أنشطة جيدة ما دامت لا تضر الآخرين، يحارب الربا لأنها زيادة غير منطقية على كمية المال التي اقترضها الشخص.

وفيما يرى كثيرون أن تلك الزيادة بمثابة مكافأة من المقترض لمن أقرضه المال، وأن الأمر ليس فيه أي مشكلة لكن يتبين لنا أن الإقتراض بسعر الفائدة يؤثر سلبا على المستوى المعيشي للناس.

التجار الذي يقترض 1000 دولار وسيسدد دينه بقيمة 1100 دولار سيحاول أن يرفع من أسعار منتجاته وخدماته كي يسدد الدين ويربح هامش ربح جيد أيضا، وهذا يعني الضغط على الفقراء والأشخاص محدودي الدخل بتضخم الأسعار.

مع انتشار القروض الربوية في المجتمع وسعي أطراف المعادلة إلى تنمية مكاسبهم، تصبح الأموال في أيدي أطراف قليلة بالمجتمع هم من يتحكمون بها، ويؤثرون من خلالها على حياة الناس ظلما وعدوانا.

أكثر من استفاد من هذه السياسة هم أكبر داعمي سعر الفائدة والربا ونتحدث عن اليهود، ورغم أن ديانتهم تحرم هذه الممارسة المالية الخبيثة، إلا انهم لم يقتنعوا بذلك.

ولأن اليهود معروفين بفطنتهم في الإقتصاد والمال والأعمال ويرغبون في السيطرة على ثروات العالم، استخدموا سعر الفائدة لصالحهم، لذا ليس غريبا وجودهم بمراكز القرار المالي حول العالم.

  • أكبر نتيجة لهذه الديانة الخبيثة

أعتقد أن أي شخص يرغب في ازدهار عالمي قوي على أسس صحيحة ومتينة ويريد محاربة الفقر وتحسين حياة الناس بعض النظر عن مذاهبهم ودياناتهم وتوجهاتهم الفكرية والنفسية والجنسية والسياسية، لن يتعاطف بأي شكل من الأشكال مع سعر الفائدة وسيحلم بعالم بدونها.

انتشار هذه الديانة المالية، نتج عنه شعور عالمي بالظلم، الشعوب في مختلف بقاع العالم وحتى بالدول المتقدمة يشعرون بأن الثروات المالية لم توزع بعدل، وأن هناك فئة صغيرة تحتكر الذهب والفضة والنقود والمال وتعيش ثراء فاحشا على حساب المليارات من الفقراء ومحدودي الدخل.

وللأسف مهما وزع بيل جيتس من أموال على الفقراء في أفريقيا، ومهما فعل المستثمرين الكبار حول العالم من أعمال خيرية، تبقى المشكلة الأساس للإقتصاد العالمي هي القروض الربوية التي تشمل أيضا بوابة رئيسية للأزمة المالية العالمية المرتقبة.

غضب الشعوب والمظاهرات وتزايد كراهية الفقراء للأغنياء، قائمة كلها على التوزيع الغير العادل للثروة، وانتشار القروض الربوية التي تعد من أدوات الإستعباد الأكثر قدارة في العالم.

 

نهاية المقال:

هذه هي أكبر ديانة في العالم اليوم وهي تشمل أتباع الديانات المختلفة لكونهم ضمن الإقتصاد العالمي القائم على الربا، سعر الفائدة عار على جبين الإنسانية يجب التخلص منها والإقتصاد العالمي القائم عليها مصيره الزوال.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.