كيف تستغل أرامكو ومنافساتها ارتفاع أسعار النفط قبل الإنهيار؟

كيف تستغل أرامكو ومنافساتها ارتفاع أسعار النفط قبل الإنهيار؟

لا شك ان انتعاش أسعار النفط في النصف الأول من 2021، قد أثر إيجابا على النتائج المالية لشركات النفط وفي مقدمتها أرامكو السعودية.

دفع الانتعاش القوي في الطلب على الوقود أسعار النفط إلى الارتفاع لدرجة أن الرئيس المؤيد للطاقة النظيفة جو بايدن اضطر إلى التواصل مع أوبك بلس لطلب المزيد من النفط وهذا للسيطرة على ارتفاع الأسعار.

والحقيقة أن ارتفاع الأسعار مقارنة مع العام الماضي، هي فرصة مثالية من أجل تسريع جهود التحول إلى إنتاج الطاقات النظيفة والمتجددة.

وقد كان الشهر الحالي، ونتحدث عن أغسطس شهرا صعبا إذ توقفت الأسعار عن التحليق وتراجعت إلى الوراء، لكن سعر النفط لا يزال جيدا للكبار أمثال أرامكو.

إن استمرار وجود النفط والغاز لسنوات وربما عقود قادمة هو أمر واضح لأي شخص لديه رؤية واقعية للمستقبل، لكن الطلب على الوقود الأحفوري بشكل عام سيبدأ قريبا في التراجع على أساس سنوي.

لذا واهم من يعتقد أن أسعار هذه المواد ستواصل الإرتفاع وأن الطلب سيكبر عاما بعد عام إلى الأبد، إذ نحن نقترب من اللحظة التي سينهار فيها الطلب على النفط وقد يستمر الطلب على الغاز لمدة أطول كوقود وسيط بين عصر الوقود الأحفوري وعصر الطاقات المتجددة والنظيفة.

في السنوات الأخيرة عملت شركات النفط الكبرى على التحول إلى الطاقات المتجددة، لكن تلك المشاريع لا تزال جانبية وخجولة على مستوى النتائج، وقد تتباطأ عمليات التحول مع ارتفاع الأسعار والخروج من أزمة النفط المستمرة منذ 2014.

لهذا السبب ينبغي أن تستغل أرامكو ومنافساتها هذه اللحظة المهمة لتوجيه مليارات من الدولارات إلى مشاريع الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية والطاقات المتجددة الأخرى.

والخبر السار أن هاته الشركات لديها خبرة كبيرة وتتمتع بمصداقية في إنتاج الطاقة وتوفيرها لدول العالم، ومن السهل جدا أن تتفوق على الشركات الناشئة التي ظهرت في السنوات الأخيرة والتي تطور تقنيات لإنتاج الطاقات المتجددة والنظيفة.

السيولة التي تملكها أرامكو وشل وشركة بي بي البريطانية، تخول لهذه الشركات انشاء مشاريع ضخمة من الصفر أو حتى الإستحواذ على الشركات الناشئة والإستثمار في مشاريع واعدة وتبني التقنيات الجديدة.

في إشارة إلى الحكم الأخير الذي أصدرته محكمة هولندية ضد شركة شل والذي يلزم الشركة الكبرى بتقليل انبعاثاتها من الانبعاثات بشكل حاد بحلول عام 2030، يقترح المحللون مسارًا أكثر اتساقًا نحو إزالة الكربون عن شركات النفط الكبرى: “هناك مكونان رئيسيان لأي استراتيجية قابلة للتطبيق لشركات النفط والغاز: (1) الالتزام بإزالة الكربون بشكل أسرع و (2) التعاون عبر الصناعة، مع الحكومة ومع أصحاب المصلحة الآخرون لتقديم حلول مبتكرة تحفز على إزالة الكربون بشكل أسرع بما يتماشى مع أهداف اتفاقية باريس”.

في هذا الوقت نجد أن شركة European Big Oil نشطة للغاية في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وفي تحديد أهداف صافية صفرية لعام 2050.

لقد بدأنا نرى خطوات مهمة خصوصا من الشركات الأوروبية في مجال التحول إلى الطاقات المتجددة، وينبغي أن يسرع اللاعبون في الشرق الأوسط والولايات المتحدة إلى تبني نفس السياسة والمنافسة في هذه الرقعة الجديدة من عالم الطاقة.

وما عليك سوى إلقاء نظرة على البيان الصادر عن نائب الرئيس التنفيذي لشركة BP للغاز والكربون المنخفض، بعد إعلان الشركة أنها تخطط لإنفاق 14 مليار دولار على تحويل أبردين إلى مركزها العالمي لطاقة الرياح البحرية، لتدرك أن الأوروبيين يتحركون بسرعة.

في السعودية وجدنا بالفعل أن أرامكو لديها جهود مهمة، لتحسين منتجاتها وحتى تبني الطاقات المتجددة، لكن أكبر شركة نفط في العالم بحاجة إلى التحرك بسرعة ولديها موارد مالية تخول لها القيام بخطوات كبرى ليس فقط للتفوق على المنافسين الآخرين ولكن لتغيير قواعد اللعبة برمتها.

ولا يوجد ما يمنع أرامكو من القيام بذلك في الحقيقة، فحتى التوجيهات الملكية تحث على الحفاظ على البيئة وتبني الطاقات المتجددة وتحويل السعودية إلى دولة حديثة ومحافظة على الموارد البيئة، وما على المسؤولين سوى التنفيذ والتحرك بسرعة.

وبطبيعة الحال لأنها شركات تجارية تبحث عن الربح وزيادة المكاسب المالية، يمكن أن تعتبر أرامكو جهودها اليوم استثمارا للمستقبل المنظور والطويل وحفاظا على مكانتها في مستقبل ستنهار فيه مكانة النفط وأهميته.

إقرأ أيضا:

سعر النفط إلى 100 دولار؟ الإمارات وايران وعوامل أخرى ستمنع ذلك

ما هو الهيدروجين الأخضر أو النفط الجديد بديل الغاز؟

حظر التنقيب عن النفط والغاز عالميا والبداية من جرينلاند

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز