دروس من ريال مدريد: الكيان أهم ولا أحد مقدس مهما علا شأنه

يتفق الجميع على أن ريال مدريد هو واحد من أكبر أندية العالم في مجال كرة القدم، ولديه عشرات الألقاب والإنجازات وتاريخ حافل بالأرقام القياسية.

مر الآن أكثر من 1000 يوم على تربع هذا النادي عرش الكرة الأوروبية من خلال فوزه بأبطال أوروبا 3 مرات متتالية، على حساب أتلتيكو مدريد و يوفنتوس وأخيرا ليفربول.

بغض النظر عن الجدل الذي يرافق أمجاد هذا النادي، إلا أنه يبقى مدرسة لديها خصوصيتها وفلسفتها ويجب أن نتعلم منها.

  • جمهور متطلب ولا يرحم

ما يميز جمهور ريال مدريد أنه بارد وليس صاخبا كما هو الحال لجماهير أندية مقاتلة مثل أتلتيكو مدريد، لكن خلف الأصوات الأقل حدة هناك مطالب تزداد وتتكدس وعلى الإدارة والمدرب واللاعبين تقديمها، وإلا فإن الجمهور سينتقد كل المعنيين.

هذا ليس في صالح الإدارة التي تريد ان يستمر نمو النادي الذي يواجه منافسين كثر، والتي تحرص أيضا على الحضور الكبير للجمهور إلى الملعب وإلى بيع القمصان والحفاظ على نسبة جيدة من عائدات البث التلفزيوني.

لا يخجل جمهور ريال مدريد من اصدار صفارات الاستهجان ضد اللاعبين المتخاذلين أو الأسوأ أداء، ومن اللجوء إلى الشبكات الإجتماعية للمطالبة ببيعهم والتخلص منهم.

لا يتفهم هذا الجمهور ان اللاعبين والمدرب والطاقم هم بشر في النهاية، فأحيانا توالي المباريات في ظرف وجيز يمكن أن يكون مرهقا ليس بدنيا فحسب بل أيضا نفسيا.

مختلف نجوم ريال مدريد تعرضوا لانتقادات، ولطالما رأيناهم يظهرون الغضب على كريستيانو رونالدو الذي رحل إلى يوفنتوس الإيطالي.

  • لا أحد مقدس في القلعة البيضاء

لا يوجد شيء اسمه التقديس في ريال مدريد، فبغض النظر عن تكريم اللاعبين و الإحتفاظ بإنجازاتهم في متحف النادي، إلا أن النجم أو المدرب مهما قدم للفريق سيأتي عليه يوم وقد يرحل بدون تكريم.

أكبر دليل في السنوات الأخيرة على هذه الحقيقة، هو كريستيانو رونالدو الذي رحل إلى ريال مدريد دون أن يودع الجماهير على أرض الملعب.

ورغم أن هناك فئات من الجمهور حزينة على الفراق، إلا أن عموم الجمهور يتمنون أن لا يجد الألقاب والمجد مع فريقه الجديد على عكس ما كان عليه في مدريد.

بالطبع لم يفز كريستيانو رونالدو بالكرة الذهبية بعد رحيله من ريال مدريد، وها هو يواجه أيضا شبح الخروج مع فريقه الجديد من أبطال أوروبا على يد أتلتيكو مدريد، والتعليقات من جمهور ريال مدريد هي السخرية منه، و الإعتراف بأن النادي هو الذي صنعه.

حتى فلورنتينو بيريز الذي يعد مهندس نجاح ريال مدريد في السنوات الأخيرة، والذي يركز على المال أكثر من الكرة نفسها، يتعرض للإنتقادات بين الفينة والأخيرة، كان آخرها بسبب عدم القيام بتعاقدات كبيرة بعد رحيل كريستيانو رونالدو.

  • الكيان أهم من الشخص

درس مهم للغاية، يمكن الاستفادة منه في الشركات التي تبنى على أساس أن تخضع للتحكم من فرد واحد، والتي تتهاوى بعد رحيل أو وفاة المؤسس.

هذا الدرس تحتاج إليه شركة آبل، التي فقدت ريادتها بعد وفاة ستيف جوبز وأصبحت غير واضحة المعالم والمستقبل.

يجب أن لا تتوقف الشركة أو كيان ما على شخص محدد، ويجب أن يكون دائما هناك بديل جاهز لإدارة الأمور بنفس الجودة في الأوقات الحرجة.

في ريال مدريد هذا المبدأ يطبق حرفيا، لهذا لو كان هذا خاطئ لما سمحوا لكل من رونالدو وزيدان بالرحيل وسيعمل النادي على تلبية مطالبهما حتى وإن كان على حساب الميزانية.

 

نهاية المقال:

أفضل درس استخلصته من ريال مدريد هو الدرس الثالث، والذي لا تستوعبه الكثير من الشركات فتتهاوى أو تفقد مكانتها ولنا في آبل أفضل مثال.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز