ثمن الحرب بين الجزائر والمغرب وإليك من سينتصر فعلا

ثمن الحرب بين الجزائر والمغرب وإليك من سينتصر فعلا

يتزايد احتمال نشوب الحرب بين الجزائر والمغرب، وتسخن وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية في البلدين لهذه المواجهة، خصوصا مع انهيار اتفاق وقف اطلاق النار بين المغرب والبوليساريو.

يتزايد الحديث عن الحرب بين الجزائر والمغرب مع العلم أن البلدين سبق لهما المواجهة ضد بعضهما البعض في الحدود أكثر من مرة خلال القرن الماضي.

  • لماذا الحديث عن الحرب بين الجزائر والمغرب الآن؟

لمن لم يتابع القصة، فما حدث ببساطة هو أن جبهة البوليساريو، قد سيطروا على المعبر الوحيد بين المغرب وموريتانيا منذ أواخر الشهر الماضي، وتمكنوا من إيقاف التجارة البرية بين المغرب وموريتانيا ودول جنوب الصحراء.

ناشد المغرب الأمم المتحدة وبقي أكثر من أسبوعين يشتكي من ممارسات الجبهة المدعومة من الجزائر والتي تقول أن الصحراء ليست مغربية، في صراع مستمر بين البلدين منذ عقود طويلة.

ويوم الجمعة الماضي قررت القوات المغربية أن تفتح المعبر وتطرد العصابة، وبالفعل فعلت ذلك أمام أنظار قوات الأمم المتحدة، التي تابعت العملية السلمية.

ومع انتهاء العملية وخسارة البوليساريو للمعبر أعلنت الجبهة من الجزائر أن اتفاق وقف إطلاق النار أصبح من الماضي، وبدأت تلك العصابات تهاجم القوات المغربية على طول الجدار الأمني.

استنكرت الجزائر خطوة المغرب وأرسلت مساعدات غذائية وطبية لسكان تندوف والمقاتلين، وقد بدأت الجبهة تجنيد الشباب للقتال ضد المغرب.

أما وزارة الدفاع الجزائرية فقد نشرت فيديو لإطلاق أول صاروخ باليستي حصلت عليه من روسيا وهو من نوع “إسكندر”، ويبلغ مداه 280 كيلومتر.

في هذا الوقت يتصرف الجزائريين والمغاربة بحماس على الشبكات الاجتماعية، كل طرف سعيد بجيشه وقدرات بلده، ويتوعد الجار بالهزيمة.

  • ثمن الحرب بين الجزائر والمغرب

لكن عندما نتكلم عن الحرب بين الجزائر والمغرب يجب أن ننظر إلى الأمور من منظور الاقتصاد والمال في البلدين، هل يستطيع أي منهما خوض حرب عسكرية واسعة على طول الحدود مثلا؟

لدى الجزائر والمغرب أسلحة عسكرية جيدة ومنظومات صاروخية ودفاعية متنوعة، والكثير من الجنود المستعدين لخوض الحرب، لكن هذا لا يعني أنهما مستعدان للحرب.

في ظل أزمة فيروس كورونا التي أثرت سلبا على اقتصاد البلدين، وحرمتهما من تحقيق أي نمو اقتصادي كما هو الحال لبقية دول العالم، من الصعب جدا تمويل أي حرب عسكرية في الوقت الراهن.

وحتى لو افترضنا أنه لا توجد أزمة فيروس كورونا وعدنا عاما للوراء، فإن البلدين لا يستطيعان خوض حرب عسكرية ستعود عليهما بتكاليف كبرى، سيدفعها الشعبين الجزائري والمغربي من جيبه من خلال زيادة الضرائب عليهما ودعوتهما للتبرع ومواجهة كوارث إنسانية وغذائية وانهيارا للنظام الصحي في البلدين.

  • أموال التسلح من الأفضل أن تذهب إلى التنمية

تعد الجزائر سادس أكبر دولة في العالم تنفق على التسلح وشراء الأسلحة، وتشتري معظم أسلحتها من روسيا، كما تتصدر افريقيا من حيث شراء الأسلحة الصينية.

منذ أن تخلصت هذه الدولة من تبعات المديونية الخارجية توجهت إلى التسلح بكثافة، متبعة مبدأ الصاروخ قبل الرغيف، وتنفق هذه الدولة 25 في المئة من ميزانيتها إلى التسلح، متقدمة على الموازنات المخصصة للتعليم والصحة والتشغيل.

النفقات العسكرية من قبل دول شمال إفريقيا تقدر بحوالي 23.5 مليار دولار في 2019، ونتحدث عن مصر والجزائر والمغرب في مقدمة الدول التي تنفق على التسلح في أفريقيا.

خلال العام الماضي أنفقت الجزائر 10.3 مليار دولار لتستحوذ على أكبر من نصف إنفاق دول شمال أفريقيا على التسلح، مقابل انفاق المغرب 3.7 مليار دولار أمريكي في الفترة نفسها.

نعم إنه انفاق كبير من الجزائر والمغرب على التسلح، وهو ما يعني أن مليارات من الدولارات تذهب لتحديث الجيوش بينما البطالة مرتفعة في هذه الدول، والتحدي الاقتصادي والمالي ويكبر ويهدد باضطرابات اجتماعية داخلية كبرى.

  • المنتصر في الحرب بين الجزائر والمغرب

ستكون الحرب بين المغرب والجزائر مثل حرب ايران والعراق والتي شنها صدام حسين، ورغم أنه يقال بأنه خرج منها منتصرا، إلا أن الحقيقة هي أنه خرج منها ضعيفا وخرجت منها ايران هي الأخرى ضعيفة.

إنها حرب استنزاف في النهاية وهذا ما سيحدث بين الجارين في شمال أفريقيا، بالتالي فإن المنتصر هي الأزمة الإقتصادية والمستفيد أيضا الدول التي تبيع الأسلحة للبلدين، ونتحدث عن روسيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية التي ستنتعش مبيعات أسلحتها.

إقرأ أيضا:

حقائق اقتصادية وتجارية عن مدينة العيون المغربية

أسباب تزايد أسعار المواد الغذائية في المغرب 2020 – 2021

صيد الأسماك في الجزائر: حلم الأطلسي والشراكة مع المغرب

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز