خطة فيس بوك لمنع انخفاض وثيرة المشاركات التي يعاني منها

facebook-future
فيس بوك يعاني قليلا لكنه يتصرف سريعا

خلال الساعات الماضية تأكد لنا من خلال تقارير صحفية رسمية أن فيس بوك قد شهد انخفاضا في عدد المشاركات الاجمالية التي ينشرها الناس على صفحاتهم الشخصية وقد تأكد أن نسبة انخفاض المشاركات الاجمالية بلغت 5.5 في المئة ما بين منتصف 2014 و منتصف العام الماضي.

نعم إنها المعاناة، خصوصا وأن الناس على الويب الآن يقضون وقتا أكبر على هذه الشبكة الإجتماعية وتطبيقاتها بما فيها ماسنجر الذي اعلن منذ أيام أن عدد مستخدميه تخطى رقما جيدا وهو 900 مليون فيما لدى المنصة اجمالا أكثر من 1.7 مليار مستخدم نشيط.

انخفاض وثيرة المشاركات متواصل كما يؤكد التقرير وفيس بوك أدرك هذه المشكلة ويعمل على حلها من خلال تخصيص فريق من الخبراء مهمتهم هي اقتراح أفكار ومزايا من شأنها ان ترفع من التفاعل على هذه الشبكة وتدفع الناس لطرح المزيد من المنشورات ومشاركتها من الصفحات التي يتابعونها ونشر قصص حياتهم أكثر وأكثر.

والحقيقة أن المستخدمين على فيس بوك ينشرون بالفعل الصور ووجهات النظر في القضايا وما إلى غير ذلك، لكن بوثيرة أقل، فمثلا بالنسبة لشخص كان ينشر 10 منشورات في اليوم يمكن أن نجد العدد اليومي حاليا لا يتخطى 6 منشورات وهذا ما نقصده بالضبط.

هذا يعني عدد أقل من المنشورات الجديدة التي يمكن للمستخدمين استكشافها ما سيشكل معاناة في العثور على قصص ومحتويات جديدة خصوصا بالنسبة لهؤلاء الذين يقضون وقتا أطول في تصفح الصفحة الرئيسية لنسخة الويب وتطبيق المحمول.

 

  • الأسباب التي تقف وراء انخفاض عدد المشاركات الجديدة على فيس بوك

لم يتطرق التقرير الذي نشرته المواقع التقنية إلى الأسباب الكامنة وراء هذه المعاناة التي يمكن أن تشكل تهديدا لفيس بوك مستقبلا في حالة تواصلت بوثيرة أكبر.

انخفاض عدد المنشورات الجديدة على فيس بوك يعني أن عدد من المحتويات تنشر في مكان ما، وهنا تأتي إلى اذهاننا تطبيقات الشبكات الاجتماعية المنافسة التي يتواجد عليها من يستخدمون فيس بوك أيضا ويفضلون النشر هناك مثل سناب شات وأيضا BBM و تيليجرام الذين يوفرون قنوات عامة لنشر المحتوى عليها ومتابعة العلامات التجارية.

من جهة أخرى نلاحظ أن الفئة التي تتواجد على فيس بوك وتفاعلها قليل مع المنشورات ولا تنشر إلا منشورات كل عدد من الأيام أصبحت كبيرة، وبالطبع هذه الفئة تستخدم أكثر ماسنجر ويهمهم الدردشة ومتابعة الجديد في صمت.

تعدد الشبكات الاجتماعية وقدوم عدد منها بمزايا مختلفة وانتشار الأفكار والدعوات التي تشجع على الرحيل إلى شبكات أخرى وخدمات تواصل مغايرة كلها دفعت عدد من المستخدمين أيضا للاستثمار الوقت على منصات مختلفة.

لا ننسى أن فئة المراهقين ينشطون أكثر على تطبيقات مثل سناب شات وتلك التي تحافظ على الخصوصية من خلال اتاحة التدمير التلقائي للمحتوى لهذا فهم مهتمين بهذه التطبيقات ويقنون تواجدهم على فيس بوك، خصوصا وأن هذا الأخير يشهد أيضا تواجد الأهل عليه ووعي من الفئات الكبيرة بأسراره.

ازدهار Instagram و واتساب المملوكين للشركة الأمريكية من شأنه ليس فقط في أن يؤثر على معدل نشر المنشورات والمشاركات بل أيضا على تواجد المستخدمين في هذه المنصة.

 

  • خطة فيس بوك لمنع انخفاض وثيرة المشاركات والتحديثات الشخصية

التقرير الصحفي أكد لنا أن الشركة الأمريكية قد خصصت بالفعل فريقا من الخبراء يعملون على حل مشكلة انخفاض وثيرة المشاركات والتحديثات الشخصية وهذا باقتراح الحلول التطويرية والمزايا التي من شأنها أن تعزز من عدد المنشورات التي ينشرها كل مستخدم وتبقي على أعلى نسبة ممكنة.

في هذا الصدد رأينا مؤخرا إطلاق البث الحي وتوسيعه إلى أكثر من 60 بلدا ما يعني أن البث الحي سيضاف إلى أنماط المحتويات التي يتم نشرها على هذه الشبكة الإجتماعية، وكلما ازدادت نوعيات المحتوى كلما ازدادت عدد المنشورات.

في ذات الوقت رأينا أيضا كيف أن فيس بوك في المناسبات الوطنية والدينية يدعوا المستخدمين إلى مشاركة الصور والقصص بهذا الخصوص وهذا للإحتفال بتلك الأيام المميزة على فيس بوك وهي تعمل لتشمل المزيد من الأحداث الراهنة، فمثلا عند وقوع حديث مؤلم أو مهم سيطلب فيس بوك من المستخدمين نشر بعض التحديثات عن هذا الموضوع من خلال تنبيههم بذلك في مربع تحديث الحالة.

في هذا الصدد نلاحظ أن تطبيق فيس بوك سيحصل على ميزة جديدة ومهمة تتوفر أصلا في نسخة الويب وهي مربع نشر التحديثات الشخصية والذي يأتي في أعلى الواجهة الرئيسية إلى جانب أزرار مهمة منها زر رفع الصور وتحديد الموقع الجغرافي لمشاركته بسهولة عند زيارة مكان معين، وهذا الصندوق يدعى ماذا يخطر في بالك؟ أو “What’s on your mind” والنقر عليه يوفر خيارات سريعة مثل نشر ملاحظة، نشر فيديو، الشروع في بث حي.

وفي نظري هذه خطوة مهمة من فيس بوك من شأنها أن تحفز الناس على نشر المزيد من القصص والصور والفيديوهات وما إلى غير ذلك من المحتويات التي يتم نشرها ومشاركتها.

أيضا يتم العمل على خيارات جديدة لمشاركة الشرائح والموسيقى على فيس بوك بسهولة وهي خيارات جديدة ستثري الصفحة الرئيسية للتطبيق والموقع على الحواسيب.

ولا تريد الشركة أن تتوقف عند هذا الحد فمع دعم فيس بوك للصور المتحركة GIF منذ أشهر تخطط الآن لإضافة زر لمشاركتها بسهولة، ومن المرتقب أن يدعم محرك البحث ايجاد الصور المتحركة المنشورة على المنصة والتفاعل معها.

هذا كله يعطي المزيد من الأسباب للمستخدمين من أجل تفضيل فيس بوك كمنصة لمشاركة تفاصيل حياتهم ورغباتهم وأفكارهم عليها دون المنصات المنافسة الأخرى.

 

نهاية المقال:

انخفضت مشاركة المستخدمين الشخصية بنسبة 21 في المئة ما بين منتصف 2014 و الفترة نفسه من 2015، وتأكد أن نسبة انخفاض المشاركات الاجمالية بلغت 5.5 في المئة، وفي ضوء هذه المعاناة تحرك فيس بوك لتحفيز المستخدمين على المشاركة ليس من خلال رسائل مباشرة بل من خلال المزايا الجديدة القادمة إلى أكثر من 1.7 مليار مستخدم ستحفزهم بلا شك على نشر القصص والصور والبقاء على اتصال واطلاع بالمنشورات الجديدة من الأصدقاء والصفحات المفضلة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز